حذر الحرس الثوري الإيراني المحتجين من الخروج مجددا، فيما أعربت الأمم المتحدة عن “قلقها المتزايد” إزاء تقارير عن وفيات خلال الاحتجاجات، والقضية تصل مجلس الأمن. وواشنطن تندد بمنع السلطات الإيرانية دفن صحافي واحتجاز الجثة.
حذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي المتظاهرين من أن يوم السبت سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع. وقال “لا تخرجوا إلى الشوارع! اليوم هو آخر أيام الشغب”.
وفي كلمته أمام حشد من المشاركين في مراسم تشييع ضحايا الهجوم الذي استهدف مرقدا دينيا في شيراز، دعا قائد الحرس الثوري من قال إنهم “عدد محدود من الشبان المغرر بهم” لوقف “الشغب”. وقال “اليوم هو (يوم) نهاية أعمال الشغب، لا تنزلوا الى الشوارع بعد”. ودعا سلامي الطلاب الى “ألا يصبحوا بيادق بين يدي الأعداء”، لأن “أحدا لن يسمح بأن تثار أعمال شغب في إيران”
وقتل 15 شخصا على الأقل جراء إطلاق مسلّح النار الأربعاء في مرقد أحمد بن موسى الكاظم في شيراز، مركز محافظة فارس بجنوب إيران، في هجوم تبنّاه تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتشهد إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر، احتجاجات عقب وفاة الشابة الكردية جينا مهسا أميني أثناء احتجاز “شرطة الأخلاق” لها. وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات غالبيتهم من المحتجين، لكن أيضا عناصر من قوات الأمن، وتم توقيف مئات آخرين في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات الإيرانية.
من جانب آخر نددت الولايات المتحدة الجمعة بالسلطات الإيرانية التي يشتبه في أنها منعت دفن صحافي، قائلة إن الجمهورية الإسلامية تخشى الصحافيين حتى بعد وفاتهم. وتوفي الصحافي رضا حقيقت نجاد الذي عمل في المنفى لصالح “راديو فردا”، وهي إذاعة ممولة من الولايات المتحدة تبث باللغة الفارسية، في 17 تشرين الأول/أكتوبر في مستشفى في برلين إثر إصابته بمرض السرطان، وفق ما ذكرت المنصة الإعلامية التابعة لإذاعة أوروبا الحرة Radio Free Europe/Radio Liberty.
وذكر “راديو فردا” نقلا عن عائلته أن عملاء للحرس الثوري احتجزوا جثة الصحافي البالغ 45 عاما لدى إعادتها إلى إيران لمنع دفنه في مدينته شيراز.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين “نشعر بالاشمئزاز لمعرفتنا بأن الحرس الثوري الإيراني احتجز رفات رضا في المطار ويضغط على عائلته للموافقة على دفنه في مكان آخر”. ودعا السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن الجثة “فورا” وإعادتها إلى العائلة، مشيرا إلى أن ما حدث يكشف حجم الترهيب الذي تتعرض له الصحافة في الجمهورية الإسلامية.
وقال إن “طريقة التعامل مع رضا حقيقت نجاد تسلط الضوء على مدى الخوف الذي تشعر به القيادة الإيرانية من الصحافيين حتى بعد وفاتهم”.
ويأتي الحادث في وقت تنفّذ السلطات الإيرانية حملة أمنية ضد المتظاهرين الذين خرجوا في أنحاء البلاد عقب وفاة مهسا أميني في أيلول/سبتمبر بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق ذائعة الصيت.
قلق أممي والاحتجاجات تصل مجلس الأمن
من جانبها أعربت الأمم المتحدة الجمعة، عن “قلقها المتزايد” إزاء تقارير عن الوفيات في الاحتجاجات المتواصلة في إيران. وقال متحدث باسم المنظمة الدولية :” نحن ندين جميع الحوادث التي أسفرت عن وقوع وفيات أو إصابات خطيرة للمتظاهرين، ونؤكد مجددا على أنه ينبغي
على قوات الأمن تجنب جميع أشكال الاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة ضد المتظاهرين السلميين”. وأضاف المتحدث:” يجب محاسبة المسؤولين عن ذلك”.
وحثت الأمم المتحدة الحكومة الإيرانية في طهران على احترام حقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه يمكن ويجب السيطرة على الأزمة عبر الحوار.
وذكرت رويترز أنه من المنتظر أن تسلط الولايات المتحدة هذا الأسبوع الضوء في الأمم المتحدة على الاحتجاجات في إيران، وحسب مذكرة اطلعت عليها رويترز ستعقد الولايات المتحدة وألبانيا اجتماعا غير رسمي لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء.
ومن المقرر أن تتحدث الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي والممثلة والناشطة الإيرانية المولد نازانين بونيادي في الاجتماع.
وجاء في المذكرة أن “الاجتماع سوف يسلط الضوء على القمع المستمر للنساء والفتيات وأفراد الأقليات الدينية والعرقية في إيران. وسيحدد فرص تشجيع إجراء تحقيقات موثوق بها ومستقلة في انتهاكات وتجاوزات الحكومة الإيرانية لحقوق الإنسان”.
ومن المقرر أيضا أن يلقي محقق الأمم المتحدة المستقل المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن كلمة في الاجتماع الذي يمكن أن تحضره دول أعضاء أخرى في الأمم المتحدة وجماعات حقوقية.
وعصفت الاحتجاجات بالجمهورية الإسلامية منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) في مقر للشرطة الشهر الماضي. وتحولت الاحتجاجات إلى انتفاضة شعبية من الإيرانيين الغاضبين من جميع الطبقات لتشكل أحد أكبر التحديات أمام القيادة الدينية الإيرانية منذ ثورة 1979.
وألقت إيران باللوم في الاضطرابات على أعدائها الأجانب وعملائهم. واتهمت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك الولايات المتحدة وحلفاءها بإساءة استخدام منابرها “لتعزيز أجنداتها السياسية”.
وقالت “في ضوء نفاقها والكيل بمكيالين والتطبيق الانتقائي لحقوق الإنسان نجد أن مزاعم الولايات المتحدة بدعم النساء الإيرانيات خادعة وتفتقر إلى حسن النية”.
وقالت جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 محتجا قتلوا واعتقل الآلاف في أنحاء البلاد. ولعبت المرأة دورا بارزا في الاحتجاجات التي قمن خلالها بنزع الحجاب عن رؤوسهن وإضرام النيران فيه. وتأجج الغضب بعد ظهور تقارير تحدثت عن مقتل عدد من الفتيات في مقتبل العمر خلال الاحتجاجات.
ع.ا/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)