ذكرت وسائل إعلام روسية، السبت، أن الحريق الذي اندلع على جسر كيرتش، ناجم عن شاحنة مفخخة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب قولها بأنه تم تفجير شاحنة على جسر “كيرتش” فجر السبت، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في قطار كان يسير عبر الجسر.
جسر القرم أو جسر مضيق كيرتش هو أطول جسر في أوروبا يربط بين شبه جزيرة القرم ومقاطعة كراسنودار كراي.
الجسر زوج من الجسور متوازية (واحد لحركة مرور المركبات، واحدة للسكك الحديدية)، يبلغ مسافة الجسر 19 كم (12 ميل).
في يناير/كانون الثاني عام 2015 أُبرم عقد بمليارات الدولارات لبناء الجسر. وفي مايو 2015 بدأ في بناء الجسر؛ وتم افتتاحه في 15 مايو/أيار 2018، ومن المنتظر الانتهاء من وصلة السكك الحديدية في أوائل عام 2019.
وقد تم افتتاح حركة الشاحنات على جسر كيرتش بتاريخ 1 أكتوبر عام 2018 أي قبل الوقت المحدد لافتتاح الجسر.
بدأ التفكير بجسر كيرتش منذ عام 1903 على الأقل، وبدأ التخطيط الفعلي له عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
في يناير 2015، مُنحَ عقد إنشاء الجسر الذي بلغت قيمته عدة مليارات من الدولارات لشركة سترويجازمنتز المملوكة لأركادي روتنبرج.
بدأ تشييد الجسر في فبراير 2016، وافتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جسر الطريق في 15 مايو 2018، وفتح أمام السيارات في 16 مايو، وللشاحنات في 1 أكتوبر. افتتح جسر السكة في 23 ديسمبر 2019، وتم افتتاح أول قطار ركاب عبر الجسر في 25 ديسمبر 2019، ومن المقرر افتتاح الجسر لقطارات الشحن في 1 يوليو 2020.
أطلق على الجسر اسم “جسر القرم” بعد التصويت عليه على الإنترنت في ديسمبر 2017، في حين كان “جسر كيرتش” و”جسر إعادة التوحيد” ثاني وثالث الأسماء المقترحة من حيث أعلى نسبة تصويت.
خطة روسية للضم
بعد ضم الاتحاد الروسي للقرم في مارس 2014 وسط تدهور حاد في العلاقات الأوكرانية الروسية، أصبح مشروع جسر مضيق كيرتش جزءاً أساسياً من الخطط الروسية لدمج الأراضي التي تم ضمها حديثاً إلى روسيا. على الرغم من أن أوكرانيا فقدت السيطرة على شبه الجزيرة، إلا أنها كانت لا تزال قادرة على عزلها عن طريق إغلاق روابط النقل الحيوية، لأن روسيا على عكس أوكرانيا لم يكن لديها روابط برية مع شبه جزيرة القرم في ذلك الوقت. واستخدام خط عبارات مضيق كيرتش كان له قيوده: غالباً كانت حركة العبارات تتوقف بسبب سوء الأحوال الجوية، وغالباً ما كان هناك طوابير طويلة من المركبات.
بصرف النظر عن الضرورة العملية، كان للجسر غرض رمزي: فقد كان من المفترض أن يظهر اصرار روسيا على الاحتفاظ بشبه جزيرة القرم، وباعتباره ارتباطاً «ماديًا» للجزيرة بالأراضي الروسية. لم يعد مشروع البنية التحتية الثنائي وتصميم وبناء جسر مضيق كيرتش يعلق على الرفوف بل أصبح حقيقة واقعة، حيث قامت روسيا منذ ذلك الوقت فصاعداً بتنفيذه من جانب واحد.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستبني جسراً للسكك الحديدية فوق المضيق في 19 مارس 2014، بعد يوم واحد فقط من مطالبة روسيا رسمياً بشبه جزيرة القرم. في يناير 2015 مُنح عقد بناء الجسر لمجموعة SGM، التي تمت معاقبة مالكها Arkady Rotenberg (الذي ورد أنه صديق شخصي مقرب لبوتين) دولياً رداً على تورط الجيش الروسي في أوكرانيا.
قامت شركة SGM ببناء خطوط الأنابيب ولم يكن لديها خبرة مطلقاً في بناء الجسور.
في أبريل 2014 أعطت الحكومة الأوكرانية روسيا إشعاراً لمدة ستة أشهر بانسحابها من اتفاقية جسر كيرتش الثنائية التي لم تعد موجودة الآن. منذ ذلك الحين أدانت الحكومة الأوكرانية بشدة بناء روسيا للجسر باعتباره غير قانوني، لأن أوكرانيا كدولة ساحلية فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم لم تعط موافقتها على مثل هذا البناء، ودعا روسيا إلى هدم تلك الأجزاء من هذا الهيكل الواقعة داخل الأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتاً.
تم فرض عقوبات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد الشركات المشاركة في البناء، ومنذ ديسمبر 2018 استمرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مراراً وتكراراً بإدانة بناء الجسر وفتحه باعتباره تسهيلاً لمزيد من الاحتلال لشبه جزيرة القرم و «تقييد حجم السفن التي يمكنها الوصول إلى الموانئ الأوكرانية على ساحل آزوف». من ناحية أخرى أكدت روسيا أنها لن تطلب الإذن من أي شخص لبناء بنية تحتية للنقل من أجل سكان المناطق الروسية.