أعلن قصر الإليزيه في فرنسا، الجمعة، عن تعيين اللبنانية الأصل ريما عبد الملك، في منصب وزيرة الثقافة في الحكومة الفرنسية الجديدة، بعد تسميتها من قبل رئيسة الحكومة الفرنسية المكلفة إليزابيت بورن.
وفور إعلان الخبر في فرنسا، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، وعبّر روادها عن فخرهم بعبد الملك، التي فازت بقلوب اللبنانيين المقيمين في لبنان والمنتشرين في مختلف بلدان العالم.
وقال المحامي سمير عبد الملك في بيروت، عم الوزيرة، لموقع سكاي نيوز عربية، إن “الوزيرة ريما غادرت لبنان وهي في العاشرة من عمرها برفقة والديها اللذين هاجرا من لبنان بعد تعرض منزلهما في بلدة الجمهور على مشارف العاصمة بيروت للقصف المدفعي إبان فترة الحرب اللبنانية“.
وأضاف “تركت ريما مدرسة الجمهور، وانتقلت إلى مدارس باريس ودرست العلوم السياسية، وشغلت في سنوات عملها الأخيرة الثلاث منصباً مهماً في قصر الإليزيه، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وثق بها وبتفانيها في وظيفتها”.
وأوضح المحامي عبد الملك أن ريما، ابنة شقيقه، تبلغ من العمر 44 عاماً، وهي في الأصل من بلدة شيخان القريبة من مدينة جبيل الساحلية شمال لبنان.
وأضاف: “هاجر شقيقي نبيل عبد الملك، والد ريما، من لبنان مع زوجته وأولادهما الثلاثة ريما وشقيقها الذي تخصص بعلم الموسيقى ويقيم في بلجيكا، وشقيقتها الأستاذة في جامعات باريس، ولم يتخلوا عن أسمائهم العربية ولا عن زيارة لبنان في كل مناسبة”.
وتابع: “ترك خبر تعيين ابنة شقيقي نبيل، الوزيرة الفرنسية، في نفوس اللبنانيين كما في نفوسنا السرور لوصول أبنائنا في بلاد الانتشار إلى مراكز مهمة، بينما لبنان يعيش أصعب الأزمات”.
وأضاف: “سبق وطرح اسم ريما لإحدى الوزارات خصوصا في الحكومة الفرنسية ما قبل الأخيرة، إلا أن الحظ لم يحالفها، واليوم كان الخبر بلسماً لأوجاعنا كلبنانيين”.
وكشف المحامي عبد الملك أن الوزيرة ريما رافقت الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة إلى لبنان في العام الماضي، وأنها تتردد دائماً إلى بلدها الأم الذي ولدت وترعرعت فيه”.
وشغلت عبد الملك منصب مستشارة للرئيس الفرنسي منذ عام 2019، واستطاعت تنفيذ مشاريع هامة على الصعيد الثقافي خلال هذه الفترة، رغم أنها غير معروفة على صعيد واسع لدى الرأي العام الفرنسي.
وساهمت عبد الملك في عام 2020 بتخفيف أزمة قطاع الثقافة من جراء أزمة كورونا، من خلال اجتماع بين الفنانين وماكرون عبر الفيديو للاستماع إلى مطالبهم وهمومهم.
ولدت عبد الملك في عام 1979 في لبنان، وانتقلت في عمر 10 سنوات مع أهلها إلى مدينة ليون الفرنسية، حيث تلقت علومها وتخرجت من معهد العلوم السياسية في عام 1999، ثم حازت شهادة دراسات العليا في مجال التنمية والتعاون الدولي من جامعة بانتيون-سوربون في باريس.
وعلى غرار وزيرة الثقافة السابقة روزلين باشلو، تبدي عبد الملك شغفاً خاصاً بالمسرح. وتولت منذ عام 2001 ولغاية عام 2006 إدارة برنامج “مهرجون بلا حدود” “.
بعد ذلك، أصبحت عبد الملك مستشارة ثقافية لدى بلدية باريس، ثم مستشارة لرئيس بلدية العاصمة في ذلك الوقت برتراند ديلانو.
واتخذت حياة الوزيرة عبد الملك المهنية بعداً دولياً في عام 2017، بعد تعيينها ملحقاً ثقافياً لدى السفارة الفرنسية في نيويورك، وقد عبرت سابقاً عن رغبتها بالعمل في مجال الثقافة على الصعيد الدولي.