أعلنت كندا وأوكرانيا والسويد والمملكة المتحدة، متحدةً في تحالف للدفاع عن ضحايا تحطم طائرة أوكرانية أُسقطت في إيران عام 2020، رفعَ دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد طهران للحصول على تعويض، وفق ما أعلنه التحالف اليوم.
وتطالب الدول الأربع في شكواها بأن تقدّم إيران ’’اعتذاراً علنياً‘‘ وتعترف بما فعلته وتقدّم تعويضاً لعائلات الضحايا.
وفقدت الدول الأربع مواطنين لها كانوا على متن الطائرة، وهي من طراز ’’بوينغ 737 – 800‘‘، عندما أسقطها الحرس الثوري الإيراني بُعيْد إقلاعها من طهران في 8 كانون الثاني (يناير) 2020.
وتعتقد هذه الدول أنّ إيران ’’انتهكت سلسلة من التزامات‘‘ الطيران المدني بإسقاطها طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية ذات الرحلة رقم PS752 والتي أسفر تحطمها عن مقتل 176 شخصاً كانوا على متنها، هم جميع ركابها، ومعظمهم من الإيرانيين والكنديين، وجميع أفراد طاقمها.
وكان التحالف قد أعلن في حزيران (يونيو) أنه سيقاضي إيران أمام محكمة العدل الدولية، مُنفذاً إنذاراً أصدره في كانون الأول (ديسمبر) 2022 طالب فيه طهران بالخضوع لتحكيمٍ مُلزِم في غضون ستة أشهر من أجل ’’تحميل إيران المسؤولية‘‘.
وتطلب الدول الأربع من المحكمة ’’تعويضاً كاملاً عن جميع الأضرار التي لحقت بها‘‘ وإلزام إيران بدفع ’’تعويضات كاملة للمدعين عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالضحايا وعائلاتهم‘‘.
ووفقاً لهذه الدول، يجب على إيران أيضاً إعادة ممتلكات الضحايا والاعتراف علناً بـ’’أفعال دولية غير مبرَّرة‘‘.
’’أخفقت إيران في إجراء تحقيق جنائي ومحاكمة جزائية بشكل كامل وشفاف ونزيه وفقاً للمعايير الدولية‘‘، في حادثة إسقاط الطائرة قال تحالف الدول الأربع في بيان.
وتستند الدول الأربع إلى معاهدة مونتريال لعام 1971 التي تقنّن الجرائم ضد الطيران المدني.
يُذكر أنّ إيران نفت في البدء أيّ مسؤولية لها في حادثة تحطّم الطائرة. لكن بعد ثلاثة أيام من النفي، وفيما تزايدت الأدلّة والضغوط الدولية، أعلن ’’حرس الثورة الإسلامية‘‘ مسؤوليته الكاملة عن إسقاط الطائرة بصاروخيْ أرض – جو نتيجة ’’خطأ بشري بعد اقترابها من مركز حسّاس‘‘ تابع له وألقى باللوم على مُشغّل دفاع جوي قال إنه اعتقد خطأً أنّ الطائرة كانت صاروخاً جوالاً أميركياً.
وأسقط الحرس الثوري الطائرة بعد ساعات معدودة على قصف إيران بالصواريخ الباليستية قاعدتيْن في العراق تستخدمهما القوات الأميركية رداً على اغتيال الولايات المتحدة الفريق قاسم سليماني، قائد ’’فيلق القدس‘‘ التابع للحرس الثوري، بواسطة طائرة مُسيَّرة في بغداد في 3 كانون الثاني (يناير) 2020.
وفي 28 حزيران (يونيو) قرّرت إيران من جانبها مقاضاة كندا أمام محكمة العدل الدولية لأنّها سمحت لضحايا هجمات إرهابية بمطالبة إيران بتعويضات أمام محاكم كندية.
وقالت طهران في شكواها إنّ كندا، التي أدرجت الجمهوريةَ الإسلامية على قائمتها للدول الراعية للإرهاب في عام 2012، انتهكت حصانة الدولة الإيرانية.
وأبصرت محكمة العدل الدولية النور عقب الحرب العالمية الثانية لحلّ الخلافات بين الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. وأحكامها غير قابلة للاستئناف، لكنها قد تستغرق سنوات.
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية منشور على موقع راديو كندا مع إضافات
موقع راديو كندا،