إتسمت جمعة الصلاة الموحدة التي دعى إليها السيد مقتدى الصدر بأنها الأقدر على إرسال رسالة للعراقين كافة وللقوى السياسية المعارضة لرؤية تياره والتي تحث على وحدة الصف وقدرة السيد الصدر على توحيد الكلمة فقد اشتمل الموقف في شارع الفلاح البالغ طوله اكثر من 6 كيلومترات على اختلاط الحلم العراقي ممثلا بالقادمين من اقصى الجنوب والوسط والشمال والذين اقتضى إلتئام شملهم حجز قطار البصرة بالكامل بعد أن عجزت وسائل النقل على احتواء عددهم والحال نفسه مع ابناء نينوى وتكريت والانبار لإظهار حقيقة وحدة الصف والكلمة التي حاول السيد مقتدى الصدر ان يوضحها لخصومه السياسيين في الوقت الذي وصلت فيه العملية السياسية في العراق الى طريق مسدود خاصة بعد إنسحاب الصدر وكتلته الاكبر من المجلس الوطني طالبين من خصومهم تشكيل الحكومة مبرهنين انهم ليسوا طلاب سلطة وانهم فوق الجوانب النفعية التي تتحلى بها السلطة .
لقد كان التجمع في شارع الفلاح الذي قدر عدده بأكثر من مليون ونصف عراقي على قدر كبير من الانضباط والحرص على الظهور بمظهر متحضر استمعوا فيه الى خطبة موحدة اشرت بنقاطها العشر حقيقة الازمة وسبل الخروج منها والذي يقتضي ان تكون الحكومة القادمة وطنية لا وصاية عليها مناهضة للفساد ملتفتة لتحقيق امال واحلام الشعب العراقي ومؤشرا الى انتقاء الحاجة الى تشكيلات الحشود الشعبية وقد لقيت الصلاة الموحدة والمضامين التي اكدت عليها قبولا واسعا لدى الشعب العراقي واستطاعت ان تعزل الاصوات المعارضة وتضعها في زاوية معزولة.
ولا زالت أصداء مضامينها تلقى تجاوبا واسع النطاق لدى الاوساط الشعبية في عموم البلاد وخاصة ما له علاقة بحصر السلاح لدى الدولة ومحاسبة الفاسدين والوقوف من الميليشيات موقف واضح داعيا إلى حلها لإنتفاء شرط وجودها الذي اقترن بتواجد قوات اجنبية.
وقالها بصريح العبارة: (ان عادوا عدنا)
وقد حمل المصلون الاعلام العراقية و توشحوا الاكفان البيضاء التي اعتاد انصار السيد مقتدى الصدر ارتدائها في المناسبات الوطنية ووقفوا تحت اشعة الشمس لساعات طويلة بحسب _ الاسيوشيتيدبريس _ وقنوات البث المباشر التي صنفت الحدث من بين اكبر الاحداث لانه يحمل رسالة الى الخصوم السياسيين وبأنه قادر على تعبئة الشارع العراقي.
ومن أهم مطالب الخطبة التي دعى إليها الخطيب(الشيخ محمود الجياشي) القوى السياسية الى حل المشكلات والازمات التي تواجه البلد مثل الفساد والسلاح المنفلت وحل الفصائل غير الخاضعة لسلطة الدولة مطالبا إعادة تنظيم الحشد الشعبي وتخليصه من العناصر التي وصفها بغير المنضبطة.