اليوم هو اليوم العالمي للإذاعة، وفي كندا قليلة هي مجتمعات السكان الأصليين التي ليس لديها محطة إذاعية خاصة بها.
وإذا لم تعد هذه المحطات تُستخدم كما من قبل للتواصل وإرسال الرسائل بين الأعضاء، فإن دورها اليوم لا يقل أهمية عن السابق، فالإذاعة المجتمعية أداة رئيسية للحفاظ على اللغات الأصلية وتعزيزها.
في السابق، كان الناس يستخدمون الراديو لإرسال رسائل، كما تقول شارلوت ماكنزي، مقدّمة البرنامج الصباحي في محطة CKAU-FM في محمية ماني أوتينام (Mani-utenam) الواقعة في منطقة الساحل الشمالي (Côte-Nord) في مقاطعة كيبيك.
’’كانت الإذاعة تُستخدم للتواصل مع سائر السكان الأصليين الذين ليس لديهم هواتف‘‘، تضيف ماكنزي.
محطة CKAU-FM التي تعمل منذ قرابة 40 عاماً عرفت تلك الحقبة. لكن اليوم، مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل اتصال أُخرى، لم يعد على مقدّمي البرامج في المحطة أن يبلغوا هذا الشخص بضرورة ردّ الاتصال لوالدته أو تذكير ذاك بأنّ هناك من ينتظره على العشاء.
هذه المحطة لشعب الإينّو من السكان الأصليين، التي تغطي جزءاً كبيراً من منطقة الساحل الشمالي، تبث حالياً أغاني عالمية ناجحة وموسيقى الكانتري وسواها.
لكن، ما هو أهم من ذلك هو أنّ إدارة CKAU-FM أعطت نفسها مهمة تعزيز لغة الإينّو أيمون (Innu-Aimun)، لغة شعب الإينّو.
فبالإضافة إلى بث موسيقى لفنانين من السكان الأصليين ودمج فقرات قصيرة بلغة الإينّو أيمون، مع إعلانات، على سبيل المثال، تخصص المحطة، منذ كانون الأول (ديسمبر) الفائت، ساعة في الأسبوع لهذه اللغة كل يوم أربعاء عند الساعة الثانية من بعد الظهر.
(نفعل ذلك) لأننا نعلم أنّ لغة الإينّو هي في تراجع. طفلاي أنا يفهمان عندما أتحدث إليهما بالإينّو، لكنهما يجيبانني بالفرنسية. يتعلمان (الإينّو) في المدرسة، لكن ليس بما فيه الكفاية.
نقلا عن شارلوت ماكنزي، محطة CKAU-FM الإذاعية
وكشفت وكالة الإحصاء الكندية في آب (أغسطس) الفائت أنّ عدد الكنديين الذين يتحدثون إحدى لغات السكان الأصليين قد انخفض بين عاميْ 2016 و2021.
وبالتالي من غير المستغرب أن تكون CKAU-FM تريد فعل المزيد.
لهذا السبب، ابتداءً من آذار (مارس)، شهر لغات السكان الأصليين، لن يتم بث البرنامج المذكور، البالغة مدته ساعة، خلال فترة بعد الظهر بل في الصباح، لأنه يكون هناك عدد أكبر من المستمعين كما أنّ أفراد جيل الشباب يكونون لا يزالون في المنزل حيث يتناولون الإفطار، تقول شارلوت ماكنزي.
وCKAU-FM ليست المحطة الإذاعية الوحيدة التي تتركز مهمتها على تعزيز اللغة.
ففي إطار العام الدولي للغات الأصلية التي نظمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عام 2019، أعدت مؤسسة ’’ثقافة السكان الأصليين والابتكارات الإعلامية‘‘ (ICMI)، الواقع مقرها في أوتاوا، تقريراً استند إلى مقابلات مع 18 محطة إذاعية للسكان الأصليين في كافة أنحاء كندا وحمل عنوان ’’بقلب مفتوح‘‘.
يقول التقرير إنّ ’’الحفاظ على لغات السكان الأصليين وثقافاتهم وقصصهم وتعزيزها يشكلان المهمة التي تعبّر عنها في الغالب المحطات والبرامج التي هي قيد الدراسة‘‘.
كما وجد التقرير أنه ’’لا توجد لغة أصلية مصنفة على أنها آمنة في كندا‘‘.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)