رفض زعيم حزب المحافظين الكندي، بيار بواليافر، عدة مرات أن يقول بشكل واضح للصحفيين ما إذا كان سيلغي برنامج رعاية الأسنان الذي تضمنّته الميزانية الليبرالية أمس، فيما لو وصل حزبه إلى السلطة.
’’لا يوجد برنامج. احتفظ بماذا؟ هو غير موجود. (…) لا يوجد برنامج رعاية أسنان حالياً. إنه وعد آخر، وعد انتخابي آخر من الديمقراطيين الجدد والليبراليين. (…) ليس من المنطقي أن نقول نعم أو لا لشيء غير موجود‘‘، قال بواليافر في حديث لم يخلُ من الصخب مع الصحفيين اليوم في بهو مجلس العموم.
وكرّر زعيم المعارضة الرسمية للصحفيين أنه سيواصل تقديم ’’الإجابة نفسها‘‘ على سؤالهم، على الرغم من قولهم له إنّ برنامج رعاية الأسنان قد يدخل حيز التنفيذ.
يُذكر أنّ برنامج رعاية الأسنان تبنته حكومة الأقلية الليبرالية برئاسة جوستان ترودو بضغط من الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، بقيادة جاغميت سينغ بموجب اتفاق توصلا إليه في آذار (مارس) 2022 تعهد بموجبه الديمقراطيون الجدد بدعم الحكومة للبقاء في السلطة حتى عام 2025، أي حتى نهاية ولايتها.
وسيكون البرنامج متاحاً أولاً للقاصرين وكبار السن وذوي الإعاقة من ذوي الدخل المنخفض، بحلول نهاية العام الحالي.
ثم يتسع نطاق البرنامج ابتداءً من عام 2025 ليشمل جميع الكنديين الذين لا يستفيدون من تأمين على أسنانهم ويقل دخل أسرتهم السنوي عن 90 ألف دولار.
وتبلغ تكلفة البرنامج 13 مليار دولار على امتداد السنوات الخمس المقبلة، وسيُعطى هذا المبلغ لوزارة الصحة الكندية لتنفيذه. وبعد ذلك يُخصَّص له 4,4 مليارات دولار سنوياً.
بواليافر يريد الاقتطاع في ’’الهدر‘‘
وقال ترودو في وقت سابق اليوم إنّ ’’أولئك الذين يقولون إننا نزيد الإنفاق (…) يجب أن يقولوا أين سيقتطعون‘‘، في إشارة مستترة إلى بواليافر.
وأضاف ترودو أنّ ’’واقع الحال هو أنّ الكنديين يحتاجون إلى الدعم الآن وفي السنوات المقبلة، لكن يجب القيام بذلك ضمن خطة مسؤولة على الصعيد المالي‘‘.
ورداً على سؤال رئيس الحكومة، ’’أين سيقتطعون؟‘‘، أجاب زعيم المعارضة الرسمية: ’’الأمر سهل، (يقتطعون) في الهدر الضخم. لم يحدث أن حصل هدر بهذا الحجم في حكومةٍ ما كما هو حاصل اليوم‘‘.
وأشار بواليافر إلى الإنفاق على خدمات المستشارين الذي ارتفع بقوة منذ وصول الليبراليين بقيادة ترودو إلى السلطة، على الرغم من زيادة عدد موظفي القطاع العام. ’’ليفعلوا ماذا؟‘‘، تساءل زعيم المحافظين قاصداً المستشارين، قبل أن يجيب بنفسه: ’’لتقديم خدمة أسوأ من التي كانت متوفرة في السابق‘‘.
كما وعد بواليافر بخفض الإنفاق المقرَّر لتطبيق ’’أرايفكان‘‘ (ArriveCAN)، الذي يستخدمه المسافرون القادمون إلى كندا، وأيضاً لبرنامج إعادة شراء الأسلحة النارية. ’’هذا توفير سيكون من السهل تحقيقه‘‘، قال زعيم المحافظين.
يُشار إلى أنه في السنة المالية 2023 – 2024، التي تبدأ في الأول من الشهر المقبل، سيبلغ العجز الفدرالي 40,1 مليار دولار، حسب توقعات الميزانية الليبرالية المقدَّمة أمس، مقارنةً بـ30,6 مليار دولار وفق توقعات التحديث الخريفي.
وتخلت حكومة ترودو عن هدفها بالعودة إلى ميزانية متوازنة في السنة المالية 2027 – 2028، وباتت الآن تتوقع عجزاً فيها بقيمة 14 مليار دولار. وهذا الأمر أيضاً أسف له المحافظون.
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)