انطلقت مساء أمس الخميس فعاليات مهرجان الفيلم العربي في تورونتو (Toronto Arab Film Festival) وستتواصل إلى غاية 30 يونيو/حزيران الجاري حضوريا وعلى الانترنت.
واختار منظّمو النسخة الخامسة لهذا المهرجان 41 فيلما من 17 بلداً افتتحها الوثائقي المغربي ’’باتر‘‘ (Better) للمخرج كمال أوراهو في قاعة ‘‘إينيس تاون هول‘‘ (Innis Town Hall) في جامعة تورونتو وهي قاعة تسع لـ250 شخصاً.
ويروي الفيلم مسيرة نسيم لشهب، أول متزلج مغربي وإفريقي محترف. ولا يقتصر الوثائقي على الجانب الرياضي بل يتعدّاه إلى رحلة المتزلّج في هجرته إلى فرنسا وإسبانيا.
ولن يكون هذا الوثائقي الفيلم المغربي الوحيد في المهرجان حيث برمج المنظمون ستة أفلام مغربية أخرى في جميع الفئات.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح مَصون حتاحت، المؤسس المشارك ومدير المهرجان، كيف جاءت فكرة تأسيسه.
ويعود ذلك إلى عام 2017، خلال لقاء في أحد مقاهي تورونتو مع المخرجة المستقلة رولا طاهر التي تشغل حالياً منصب المديرة الفنية للمهرجان.
وكان قد تعرّف عليها من خلال عملهما التطوعي في مهرجانات السينما المختلفة التي تُنظّم في المدينة.
ويقول هذا السوري الذي هاجر إلى كندا في عام 2011، إنّه ’’لم يكن هناك حينها مهرجان للفيلم العربي يجمع كل الأفلام العربية وموجَّه للمخرجين العرب…‘‘
مهرجان تورونتو السينمائي الدولي (TIFF) يختار أفلام عربية جيّدة لكنّها لا تعطي الصورة العامة للسينما العبية. والشيء نفسه بالنسبة لمهرجان الفيلم السوري أو الفلسطيني [حيث يكون الاختيار] محدوداً جغرافياً وثقافياً.نقلا عن مَصون حتاحت، المؤسس المشارك ومدير مهرجان الفيلم العربي في تورونتو
وبالنسبة له، فإنّ الفسيفساء العربية متنوّعة جدّاً ’’وغنيّة بقصصها وسردياتها ومؤثّراتها.‘‘
ويتذكّر هذا المحبّ لعالم السينما أنّ ’’الإقبال على المهرجان كان محتشماً‘‘ في بداية هذه المغامرة الثقافية ’’مقارنة بالإقبال الحالي. حيث حضر أول عرض 250 متفرّجاً.‘‘
وبغضّ النظر عن العدد، أوضح مصون حتاحت أنّه في المهرجان الأوّل تمّ عرض فيلم طويل واحد مقارنة بـ15 فيلماً طويلا مُبرمجاً في النسخة الحالية.
’’طريقة العرض والمؤثرات والحبكة تطوّرت كثيرا. كنّا نعرض أفلاما جزء منها للمبتدئين وجزء آخر تكون فيه الحبكة أكثر تعقيداً. وتطوّرت نوعية الانتاج ونوعية القصص التي تصلنا الآن مقارنة مع ما كان يصلنا في السابق.‘‘
وعن الشروط التي يجب أن تتوفّر في الفيلم حتى يُعرض في إطار المهرجان، يقول المدير إنّه يعطي الأولوية للأفلام الجديدة الصادرة هذه السنة أو السنة الماضية.
وحسب مصون حتاحت، ’’يجب أن تكون قصة الفيلم عربية أو تهتمّ بالوطن العربي أو بلغة عربية سواء كان المخرج كان عربياً او اجنبياً. كلّ ما يخصّ العرب سواءً في البلد العربية أو في المهجر.‘‘
وأضاف أن المهرجان يعطي أيضاً الأولوية للمخرجين الناشئين. ’’لا يوجد الكثير من المهرجانات التي تفتح المجال للمخرجين الناشئين. نحن نحبّ ان نعطيهم مجالا لعرض أفلامهم‘‘، كما قال.
وعن الجمهور الذي يتوجّه له المهرجان، يقول مصون حتاحت :’’ما نلاحظه في عروضنا هو أن المشاهدين من مختلف الأجناس. هناك الصيني، والكوري، والبرازيلي، والعربي سواء كان من المغرب الكبير أو من المشرق، والإفريقي والأفارقة والأوروبي.‘‘ ?
البرنامج
لم يكتف منظّمو المهرجان ببرمجة الأفلام فقط بل خصّصوا يوم الأحد 23 يونيو/حزيران لِصُنّاع السينما.بالإضافة إل عرض الأفلام.
ويمكن للحضور متابعة أو المشاركة في موائد مستديرة أوورشات حول تمويل الأفلام الطويلة في كندا، وتطوير شبكة المنتجين في كندا وخارجها، والإنتاج المؤثر، وقوة المجتمع.
وستشارك في هذه المائدة المستديرة المخرجة الكندية الإيرانية آنا فهر التي سيُعرض فيلمها ’’وادي المنفى‘‘ (Valley of exile) وهو من انتاج لبناني كندي.
وهي قصة الأختين ريما ونور من الحرب السورية ولجوئهما إلى لبنان.
وفي حواره مع راديو كندا الدولي، تردّد مدير المهرجان في اقتراح أفلام للمشاهدة حتى يكون منصفاً، لكنّه أوضح أنّه أُعجب بفيلم ’’الأخيرة‘‘ (The last queen) للمخرجة الجزائرية عديلة بن ديمراد.
وتدور أحداث قصة الفيلم في بداية القرن السادس عشر الميلادي في مدينة الجزائر.
يدمج فيلم [الملكة الأخيرة] بين القضايا الجيوسياسية والداخلية والسياسة خلف الكواليس في القصر مع مؤثرات سينمائية نادراً ما نراها في السينما العربية. إنه فيلم تجب مشاهدته.نقلا عن مَصون حتاحت، المؤسس المشارك ومدير مهرجان الفيلم العربي في تورونتو
ويعرض هذا الفيلم في إطار البرمجة على الانترنت.
وتجدر الإشارة إلى أنّه لاعتبارات تعاقدية يمكن مشاهدة الأفلام على الانترنت حصرياً في مقاطعة أونتاريو.
ووقع اختياره أيضاً على فيلم ’’مندوب‘‘ (Mandoob) للمخرج السعودي علي الكلثمي الذي يغوص في الحياة الليلية للعاصمة السعودية الرياض.
وسيُختم المهرجان بعرض هذا الفيلم.
ومن بين الأفلام المبرمجة، يمكن ذكر فيلم ’’إليك جدي‘‘ (À toi Jeddi) للمخرجة الكندية الليبية صارة بن سعود وكذلك فيلم ’’المابيْن‘‘ (Take My Breath) حول مجتمع الميم للمخرجة التونسية ندى المازني حفيّظ.