اصطدمت حملة الحزب الكيبيكي (PQ) بأول عقبة منذ انطلاق حملة الانتخابات العامة في مقاطعة كيبيك قبل نحو خمسة أسابيع، وهي عقبة مزدوجة إذ تتعلق بمرشّحيْن.
فقد أعلن زعيم الحزب، بول سان بيار بلاموندون، بعد ظهر اليوم استبعاد كلّ من بيار فانييه، مرشّحه في دائرة ’’روسّو‘‘ (Rousseau) الانتخابية، وزوجته كاترين بروفو، مرشحة الحزب في دائرة ’’لاسومبسيون‘‘ (L’Assomption)، بسبب إدلائهما قبل عدة سنوات بتصريحات معادية للمسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقع هاتان الدائرتان في منطقة لانوديير شمال شرق جزيرة مونتريال.
وكان سان بيار بلاموندون قد أعلن في الصباح ’’تعليق‘‘ ترشيح فانييه ريثما يستمع إليه بشأن تعليقاته عن المسلمين.
’’دعوني أتحدث معه‘‘، قال زعيم الحزب الكيبيكي رداً على أسئلة الصحفيين فيما كان يقوم بجولة انتخابية في منطقة ’’الساحل الشمالي‘‘ (Côte-Nord).
وفي أحد تعليقاته في عام 2015 على موقع ’’فيسبوك‘‘ كتب فانييه: ’’أعطِ مسلماً مطرقة وسوف يقتل بها الديمقراطية‘‘.
وفي السنة نفسها، كما في السنة التالية، ذكر فانييه في تعليقاته أنّ النساء اللواتي يرتدين حجاب الرأس لسن ذكيات.
ولم تقتصر تعليقات فانييه على المسلمين، إذ قال في تلك الفترة إنّ ’’الإنكليز‘‘ يريدون ’’إبادة‘‘ الكيبيكيين.
وقال سان بيار بلاموندون إنه اطّلع على منشورات فانييه صباح اليوم.
كما تعلمون، نحن نعتقد في الحزب الكيبيكي أنه يمكننا مناقشة مكان الأديان، يمكننا مناقشة العديد من المواضيع، ولكن دائماً مع التحلي بالمسؤولية، وبنبرة أكثر ما تكون بنّاءة.
نقلا عن بول سان بيار بلاموندون، زعيم الحزب الكيبيكي
إلّا أنّ التعليقات التي أدلى بها مرشح الحزب الكيبيكي يبدو أنها لا تفي بهذه المعايير، بل على العكس من ذلك هي ’’غير مقبولة تماماً‘‘ و’’تتعارض تماماً‘‘ مع الحملة ’’البنّاءة والمسؤولة‘‘ التي يقودها الحزب، حسب زعيمه.
’’وهذا الأمر يغضبني‘‘، أضاف سان بيار بلاموندون.
’’نقوم بإعادة بناء شيء جميل، ونريد إعادة بنائه بشكل صحيح‘‘، أكّد زعيم الحزب الكيبيكي الداعي لاستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية.
يُشار إلى أنه منذ انطلاق الحملة الانتخابية في 28 آب (أغسطس) انسحب مرشح واحد فقط لحزبٍ ممثَّلٍ في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) المنحلّة.
فقد انسحبت ماري إيف رانكور، مرشحة حزب التضامن الكيبيكي (QS) اليساري، من السباق الانتخابي بعد أن رصدتها كاميرا مراقبة في أحد الأبنية السكنية في دائرة ’’كميل لوران‘‘ (Camille-Laurin) في مونتريال وهي تضع منشوراً انتخابياً لحزبها في صندوق البريد الخاص بأحد السكان وتنزع منه منشوراً آخر للحزب الكيبيكي.
الزعيم المشارك لحزب التضامن الكيبيكي، غابريال نادو دوبوا، قال إنه يفهم أن يكون بول سان بيار بلاموندون يريد التحدث إلى مرشحه بيار فانييه قبل اتخاذ قرار بشأن ترشيحه.
’’هذا ما فعلتُه بنفسي (في حالة ماري إيف رانكور)‘‘، ذكّر نادو دوبوا صباح اليوم خلال مؤتمر صحفي عقده في دائرة ’’فردان‘‘ (Verdun) في مونتريال في إطار حملته الانتخابية.
لكن يبقى السؤال الأساسي: هل هذا جزء من مشروع السيد (سان بيار) بلاموندون لكيبيك، أن يتمّ الضرب هكذا على بعض الكيبيكيين وبعض الكيبيكيات، فقط بسبب الديانة التي يمارسونها؟ هذا هو السؤال الذي يتعيّن أن يجيب عليه في الساعات المقبلة.
نقلا عن غابريال نادو دوبوا، الزعيم المشارك لحزب التضامن الكيبيكي
’’برأيي، شخص يهاجم بهذا الشكل (الآخرين)، لا أريده في فريقي. إذا أبقاه (بول سان بيار بلاموندون) في فريقه، فهذا يعني أنه يعتقد أنّ الأمر سليم‘‘، قال نادو دوبوا.