بعد اجتياز تداعيات جائحة كوفيد-19، يواجه أصحاب المطاعم الكنديون اليوم مشكلة التضخم، وتتسارع وتيرة إغلاق المطاعم في الأشهر الأخيرة عبر أنحاء البلاد.
بعد أشهر من انتهاء قيود الحجر الصحي والإغلاق المتكرر للمطاعم الذي فرضته جائحة كوفيد-19، يقول أصحاب المطاعم في كندا إن وضعهم يزداد سوءًا وليس أفضل. وتشير عدة جمعيات تعنى بهذه الصناعة إلى أن التضخم المستمر في أسعار المواد الغذائية والديون التي خلفتها الجائحة تجبر العديد من المطاعم أكثر من أي وقت مضى على إغلاق أبوابها.
أغلقت ايكيلا رايت صاحبة مطعم نباتي في مدينة تورونتو في مقاطعة أونتاريو مطعمها في شهر حزيران / يونيو الماضي. تقول رايت: ’’بعد 13 عاما على وجود مطعمي كان لا يزال يتردد عليه زبائنه ولكننا لم نكن نجني الأرباح‘‘.
تشرح المتحدثة بأن قيمة الإيجار ارتفعت. كما استمرت أسعار المواد الأولية بالارتفاع يوما بعد يوم.
’’كانت هذه الزيادة عندما خرجنا من الجائحة كبيرة للغاية، على حد تعبيرها، ولم يتم التكيف معها.‘‘ مما دفع رايت إلى إغلاق مطعمها نهائيا في 30 يونيو الماضي.
وتشرح المتحدثة إنه كان من الصعب اتخاذ قرار الإقفال مباشرة بعد تجاوز كل تحديات الجائحة ومواجهة كل المصاعب في زمن كورونا، ولكن ’’للأسف لم نستطع أن نستمر‘‘، كما تقول السيدة Ikeila Wright.
ولا يشكل هذا المطعم استثناءً إذ تكرّ السبحة في عدد المطاعم (نافذة جديدة) التي تغلق أبوابها عبر البلاد.
ووفقا لأحدث تقرير صادر عن جمعية ’’مطاعم كندا‘‘ (Restaurants Canada)، فإن عدد المطاعم التي أقفلت أبوابها تجاوز عدد المطاعم التي تم افتتاحها في معظم أنحاء البلاد بين شهري نيسان / أبريل 2021 وتموز / يوليو 2022.
في مقاطعة أونتاريو في وسط البلاد، تجاوز عدد إقفال المطعم أكثر من الضعف. وفقدت جمعية ’’المطاعم والفنادق والموتيلات في أونتاريو‘‘ (ORMHA) 15% من أعضائها من المؤسسات العاملة في قطاع المطاعم وما يتصل به في العام الماضي.
يرى رئيس الجمعية طوني إلينيس بأن وتيرة الإغلاق تتسارع، يقول: ’’إننا نشهد عمليات إغلاق منذ شهر كانون الأول / ديسمبر وكانون الثاني / يناير الحالي أكثر من أي وقت مضى‘‘.
يوضح المتحدث أنه في خضم الجائحة، ’’كان لدى أصحاب المطاعم الأمل، وكان يمكنهم رؤية نهاية النفق والحصول على المساعدة المالية‘‘.
يضيف إلينيس ’’الآن، تم استنفاد الدعم، ويجب سداد القروض التي تم الحصول عليها، ولعل تضخم أسعار المواد الغذائية، الذي لا يزال مستمراً بنسبة تتجاوز الـ 11٪، يُسمر نعش العديد من المؤسسات‘‘، على حد تعبيره.
لم يكن المتحدث قلقا أبدا خلال مسيرته المهنية التي استمرت 30 عاما في قطاع المطاعم. يقول: ’’لقد شهدنا ركودًا، صعودًا وهبوطًا. لكن لا شيء مثل ما يحدث الآن. هذا أمر غير مسبوق‘‘.
يعتقد طوني إلينيس أن قطاع المطاعم بحاجة إلى كل مساعدة يمكن الحصول عليها. ويقترح بشكل خاص، وضع سقف للعمولات التي يمكن لمنصات توصيل طلبيات الاكل مثل Uber Eats وغيرها أن تفرضها على المطاعم.
كما يدعو المتحدث إلى إلغاء الشراكة الأخيرة بين مؤسسة الكحول العامة في أونتاريو (LCBO) و Uber Eats، والتي تتيح الآن توصيل الكحول مباشرة من المتجر إلى المنزل. موضحا أنه لا يمكن لأصحاب المطاعم منافسة أسعار المؤسسة العامة للكحول.
هذا ويؤكد رئيس جمعية ’’المطاعم والفنادق والموتيلات في أونتاريو‘‘ بأن أي مساعدة لتدريب القوى العاملة في هذا القطاع ستكون موضع ترحيب.
في سياق متصل، ينقل القسم الإنكليزي لهيئة الإذاعة الكندية أنه وفقًا لريتشارد ألكسندر، نائب رئيس منطقة الأطلسي للمطاعم الكندية، فإن أسعار المواد الأولية مثل الدجاج ولحم البقر ومنتجات الألبان وزيت الكانولا قد زادت بنسبة 10 في المائة على الأقل خلال العام الماضي.
وفي أحد الأمثلة البارزة، ارتفع سعر الخس بأكثر من 400 في المائة في الأشهر الأخيرة بسبب نقص في عرض هذه السلعة.
وترى ميشال لوبلان وهي صاحبة مطعم في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور في أقصى الشرق الكندي بأن ’’الطريقة الوحيدة لتعويض كل ذلك التضخم في الأسعار هي في رفع أسعار قائمة المأكولات في المطعم‘‘.
تقول المتحدثة لمذياع سي بي سي (نافذة جديدة)، ’’نحاول أن نجعل أسعار قائمتنا معقولة قدر الإمكان، ولكن لا توجد طريقة أخرى حقًا. وإلا فسنضطر إلى الإغلاق. كما لو كان الأمر يتعلق إما برفع الأسعار أو إغلاق الأبواب‘‘.
تقول صاحبة المطعم في سانت جونز عاصمة المقاطعة الأطلسية ’’إن أكبر زيادة في التكلفة لها جاءت من لحم الخنزير، الذي لا يمكن الحصول عليه محليًا بالحجم الذي احتاجه، وقد ارتفع سعره ما بين دولارين إلى أربعة دولارات للكيلوغرام الواحد‘‘.
(المصدر: سي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية، ترجمة وإعداد كوليت ضرغام)