تُحيي كندا في 30 أيلول (سبتمبر)، ومنذ عام 2021، ’’اليوم الوطني للحقيقة والمصالحة‘‘، وهو مناسبة للتضامن مع ضحايا نظام المدارس الداخلية من سكان كندا الأصليين.
’’إدراك الحقيقة للتوجه نحو المصالحة‘‘: بهذه الرؤية قررت جامعة لافال في مدينة كيبيك الترحيب بمجتمعات السكان الأصليين في حرمها الجامعي بمناسبة هذا اليوم الوطني.
وأُطلقت مراسم إحياء الذكرى صباح الخميس من قبل مجموعة ’’ريد تيل سبيريت سينغرز‘‘ (’’مطربو روح الذيل الأحمر‘‘ RedTail Spirit Singers) التي رافقها عشر راقصين وراقصات من أمم الويندات (Wendat) والإينّو (Innu) والكري (Cree) والأوجيبوي (Ojibwe) من سكان كندا الأصليين.
وتنظّم هذه المراسمَ التي تستمر ثلاثة أيام ’’دائرةُ الشعوب الأُوَل‘‘ (Le Cercle des Premiers Peuples) في جامعة لافال بالتعاون مع ’’مؤسسة الدروب الجديدة‘‘ (Fondation Nouveaux Sentiers).
وتتضمّن الأنشطة مؤتمرات وورش عمل ورقصات وتذوق أطباق تقليدية ومقابلة حرفيين، وهي كلها من التراث الثقافي للسكان الأصليين.
منذ عام 2021 أصبح ’’اليوم الوطني للحقيقة والمصالحة‘‘ مناسبة تذكارية في كلّ كندا، لكن مناسبة مشحونة بالعواطف بشكل خاص بالنسبة للسكان الأصليين.
وهذه السنة رغبت جامعة لافال بتكريم ذكرى جويس إشاكوان، وهي من السكان الأصليين، التي توفيت في 28 أيلول (سبتمبر) 2020 في المركز الاستشفائي في مدينة جولييت الكيبيكية.
يُذكر أنّ إشاكوان، وهي من محمية ماناوان في مقاطعة كيبيك وتنتمي لشعب الأتيكاميك (Atikamekw)، نشرت قبل وفاتها في سنّ السابعة والثلاثين شريطَ فيديو على موقع ’’فيسبوك‘‘ للتواصل سُمعت فيه شتائم وكلمات مهينة عنصرية الطابع وجهها لها موظفون في المستشفى.
انضم العديد من طلاب جامعة لافال والفضوليين إلى الرقصة لمشاركة مجتمعات السكان الأصليين المناسَبة ونسج روابط معها.
’’تؤثر فيّ كثيراً هذه اللحظات التي نعيشها حالياً في الجامعة. (…) يا له من تقارب!‘‘، قالت نائبة رئيس جامعة لافال للدراسات وشؤون الطلاب، كاتيا بيرجورون، وهي ترى أنّ عدداً كبيراً من الأشخاص يشاركون في الأنشطة.
أردنا من خلال هذا الترحيب بمجتمعات السكان الأصليين الذين أرادوا إحياء (يوم الحقيقة والمصالحة) في حرمنا الجامعي، أن نعي تماماً الحقيقة من أجل المضي قُدماً نحو المصالحة.
نقلا عن كاتيا بيرجورون، نائبة رئيس جامعة لافال للدراسات وشؤون الطلاب
ويمثّل هذا التشارك بين المجتمعات نجاحاً أيضاً في نظر ماري كلود كليري، المديرة العامة لـ’’مؤسسة الدروب الجديدة‘‘.
’’أشعر بالفخر ويسعدني أن أرى أنّ بإمكاننا محاولة تعبئة الناس‘‘، قالت كليري التي تخدم مؤسستها الكائنة في كيبيك العاصمة 42 من مجتمعات السكان الأصليين في مختلف أنحاء مقاطعة كيبيك.
والمهمة الأولى للمؤسسة هي مكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي لشباب الأُمم الأُوَل.
يوم الحقيقة والمصالحة هو الوقت المناسب لنتذكر جيل الشباب، الشباب صغار السن الذين ذهبوا إلى المدارس الداخلية ولم يعودوا أبداً. إنه أيضاً وقت تكريم الناجين من تلك المدارس الداخلية.
نقلا عن ماري كلود كليري، المديرة العامة لـ’’مؤسسة الدروب الجديدة‘‘
الشباب يحملون رسالة أمل، أضافت ماري كلود كليري.
ويبدأ اليوم السبت، اليوم الثالث والأخير من مراسم ’’اليوم الوطني للحقيقة والمصالحة‘‘ في جامعة لافال، بـ’’مسيرةَ الحقيقة‘‘ التي تنظمها ’’مؤسسة الدروب الجديدة‘‘.
نقلاً عن موقع راديو كندا،