مع انطلاق التصويت في الانتخابات الأمريكية 2024، تتجه الأنظار حول اختيارات الجالية العربية في أمريكا، وميولها في التصويت بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ونظيرته الديمقراطية كامالا هاريس.
وانخفض التأييد للديمقراطيين بشكل حاد منذ أن شنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة قبل أكثر من عام.
ويجد الأميركيون من أصول عربية أنفسهم في موقع فريد ونادر في السياسة الأميركية هذه الأيام، فالحملات الانتخابية ركزت بشكل كبير على ولاية ميشيغان حيث يشكل العرب نسبة مهمة من السكان.
واستضافت حملة الرئيس السابق، دونالد ترامب مؤتمرا صحفيا لأعضاء من الجالية العربية الخميس في نيويورك، حيث أعلن قادة، بينهم ممثلون للجالية اليمينة التأييد للمرشح الجمهوري بحضور منسق العلاقات العربية للحملة، مسعد بولس.
وقال عبدالصمد الفقيه، الأمين العام للجالية اليمنية في نيويورك، أحد المشاركين في المؤتمر الصحفي الخميس، في تصريحات لموقع “الحرة” إن “العديد من الجاليات العربية في الولايات المتحدة أصبحت داعمة للمرشح الجمهوري ترامب، إذ يجد بعضها تلاقيا في المصالح والسياسيات”.
ويشرح أن هذه “ليست المرة الأولى التي نشهد فيها دعما واضحا من الجاليات العربية بهذه الكثافة، إذ شهدنا ذلك في انتخابات عام 2000، إذ دعموا حينها المرشح جورج بوش الابن عندما تنافس ضد الديمقراطي آل غور”.
وتابع الفقيه أنه بعد انتخابات عام 2000، ازداد توجه الناخبين العرب الأميركيين لدعم مرشحي الحزب الديمقراطي على اعتبار أنهم داعمون للأقليات، ولكن في هذه الانتخابات رغم وجود “انقسام، هناك رغبة في الابتعاد عن المرشحة الديمقراطية بسبب سياساتهم، وللبحث عن بديل قد يكون قادرا على تحقيق السلام في المنطقة العربية”.
ويسعى المرشح الجمهوري ترامب إلى استمالة الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان.
وقال ترامب في تجمع جماهيري خارج ديترويت إنه التقى بمجموعة من الأئمة المحليين، مؤكدا أنه يستحق دعم الناخبين المسلمين لأنه سينهي الصراعات ويحقق السلام في الشرق الأوسط.
وأكد ترامب في ضاحية نوفي في ديترويت “هذا كل ما يريدونه”. كما تعهد لعمال السيارات بأنه سيعمل على علاج التدهور الاقتصادي في منطقة ديترويت وعلى مستوى البلاد.
ما الذي فعله الحزب الديمقراطي؟
ويقول عمر الكردي، ناشط ورئيس جمعية عرب كليفلاند إن ما تغير في موقف جاليات عربية وإسلامية “كان بسبب تجاهل الحزب الديمقراطي لمطالب هذه الجاليات، وتجاهلهم خاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية تجاه إسرائيل”.
وزاد الكردي في تصريح لموقع “الحرة” أن سياسات الإدارة الديمقراطية الحالية دفعت بالناخبين العرب نحو تأييد “مرشحة الحزب الثالث، جيل ستاين، فيما استطاعت حملة ترامب جذب التأييد من بعض ممثلي الجاليات”.
وقال الكردي “على سبيل المثال، في الحملات الديمقراطية لم نر مشاركة لمتحدثين من الجاليات العربية والإسلامية، ولكن خلال الأسابيع الماضية نشطت حملة ترامب في إشراك متحدثين من هذه الجاليات”.
وعبر أفراد من الجالية العربية في ميشيغان عن معارضتهم بكل وضوح لإدارة بايدن وهاريس خلال فعاليات للجالية، فيما أعرب بعضهم عن تأييده لترامب أو جيل ستاين.
وتتمتع ميشيغان بأكبر عدد من الأميركيين العرب بين الولايات الأميركية، وأثبتت أهميتها بوصفها ولاية متأرجحة في فوز الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وفاز الرئيس الأميركي، جو بايدن في هذه الولاية خلال الانتخابات السابقة بدعم من أصوات العرب، لكن يبدو أن السباق أصعب بكثير على نائبته والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس.
وأشار آخر استطلاع رأي أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير”، ونشره الجمعة، قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات، إلى أن 42 في المئة من الناخبين المسلمين يفضلون ستاين، بينما يدعم 41 في المئة نائبة الرئيس هاريس، بينما يدعم عشرة في المئة الرئيس السابق، وواحد بالمئة يدعمون المرشح تشيس أوليفر من الحزب الليبرالي، في حين أن خمسة بالمئة فقط من المشاركين لا يخططون للتصويت.
ويوضح الفقيه أن الدعم للمرشح الجمهوري، ليس بسبب السياسة الخارجية الأميركية للسنوات الأربع الماضية فقط، بل “لقضايا ترتبط بالواقع الاقتصادي الذي تعيشه الولايات المتحدة، وقضايا خلافية أخرى مع الديمقراطيين ترتبط بالأسر والمجتمعات والقضايا الجندرية”.
ويؤكد أن ما حصل في عهد الرئيس بوش الابن والحرب في العراق، هو ما دفعت الأميركيين من أصول لتغيير موقفهم باتجاه المرشحين الديمقراطيين، والآن ما يحصل في غزة ولبنان هو ما يدفع بالابتعاد عن الديمقراطيين نحو المرشحين الآخرين.
وبشأن ما إذا كانت هاريس ستحصل على أصوات ناخبين عرب، ترى أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند الأميركية، سحر خميس، أن من يفضل هاريس من الناخبين العرب يعود هذا الأمر لعدة أسباب، أبرزها أنهم لا يريدون ترامب.
وزادت في حديثها لموقع “الحرة” أن من هذه الأسباب أيضا أنها “امرأة ليست من ذوي البشرة البيضاء، ومن أصول ملونة، وهو ما يجعل بعض الناخبين يأملون أن تكون أكثر عدالة في التعامل مع قضايا المهاجرين والأقليات”.
وقالت خميس إذا ما استثنينا ملف السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط، قد تكون “هاريس خيارا لناخبين من أصول عربية”.
وحتى من يدعم التصويت لهاريس من هذه الفئة، بحسب خميس، لديهم مخاوف من أن تستمر المرشحة الديمقراطية “حمل إرث عملها في إدارة بايدن، لتصبح فترة رئاستها إذا فازت امتدادا للسنوات الأربع الماضية، خاصة في ملفات الشرق الأوسط”.
هلا كندا