قالت الوكالة الدولية للطاقة إن على الاتحاد الأوروبي الاقتصاد في استهلاك الغاز لتجنب نفاد الوقود خلال الشتاء، فيما أشار مسح لنشاط الصناعات التحويلية إلى حدوث تراجع في أنحاء منطقة اليورو.
أوصت الوكالة الدولية للطاقة الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين (الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2022) بالاقتصاد في استهلاك الغاز لتجنب نفاد الوقود من منشآت التخزين وانقطاع الامدادات خلال الشتاء.
وجاء في تقرير سوق الغاز الذي عرضته الوكالة في العاصمة الفرنسية باريس إنه من أجل الحفاظ على احتياطي الغاز عند مستوى ملائم حتى نهاية موسم التدفئة، يجب تقليص الطلب بنسبة تتراوح ما بين 9 إلى 13 بالمائة مقارنة بالمتوسط خلال الأعوام الخمسة الماضية.
ويقول التقرير إنه في ظل التدفق المنخفض للغاز الطبيعي المسال سوف يضمن ذلك بقاء مخزون الغاز عند مستوى يتراوح ما بين 25 إلى 30 بالمائة.
وبدون خفض استهلاك الغاز، وفي حال التوقف التام لإمدادات الغاز الروسي ابتداء من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، فإن مستويات التخزين قد تتراجع إلى أقل من 5 بالمائة إذا تم في نفس الوقت شحن كمية قليلة من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي. هذا من شأنه زيادة خطورة حدوث انقطاع في الامدادات إذا حدثت موجة برد لفترة قصيرة.
نشاط اقتصادي في تراجع
ويبدو أن أزمة الطاقة في القارة العجوز تترجم إلى أرقام، إذ أشار مسح لنشاط الصناعات التحويلية في أنحاء منطقة اليورو صدر اليوم الاثنين إلى تراجع أكثر الشهر الماضي، وذلك بسبب ارتفاع فواتير الطاقة، إلى جانب حذر المستهلكين نتيجةً لارتفاع تكلفة المعيشة.
وانخفضت القراءة النهائية لمؤشر ستاندرد اند بورز غلوبال لمديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية إلى أدنى مستوى منذ 27 شهراً، منخفضاً إلى 48.4 في سبتمبر/ أيلول من 49.6 في أغسطس/ آب، ما يعني أنه يواصل مستواه دون الخمسين الذي يفصل النمو عن الانكماش.
وقال كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في ستاندرد اند بورز غلوبال إنه “المزيج القبيح من حالة الركود في قطاع التصنيع والضغوط التضخمية المتزايدة، (ما) سيزيد من المخاوف بشأن مستقبل اقتصاد منطقة اليورو”.
وتابع أنه و”باستثناء عمليات الإغلاق الأولية الناجمة عن الوباء (كورونا)، لم يشهد المصنعون في منطقة اليورو انهياراً في الطلب والإنتاج على هذا النطاق منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في أوائل عام 2009″.
تحقيقات روسية حول نورد ستريم
من جانب آخر قال مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين إن روسيا تواصل جمع حقائق تتعلق بتخريب خطي أنابيب نورد ستريم، ملمحا إلى أن بعض البيانات غير المباشرة تشير إلى وجود آثار تدل على تورط الغرب.
وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء الاثنين (الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2022)، أن ناريشكين أدلى بتصريحه في مقابلة ببرنامج “موسكو.الكرملين.بوتين” المذاع على القناة الروسية الأولى “روسيا1-“.
وقال: “نستمر في جمع حقائق، وهي حتى الآن غير مباشرة. لكن البيانات غير المباشرة، سواء البيانات التي نُشرت من قبل والبيانات التي لم يُعلن عنها بعد، تشير بالطبع إلى وجود آثار غربية”.
ويؤكد مدير جهاز الاستخبارات الخارجية بذلك ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام، متحدثا عن أنّ التحالف الأنغلو ساكسوني “بدأ فعليا في تدمير البنية التحتية للطاقة في عموم أوروبا. وقال إن “من الواضح للجميع المستفيد من ذلك”.
و.ب/ ع.غ (د ب أ، آ ف ب، رويترز)