يشعر المُزارع تيم مارش بالقلق بشأن ما يخبئه المستقبل لصناعته.
يقول المُزارع الذي يستثمر 303 هكتارات من الأراضي منذ أكثر من 20 عاماً في وادي أنابوليس في مقاطعة نوفا سكوشا في شرق كندا إنّ تكاليف صناعة الزراعة قد ارتفعت في الأشهر الستة الماضية كما لم يحدث من قبل.
’’ارتفع سعر كلٍّ من هذه المدخلات الرئيسية المستوردة بشكل كبير جداً‘‘، يقول مارش، ’’فواتير الوقود تضاعفت مرتيْن تقريباً والأسمدة تضاعفت أسعارها مرتيْن إن لم يكن ثلاث مرات‘‘.
ومارش هو رئيس اتحاد الزراعة في نوفا سكوشا، وهو يدرك بأنه ليس وحيداً في ما يشعر به من قلق. فالمزارعون والمستهلكون في جميع أنحاء المقاطعة يشعرون بضغوط تضخم الأسعار في كندا الذي بلغ أعلى مستوى له منذ 31 عاماً.
أعرف الكثير من المزارعين الذين ينتظرون حتى الخريف لمراجعة بياناتهم المالية ومعرفة ما إذا كان بإمكانهم الاستمرار لمدة عام آخر أم لا
نقلا عن تيم مارش، رئيس اتحاد الزراعة في نوفا سكوشا
’’لن أقول أنه سيكون هناك نزوح جماعي ضخم، لكني أتخيل أنه سيكون هناك عدد أقل من المزارعين في مثل هذا الوقت العامَ المقبل‘‘، يقول مارش.
ريتشارد ملفين مُزارع من الجيل الخامس في قرية كانينغ في وادي أنابوليس، يملك مزرعة ’’ملفين فارمز‘‘ (Melvin Farms Ltd).
وفي العادة يزرع ملفين الخضار مثل القرنبيط والخس والبصل الأخضر، لكنه يقول إنه لم يزرع تقريباً أيّ شيء هذا العام بسبب مخاوفه المتعلقة بالتكاليف.
’’في الأوقات العادية نتعامل مع تضخم نسبته 1% أو 2% سنوياً. لكن هذه السنة كل شيء نشتريه ارتفع سعره بنسبة 10%، 12%، 15%، 20% أو 25%‘‘، يؤكد ملفين.
نتعامل مع ما يشبه تسونامياً من الارتفاعات في التكاليف
نقلا عن ريتشارد ملفين، مزارع في وادي أنابوليس في نوفا سكوشا
ويقول ملفين إنه يتوقع أن تعمل مزرعته هذه السنة بخسارة. والسبيل الوحيد أمامه لمحاولة تعويض الخسائر هو أن يحاول رفع أسعاره عندما يبيع لتجار الجملة الذين يبيعون بدورهم إلى متاجر البقالة المعروفة مثل ’’سوبيز‘‘ (Sobeys) و’’لوبلاوز‘‘ (Loblaws).
لكنه يدرك أنّ ما من شيء يضمن أنّ تجار الجملة سيدفعون أسعاراً أعلى، لأنّ المزارعين ليس لديهم عقود والأسعار تتقلب أسبوعياً.
ويقول تيم مارش إنه في وقت من الأوقات كان مزارعو نوفا سكوشا ينتجون معظم الأغذية التي يستهلكها السكان المحليون، أما الآن فأقل من 30% من الأغذية في المتاجر هي ثمرة إنتاج محلي.
ويشرح مارش بأنّ الطبيعة العالمية للسوق تحرك أسعار الجملة، ويشير إلى أنّ منتجات كالتوت المستورد من أميركا الجنوبية تباع بسعر أقل من مثيلاتها المزروعة محلياً.
’’(تاجر الجملة لديه) سوق العالم بأسره ليشتري منه‘‘، يضيف مارش، ’’إذا احتاج المُنتِج لزيادة بضع نقاط مئوية لتغطية التكاليف وكان بإمكان بائع الجملة تحديد أنه يمكنه جني المزيد من المال عن طريق الشراء من مكان آخر، فسيتخذ قراره استناداً إلى السعر‘‘.
ويعتقد مارش وملفين ومزارعون آخرون أنّ أفضل طريقة لحل هذه المشكلة هي أن يطلب المستهلكون في نوفا سكوشا منتجات محلية في متاجر البقالة التي يترددون عليها.
ويشير ملفين إلى مقاطعات مثل كيبيك تروّج للأغذية المزروعة محلياً من خلال تسويق ذكي وعلامات واضحة.