اختار الحزب الكيبيكي ياستن عدّة البالغ من العمر 19 عامًا لتمثيله في دائرة أنجو-لوي-ريال في الانتخابات العامة في 3 أكتوبر تشرين الأول.
تَستقبل لافتة انتخابية سائقي السيارات المتجهين شرقًا على شارع شيربروك عند زاوية شارع ديكسون حيث تقع نقطة الدخول إلى دائرة ’’أنجو-لوي-ريال‘‘ الانتخابية (Anjou-Louis-Riel).
في هذا المكان علّق ياستن عدّة البالغ من العمر 19 عاماً، مرشح الحزب الكيبيكي (PQ) للانتخابات العامة في كيبيك، صورته على عمود إشارة المرور.
وصل هذا الطالب في العلوم الإنسانية في معهد ’’سيجيب‘‘ (CEGEP) إلى مونتريال آتياً من الجزائر مع أسرته وهو في سن السادسة ’’أثناء عاصفة ثلجية كانت تضرب المدينة‘‘، كما قال في مقابلة مع راديو كندا الدولي.
رغم دهشته لكثافة الثلوج إلّا أنّه كان متعوّدا عليها في منطقة القبائل حيث وُلد وقضى سنواته الأُوَل.
وها هو الآن مرشّح الحزب الكيبيكي، الحزب الذي يدعو منذ تأسيسه في عام 1968 من طرف رينيه ليفيك إلى استقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية.
وعلى الرغم من صغر سنّه، يتمتع ياستن عدّة بخبرة في النشاط الطلابي والحزبي.
فقد ترأّس في سن السابعة عشر، على سبيل المثال، فرع شرق مونتريال لحزب الكتلة الكيبيكية ، وهو حزب استقلالي فيدرالي.
’’أشارك منذ مدّة في الجمعيات والاتحادات الطلابية‘‘، كما يقول المرشح الذي يضيف أنّه مهتم جدًا بالبيئة والعنف ضد المرأة.وقد دفعته رغبته في التغيير إلى دخول عالم السياسة.
ترشّحت لأنني أريد أن أساعد الناس. أريد أن أغير الأشياء.
نقلا عن ياستن عدّة، مرشح الحزب الكيبيكي
وأضاف أن ملفاته ذات الأولوية هي الهجرة والاندماج. ’’هذه هي ملفاتي الرئيسية. لهذا دخلت السياسة. تابعت هذه القضايا منذ بداياتي في السياسية.”
التقارب الثقافي
اختار ياستن عدّة خوض المعركة الانتخابية تحت راية الحزب الكيبيكي بعد سماعه لزعيم الحزب بول سان بيار بلاموندون وهو يؤكد ’’كلّنا كيبيكيون بصفة كاملة.‘‘
ويقول المرشّح :هذا تصريح مهّم جدًا. أعتقد أننا في كثير من الأحيان منقسمون بين كيبيكيين ومهاجرين. هذا التقسيم عفا عليه الزمن. يجب أن نتجاوزه. نحن بحاجة لخلق تقارب ثقافي. وهذا هو هدفي مع الحزب الكيبيكي. وسياسة الاندماج لدينا تحترم أصول الجميع.‘‘
وبالنسبة له فإن مفهوم التقارب الثقافي الذي يدعو إليه كبديل للتعددية الثقافية (multiculturalisme) الكندية والترابط الثقافي (interculturalisme) في كيبيك.
تسمح التعددية الثقافية للثقافات المختلفة بالتعايش على قدم المساواة في الفضاء العام. ولا تحظى ثقافة الأغلبية بالأولوية على الثقافات الأخرى.
ومن ناحية أخرى، يسعى الترابط الثقافي إلى التلاقي بين ثقافة الأغلبية وثقافة الأقليات. وللتعايش، يجب على كل طرف تقديم تنازلات للآخر من أجل تحقيق ثقافة مشتركة.
التقارب الثقافي هو إنشاء ثقافة مشتركة مبنية على قاعدة موحَّدة وهي اللغة الفرنسية والسماح للجميع بالاندماج في الثقافة الكيبيكية.
نقلا عن ياستن عدّة
ولا يريد هذا الأخير أن يبقى كلّ وافد جديد مهاجرا إلى الأبد. ’’المهاجر سيصبح مواطناً كيبيكيّاً. هذا هو التقارب الثقافي.‘‘
ويُذكِّر أن كيبيك تستقبل المهاجرين لأسباب ديموغرافية ، وليس لأسباب اقتصادية فقط. ’’علينا تغيير نظرتنا. إنهم ليسوا مجرد عمال، إنهم مواطنون.‘‘
ولتحقيق الاندماج يجب مكافحة التمييز في سوق العمل والاعتراف بالشهادات. ’’ أريد طرح هذه القضايا على الجمعية الوطنية كأولوية. كل هذه الملفات ستسمح للناس بالازدهار في كيبيك والشعور بالانتماء له.‘‘
الشباب لا يصوتون
وبحسب المرشح، فإن ’’الشباب لا يريدون التصويت لأنهم لا يشعرون بأنهم مُمثَّلون.‘‘
ففي الانتخابات العامة الأخيرة في عام 2018، لم يصوت ما يقرب من نصف الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا.
أفضل طريقة لِتُبرهنَ للشباب أن لديهم تأثيرًا وأنّ بإمكانهم تغيير الأشياء تتمثّل في إعطائهم امكانية الظهور في الواجهة
نقلا عن ياستن عدّة
لا يوجد أفضل من الشباب “لمعرفة قضاياهم وتناولها.‘‘
وتعليقًا على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها جان بوليه، وزير الهجرة في الحكومة المنتهية ولايتها، والذي أكّد أن ’’80٪ من المهاجرين يتوجهون إلى مونتريال ولا يعملون ولا يتحدثون الفرنسية ولا يلتزمون بقيم المجتمع الكيبيك‘‘. قال ياستن عدّة إنّ “هذا التصريح خاطئ تمامًا. ومن المحزن سماع ذلك.‘‘
هذا دليل، على حد قوله، على أن ’’حكومة التحالف من أجل مستقبل كيبيك (كاك-CAQ) بعيدة كل البعد عن الواقع. إنها ليست في الميدان ولا تعرف حتى ما يحدث في مونتريال. نحن نرى التداعيات على حياة الأشخاص الذين لم يعودوا يشعرون بأنهم مواطنون كاملون. وهذا بالتحديد ما أندّد به في حملتي الانتخابية. يجب أن تكون المواطنة كاملة.‘‘
وقد اعتذر الوزير جان بوليه وقال إنه ’’يأسف بشد‘‘ لما أدلى به من تصريحات التي ’’لا تعبّر عن أفكاره أو تصرفاته كوزير.‘‘
وتأتي هذه التعليقات في أعقاب تلك التي أدلى بها في بداية الحملة الانتخابية رئيس الحكومة المنتهية ولايته، فرانسوا لوغو. فقد ربط الهجرة بالعنف ثم اعتذر عن ذلك لاحقًا.
إنه لأمر محزن أن نرى فرانسوا لوغو يعقد هذه المقارنة [بين الهجرة والعنف]. بصراحة إنه كابوس. هناك مشاكل حقيقية تترتّب عن هذا التصريح. هناك أناس يتعرضون للترهيب بشكل يومي بسبب مثل هذه التصريحات .
نقلا عن ياستن عدّة
وبالنسبة له، ’’عندما تكون رئيسًا للحكومة، فإنك ملزم بلمّ شمل المواطنين لأنك مسؤول عن جميع الكيبيكيين.‘‘
وقد علّق المرشح الشاب دراسته ليتفرغ لحملته بدعم من عائلته. وعندما يلتقي بالمواطنين على شرفات منازلهم، يُفاجأ هؤلاء بصغر سن ياستن عدّة. ويقولون له إنهم ’’سئموا من السياسيين الذين يتحدثون إليهم كل أربع سنوات ويعتبرون أنّ اقناعهم أمر مفروغ منه.‘‘
في عام 2018 ، فازت الليبرالية ليز تيريو بمقعد دائرة أنجو-لوي-ريال في الجمعية الوطنية للمرة السابعة على التوالي. ولم تترشّح النائبة الخارجة في انتخابات يوم الاثنين المقبل.
ووفقًا لمنصة تحليل الاستطلاعات Québec125، يمكن أن يفوز التحالف من أجل مستقبل كيبيك في هذه الدائرة الانتخابية.
وإذا تمّ انتخابه، سيعمل ياستن عدّة على الفور ’’للترويج داخل حزبه لرؤيته وهي رؤية كيبيك للجميع.‘‘
ويؤكد أنه إذا لم يتمّ انتخابه، فسوف يقوم ’’بالشيء نفسه.‘‘