يتوجه هذا الاثنين 24 أكتوبر تشرين الأول سكان مقاطعة أونتاريو إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رؤساء ومستشاري البلديات وأعضاء المجالس التعليمية.
وسيصوتون للمرة الثانية هذا العام بعد الانتخابات العامة في المقاطعة في يونيو حزيران الماضي.
وفي تورونتو، تم استدعاء ما يقرب من 1,9 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع الموزّعة على 1.460 مركز اقتراع مفتوح يوم الانتخابات من الساعة 10 صباحاّ حتى الساعة 8 مساءً.
وأدلى حوالي 115.911 ناخباً بأصواتهم خلال الانتخاب المبكر في تورونتو، ما يشكّل انخفاضاّ بنسبة 6,75٪ مقارنة بعام 2018.
وبلغت حينها نسبة المشاركة العامة 41٪.
وفي تورنتو، المدينة المتعددة الثقافات بامتياز، أطلق أفراد من الجالية العربية مبادرة تسمى ’’مدينتي‘‘ تهدف إلى تعزيز مشاركة أفراد المجتمع العربي في الانتخابات خاصة وفي الحياة السياسية عموماً.
ويشرف كلّ من جبران الخانجي وكندة معروف ومجموعة من المتطوّعين على هذا المشروع. وهو تابع لمنظمة غير ربحية مقرّها في تورونتو.
تأسست في 2018 وكانت عبارة عن فضاء مدني اجتماعي يجتمع فيه ’’ الكنديون من أصول سورية، السوريون الواصلون حديثاً وأولئك المهتمون بالشأن و الثقافة السورية.‘‘
في البداية أُطلق على هذا الفضاء اسم ’’قهوة وسط‘‘ ثمّ تغيّر في أغسطس آب 2022 إلى ’’الساحة‘‘ (Common Ground) (نافذة جديدة).
وفُتح بابها ’’واسعاً أمام جميع المقيمين و المواطنين الكنديين المنحدرين من بلدانٍ عربية.‘‘
وفي السابق كانت النشاطات تدور حول تعزيز المشاركة المدنية في المجتمع.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، يقول جبران الخانجي إن هذه المشاركة يمكنها أن تأخذ أوجهاً مختلفة.
يمكن للمشاركة المدنية أن تتجسد من خلال العمل التطوعي ومساعدة الجوار والمنظمات الموجودة فيه والتواصل مع السلطات المحلية والمسؤولين المنتخبين والمشاركة في الانتخابات من خلال التصويت وحتى الترشح.
نقلا عن جبران الخانجي
ووفقا له ، فإن الانتخابات البلدية في أونتاريو وبالطبع في تورنتو هي فرصة لإثراء الثقافة السياسية أو التربية المدنية للمجتمع العربي.
ومن هنا جاء مشروع ’’مدينتي‘‘ في شكل ’’سلسلة من جرعات المعلومات ننطلق فيها من أساسيات عامة تتناول المستويات الحكومية في البلاد قبل الخوض و بشكل مركز في الاستحقاق الانتخابي الحالي. سيتم ذلك من خلال مشاركة تدوينات قصيرة على مدى الأسابيع الأربعة [التي سبقت فترة التصويت المبكر الذي جرى بين 7 و 14 أكتوبر تشرين الأول]‘‘، كما أوضح المنظمون.
وتفصّل هذه الجرعات مستويات الحكومة المختلفة (البلدية والمقاطعة والفيدرالية).
بالإضافة إلى ذلك يتمّ نشر تفاصيل حول الانتخابات المحلية في المدينة: من هم المرشحون لمنصب عمدة المدينة وفي الدوائر الانتخابية المختلفة وعدد أعضاء المجالس البلدية، على سبيل المثال.
وتقول كندة معروف المكلّفة بالإشراف الميداني على مشروع ’’مدينتي‘‘:’’ هدفنا تقديم هذه المعلومات بطريقة سلسة وسهلة حتى نمكّنهم من ممارسة دورهم في البلد. وكندا تفسح المجال لكلّ الأطياف المختلفة للمشاركة في الحياة السياسية.‘‘
كان مشروع تثقيفي بالنسبة لي بالدرجة الأولى. الكثير من الناس ومنهم أفراد الجالية العربية لا يعلم كيف تجري الانتخابات وما هي مهام الحكومات (من المستوى البلدي إلى الفدرالي).
نقلا عن كندة معروف
وصلت كندة معروف السورية إلى كندا منذ عام تقريبًا.
ويشير جبران الخانجي إلى أنّ هذه المعلومات جديدة بالنسبة للأشخاص المُستهدفين بهذه الحملة حيث يأتون من ’’دول تتوق إلى الديمقراطية.‘‘
ووصل هذا المواطن السوري إلى كندا في عام 2015 كمهاجر بعد أن ترك بلاده بسبب الحرب. وقد لجأ العديد من السوريين إلى كندا ابتداءً من السنة نفسها.
وأوضح أنه جاء إلى كندا حيث الديمقراطية ’’شيء حقيقي موجود يمثّل صوت الناس وليست تمثيلية. ومجتمعنا بحاجة إلى المساعدة كي يفهم ويستخدم هذا الانتقال الكبير من عالم لا صوت لنا فيه أو صوتنا مكتوم فيه إلى عالم نمتلك فيه صوت والقدرة على التعبير.‘‘
ومبادرة ’’مدينتي‘‘ هي نوع من ’’الوساطة‘‘. فالأمر لا يتعلق فقط بترجمة الوثائق الإعلامية الانتخابية مثل تلك المتاحة على موقع هيئة الانتخابات في أونتاريو حيث تمّت ترجمة هذه الوثائق إلى 38 لغة.
ودارت حملة ’’مدينتي‘‘ على الشبكات الاجتماعية بما في ذلك موقعي فيسبوك و’’لينكد إن’’ (LinkedIn). كما تمّ تنظيم لقاء حضوري في اليوم السابق للانتخاب المبكر للحديث عن أهمية المشاركة وأهمية تمثيل فسيفساء تورنتو الثقافية على المستوى السياسي.
وللإشارة فإنّ أكثر من 50٪ من سكان تورنتو ولدوا خارج كندا.
وفي حوار أجراه راديو كندا الدولي خلال الانتخابات الفيدرالية في سبتمبر أيلول 2021، قال جاد التال، مدير الأبحاث والسياسات بالمعهد الكندي العربي إنّ ’’25٪ من المجتمع العربي يتكون من لاجئين. وهم يفتقدون للثقة في النظام السياسي. وتثبت أبحاثنا ذلك. عليك أن تشرح لهم أن لديهم صوتاً وهذا مهم. وكل ما يهمّهم يمكن أن يتحول إلى قضية انتخابية.‘‘
ويلاحظ جبران الخانجي أن السياسة بشكل عام أو المشاركة في الحياة العامة ليست من أولويات أيّ شخص في السنوات الأولى من عملية الانتقال والاستقرار (عليه أن يعتاد على المناخ ويجد عملا وما إلى ذلك).
وبالنسبة له، تُعد مشاركة المواطنين مهمة ’’لصحة الديمقراطية في كندا كجهاز عام. ولن يبقى هذا الجهاز بصحة جيّدة ما لم يشارك فيه جميع المواطنين لا بل ويؤمنون بالعملية ويشعرون بأنّهم ممثَّلون.‘‘
وفي مايو أيار الماضي، نشرت وكالة الإحصاء الكندية إحصائيات حول تصويت الأقليات الظاهرة تشير إلى أنّ 68,3٪ من العرب في كندا شاركوا في الانتخابات البلدية، وهي النسبة نفسها عند اللاتينيين. وشاركت الجالية المنحدرة من جنوب شرق آسيا بنسبة 59,3٪.