أعرب أصحاب أعمال في بريتيش كولومبيا، من بين الذين يصدّرون منتجات إلى الهند، عن قلقهم بشأن مستقبل أعمالهم بسبب تدهور العلاقات الدبلوماسية بين أوتاوا ونيودلهي. والهند خامس شريك تجاري لهذه المقاطعة الكندية الواقعة على ساحل المحيط الهادي.
ساني برار مزارع في مدينة لانغلي الواقعة ضمن فانكوفر الكبرى، وهو يحاول تقييم البدائل لمزرعة التوت الأزرق التي يملكها.
’’إنه أمر مخيف للغاية‘‘، يقول برار.
لمّا كانت مبيعاته المحلية تتراجع، تمكّن برار في وقت سابق من العام الحالي، ولأول مرة، من تصدير حوالي 10% من محصوله الطازج من التوت الأزرق إلى الهند.
يشير برار إلى أنّ مشروع التصدير هذا تطلب سنوات من التحضير، وهذا ما يدفعه للتساؤل عمّا إذا كان استثماره قد ذهب سدىً أم أنه سيتمكّن من تطويره أكثر.
’’هذا مصدر رزقنا‘‘
يتعاون ساني برار مع ’’فروتسي‘‘ (Fruitsy)، وهي شركة تعمل في إدارة سلاسل التوريد والتصدير.
ويقول أصحاب الشركة إنّ الكثير من أعمالهم يعتمد بشكل كامل على الطلب الهندي على الفواكه الكندية.
’’للهند خيارات أُخرى‘‘ لاستيراد مثل هذه الفواكه، يقول المؤسس المشارك لـ’’فروتسي‘‘، فيفيك دوم، ’’لكن بالنسبة لنا هذا مصدر رزقنا‘‘.
ويضيف دوم أنّ هذا الوضع جعله يشعر بالقلق والارتباك بشأن ما سيتعيّن عليه قوله للمزارعين الذين يعمل معهم بشأن العام المقبل.
توقيت سيء
يقول محللون مثل كارلو ديد من ’’مؤسسة غرب كندا‘‘ (CWF)، وهي مجموعة تفكير وأبحاث في مجال السياسات العامة في مقاطعات الغرب الكندي، إنّ التوترات الدبلوماسية الأخيرة بين كندا والهند لم يكن من الممكن أن تأتي ’’في وقت أسوأ‘‘ من الذي أتت فيه، فيما كانت المفاوضات التجارية بين البلديْن، في إطار الاستراتيجية الكندية الجديدة لمنطقة المحيطيْن الهندي والهادي، على وشك البدء.
وقبل الإعلان المفاجئ لرئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في البرلمان الكندي الذي تناول فيه الهند، ألغت وزيرة التجارة الدولية والتنمية الاقتصادية في الحكومة الفدرالية، ماري إنغ، مهمة تجارية إلى هذا البلد كانت مقررة في تشرين الأول (أكتوبر).
يُذكر أنّ ترودو أعلن أمام مجلس العموم الكندي مطلع الأسبوع الفائت عن مزاعم ’’ذات مصداقية‘‘ بأنّ الهند تقف وراء اغتيال الناشط الكندي السيخي هارديب سينغ نيجار في بريتيش كولومبيا في حزيران (يونيو) الفائت. وعقب ذلك تمّ خفض التمثيل الدبلوماسي بين الدولتيْن وعلّقت الهند معالجة طلبات تأشيرات الدخول إلى أراضيها المقدَّمة من مواطنين كنديين.
لكن على الرغم من حالة عدم اليقين الحالية، يتوقع كارلو ديد أن تستمر التجارة بين البلديْن، كما كانت الحال عندما توترت العلاقات بين كندا والصين في السنوات الأخيرة.
ويعتقد ديد أنّ التجارة بين البلدين ستواصل النمو طالما لم يطبّق أيّ منهما عقوبات أو حظر على الآخر.
نقلاً عن موقع راديو كندا،