في ظل موجة الهجرة نحو “الحلم الأوروبي”، كشفت مفوضية حقوق الانسان عن نحو 700 ألف عراقي رفضت طلبات لجوئهم في الدول الأوروبية، وفيما طرحت حلا يتمثل بنقلهم لدولة تحتاج “طاقات بشرية”، شددت وزارة الهجرة من جانبها، على العودة الطوعية ورفضها للعودة القسرية.
وقال عضو مفوضية حقوق الانسان علي البياتي، إنه “بحسب مصادر أوربية، فأن هناك ما يقارب من 700 ألف عراقي رفضت طلبات لجوئهم في الدول الأوروبية”.
وأضاف أن “الجانب الأوروبي طالب العراق بإعادة هؤلاء، لكن الحل الوحيد لهذا الملف، يتمثل بتوجه وزارة الخارجية الى إبرام اتفاق مع بعض الدول التي لديها حاجة حقيقية للموارد البشرية في سوق العمل، بغية توفير فرص عمل لهم، مع تأكيد العراق بأنه على استعداد لإعادة أي منهم في حال عدم التزامه بمعايير الأمان والسلامة وحقوق الانسان”.
وبين أن “هذا الحل يأتي على اعتبار أن هؤلاء تركوا العراق لاسباب كثيرة تتعلق بجوانب اقتصادية وامنية واجتماعية”.
وبدأت موجة الهجرة نحو الاتحاد الأوروبي منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث خرجت العائلات الميسورة آنذاك، هربا من الحصار الاقتصادي والقمع الأمني، وخاصة من الأقليات الدينية في العراق، واستمرت هذه الموجة بالتنامي بعد عام 2003، وبلغت ذروتها عام 2014، بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على 3 مدن عراقية.
ومنذ أشهر عدة، توجه آلاف العراقيين إلى حدود بيلاورسيا – بولندا، على أمل السماح لهم بدخول الاتحاد الأوروبي، وشهدت موجة الهجرة هذه تداعيات كبيرة، حيث مارس الاتحاد الأوروبي ضغوطا على العراق بهدف إعادة المهاجرين الذين بقوا عند الحدود البولندية، وذلك بعد أن فتحت بيلاروسيا حدودها أمامهم.
العراق من جانبه، أصدر قرارات عدة، منها اغلاق سفارة بيلاروسيا وإيقاف خطوط الطيران المباشرة مع بيلاروسيا من مطارات البلد، وذلك كخطوة أولى للحد من الهجرة، لكن العراقيين استمروا بالتوافد لبيلاروسيا عبر المطارات التركية، حتى أصدرت السلطات التركية قرارا بمنع سفر العراقيين عبر مطاراتها.
ومؤخرا، بدأ العراق بتسيير رحلات لإعادة العراقيين الراغبين بالعودة من الحدود البيلاروسية، وشهدت هذه الرحلات زخما كبيرا، وذلك بعد تسجيل عدد من الوفيات نتيجة البرد والعطش.
وبالتزامن مع هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، فأن نهر المانش، الرابط بين فرنسا وبريطانيا، شهد مآسي عديدة، تمثلت بغرق زوارق تقل مهاجرين عراقيين، وكان آخرها قبل أيام، وقد وصلت جثامين 16 مهاجرا الى مطار اربيل، كونهم من اقليم كردستان.
الى ذلك، بين وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري” أن “أي رقم للمرفوضة طلبات لجوئهم في أوروبا لا يوجد، لكن في ألمانيا وحدها يوجد 31 ألف مواطن عراقي رفض طلب لجوئه”.
وتابع أنه “في زيارتنا على راس وفد عراقي الى العاصمة الالمانية برلين، وأكدنا على العودة الطوعية للمرفوضة طلباتهم، ورفض العودة القسرية”، مبينا أن “الاتحاد الأوروبي شدد على رفضه لهذه الطلبات وعدم التعامل معها”.
يشار إلى أن ألمانيا، تسجل في العادة أعلى نسبة بطلبات اللجوء بين دول الإتحاد الأوروبي، وذلك لما توفره من فرص عمل جيدة، كما يرى العديد من المهاجرين، لكنها في نفس الوقت من أكثر الدول التي ترفض طلبات اللجوء.