تتواصل عبر كندا التجمّعات احتفالاً بسقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد الذي لجأ إلى روسيا بعد دخول تحالف المتمرّدين بقيادة تنظيم هيئة تحرير الشام إلى العاصمة دمشق الأحد الماضي.
وفي مونتريال تجمّع اليوم السبت مئات السوريون في ساحة الفنون وهم يهتفون بوحدة الشعب السوري ويردّدون شعار ’’واحد، واحد، واحد. الشعب السوري واحد.‘‘
ومقارنة بتجمّع الأحد الماضي في ساحة فيكتوريا تضاعف عدد المشاركين الذين احتشدوا وسط هذه الساحة التي تقع في وسط المدينة.
وتقول بسمة وهي سورية من مدينة إدلب جاءت إلى كندا في عام 2018 بفضل منحة للدراسة إنّها ’’لم تكن تتوقّع أن يسقط النظام بهذه السرعة. كانت مفاجأة سارة. وكنّا ننتظر هذه اللحظة بصبر منذ فترة.‘‘
ورافقها صديقها الكيني براين. وفي حديث مع راديو كندا الدولي أوضح هذا الأخير أنّه وصل إلى كندا في 2016 للدراسة حيث أصبح صديقاً لمجموعة من الطلبة السوريين من بينهم بسمة.
من المهمّ أن أعبّر عن تضامني مع أصدقائي السوريين. وأنا جدّ سعيد أن أشاركهم فرحتهم.نقلا عن براين، مواطن كيني من مونتريال
وعن وصول الإسلامويين إلى السلطة في سوريا، تقول بسمة التي سبق لها وأن أقامت في دلب خلال حكم هيئة تحرير الشام إنّ الأمور تبدو واعدة. ’’طالما نحن أحرار ونقوم بما نريد فليس هنا أي قلق.‘‘
دولة القانون
وعدت السلطة الجديدة في سوريا ، الخميس، بإقامة ’’دولة القانون‘‘. وقال عبيدة الأرناؤوط، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، إنه بعد ’’أكثر من نصف قرن من سلطة عشيرة الأسد، تعتزم الحكومة الجديدة إرساء سيادة القانون‘‘.
وقال إن السلطات ستجمد الدستور والبرلمان بهدف تعديل الدستور.
وتقول هيئة تحرير الشام إنها ’’انفصلت عن الجهادية‘‘، لكنها لا تزال مصنفة على أنها إرهابية من قبل العديد من الدول الغربية، بما في ذلك كندا والولايات المتحدة.
دعا رئيس الوزراء الانتقالي محمد البشير، الأربعاء، السوريين المنفيين إلى العودةوفرّ نحو ستة ملايين سوري، أي ربع السكان، من البلاد منذ عام 2011، عندما أدت حملة القمع ضد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية إلى اندلاع حرب أهلية مدمرة خلفت أكثر من نصف مليون قتيل.
وحثّ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن السبت القوى الخارجية على بذل الجهود لتجنب انهيار المؤسسات الحيوية السورية عقب سقوط الرئيس بشار الأسد.
وأعرب بيدرسن خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش اجتماعات حول سوريا تعقد في العقبة جنوبي الأردن بمشاركة وزراء عرب ومن الاتحاد الأوروبي وتركيا عن تأييده لعملية سياسية ’’موثوقة وشاملة‘‘ لتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال ’’يجب ضمان عدم انهيار مؤسسات الدولة، والحصول على المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن‘‘.
وأضاف ’’إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فربما تكون هناك فرصة جديدة للشعب السوري.‘‘
ويستضيف الأردن في مدينة العقبة الساحلية (نحو 325 كيلومترا جنوب عمان) اجتماعات حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والسعودية والعراق ولبنان ومصر والإمارات والبحرين وقطر ’’لبحث التطورات في سوريا.‘‘
ودعا بلينكن خلال جولته في المنطقة والتي التقى خلالها زعماء الأردن وتركيا والعراق، إلى عملية سياسية ’’شاملة‘‘ تعكس تطلعات جميع المكونات في سوريا.
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت أن بلاده أقامت ’’اتصالا مباشرا‘‘ مع هيئة تحرير الشام التي تقود تحالفا من فصائل مسلحة أسقط الرئيس بشار الأسد وتولى السلطة في دمشق.
وصرح بلينكن لصحافيين بعد محادثات بشأن سوريا في مدينة العقبة ’’نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف آخرين‘‘.
ولم يذكر الوزير الأميركي تفاصيل عن كيفية إجراء الاتصال، لكن عندما سئل إذا كانت الولايات المتحدة تواصلت معهم مباشرة، أجاب ’’اتصال مباشر – نعم.‘‘
وشدد الوزير الأميركي على ’’وجوب احترام حقوق جميع السوريين، بمن فيهم الأقليات والنساء. ويجب تمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجونها.‘‘
بدورهم، دعا وزراء خارجية الأردن والعراق والسعودية ومصر ولبنان والإمارات والبحرين وقطر السبت إلى ’’عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية … وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفقا لمبادئ قرار مجلس الأمن الرقم 2254 وأهدافه وآلياته.‘‘
(مع معلومات من وكالة فرانس برس)