برلين تدين بـ “أشد العبارات” استهداف مدن إسرائيلية بالصواريخ مشددة على حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسط دعوات لوقف أعمال العنف وتجنب “تصعيد خطير” قد يهزّ المنطقة.
أدانت الحكومة الألمانية “بأشد عبارات الإدانة” القصف بصواريخ على مدن وبلدات إسرائيلية . وطالبت متحدثة باسم الخارجية الألمانية الأحد (السابع من أغسطس/ آب 2022) بـ “وقف” ذلك على الفور، موضحة أنه “يمكن لإسرائيل، مثل أي دولة أخرى، اعتماد حق الدفاع عن نفسها. يجب ألا يكون المدنيون هدفاً لأية هجمات على الإطلاق”.
كما تابعت المتحدثة بأنه يجب الآن الحيلولة دون أي حدوث تصعيد آخر، مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من ضبط النفس وكذلك على مبدأ التناسب اللازم بموجب القانون الدولي.
وتطابقت تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الألمانية مع تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، الذي دعا الجانبين إلى الهدوء، مشيراً بدوره إلى “حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. وقال “نحن بالتأكيد نحض جميع الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد … نحن نؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات الإرهابية التي تحصد أرواح مدنيين أبرياء في إسرائيل”.
“قلق بالغ”
من جهته أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عنقلق التكتل “البالغ” لدى متابعة تصاعد أعمال العنف في قطاع غزة داعياً جميع الأطراف إلى “أقصى درجات ضبط النفس” من أجل تجنب تصعيد جديد.
وفي ذات السياق قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن بلادها “تدين إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وتكرر تمسكها غير المشروط بأمن إسرائيل”. وأشارت إلى أن فرنسا تدعو “جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب أي تصعيد آخر يكون السكان المدنيون أول ضحاياه”.
إلى ذلك شددت بريطانيا بدورها على حقّ إسرائيل في “الدفاع عن نفسها”، بينما أعربت روسيا عن “قلقها البالغ” ودعت الجانبين إلى إبداء “أقصى درجات ضبط النفس”. وجاء في بيان للمتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “نراقب بقلق بالغ تطور الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف المواجهة العسكرية على نطاق واسع وتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية المتردية أصلا في غزة”. كما دعت زاخاروفا “كل الأطراف المعنيين إلى إبداء أقصى درجات ضبط النفس ومنع تصعيد العمليات المسلحة وإعادة تفعيل وقف مستدام لإطلاق النار فورا”.
إدانة سعودية
في المقابل أدانت الجامعة العربية والخارجية السعودية ما وصفوه بـ “الهجوم الشرس” على قطاع غزة. فيما طالبت الرياض المجتمع الدولي بـ “الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده”.
كما أعربت الحكومة المغربية عن قلقها بشأن تطورات الوضع في غزة، وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية إن المغرب يتابع “بقلق بالغ ما تشهده الأوضاع في قطاع غزة من تدهور كبير، نتيجة عودة أعمال العنف والاقتتال وما خلفته من ضحايا وخسائر في الأرواح والممتلكات”. وأضاف البيان أن المغرب الذي يرأس عاهله الملك محمد السادس لجنة القدس، يدعو إلى “تجنب مزيد من التصعيد واستعادة التهدئة لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة وتجنيب المنطقة مزيدا من الاحتقان والتوتر”.
وحذر مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، من تصعيد “خطير جدّاً” في المنطقة، في ظل أنباء عن محاولات تقوم بها مصر الوسيط التاريخي بين إسرائيل والجماعات المسلحة في غزة، للتوصل إلى وضعٍ لحدّ للعنف.
وبدأت جولة التوتر الحاصلة أول أمس الجمعة بعدما استهدفت طائرات الجيش الإسرائيلي القيادي العسكري البارز في حركة الجهاد تيسير الجعبري داخل شقة سكنية وفي عملية وصفتها إسرائيل أنها “استباقية” لمنع تنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل.
وتعد جولة التوتر الحاصلة في غزة الأشد منذ أيار/مايو 2021 إثر قتال عسكري عنيف بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل استمر 11 يوماً.
و.ب/م.س (أ ف ب، رويترز)