كان سكّان مونتريال على موعد مع الحرفيين الحاضرين في صالون الحرف الفنية في كيبيك (Salon des métiers d’art du Québec) بين 8 و 18 ديسمبر/كانون الأول.
ويشكّل هذا الصالون الذي أقيم في الملعب الأولمبي فرصة لسكان المدينة للتسوق ولشراء الهدايا في موسم الأعياد.
وحضر ما لا يقل عن 180 حرفيّاً محترفاً في هذه النسخة، والتي قدمها المنظمون على أنها ’’احتفالية، حضرية، عصرية ومسؤولة بيئيّاً‘‘ تحت شعار ’’إعادة الالتقاء بفنون كيبيك.‘‘
ونُظِّمت النسخ السابقة لهذا الصالون في قصر المؤتمرات في مونتريال. ولكنّ هذا العام تمّ تخصيص المكان لتنظيم قمّة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي ’’كوب15‘‘ (COP15) .
وبالنسبة لجوليان سيلفستر، المدير العام لمجلس الحرف الفنية في كيبيك (Conseil des métiers d’art du Québec) الذي ينظم الصالون سنوياً، ’’على الرغم من أن تغيير مكان تنظيم المعرض جاء متأخراً في عملية تنظيم حدثنا الذي يستقبل حوالي 100.000 زائر، إلَا أنّ فريقنا بذل كلّ جهده لضمان تنظيم جيّد لهذه النسخة.‘‘
وأشار إلى أن ’’هذا الصالون هو أكبر معرض تجاري للمنتجات المصنوعة محلّياً في كندا، وهو أفضل مكان للقاء الفنانين والحرفيين الذين يتّبعون نماذج أعمال تحقّق معظم أهداف التنمية المستدامة المُقترحة من طرف الأمم المتحدة.‘‘
ويعتقد السيد سيلفستر أنّه بإمكان الحِرف إلهام المدافعين على البيئة.
يمكن للحرف الفنية أن تكون قدوة لقمة التنوع البيولوجي ’كوب15‘ (COP15) من حيث الاقتصاد المستدام والمسؤول. وفي الوقت نفسه الترويج على نطاق واسع للقيم التي اتّبعها الحرفيون بكلّ تواضع لفترة طويلة، والتي تساهم في المرونة البيئية والتنمية الاقليمية الذكية في كيبيك و كندا.
نقلا عن جوليان سيلفستر، المدير العام لمجلس الحرف الفنية في كيبيك
شاركت ليلى فردوس للمرة الأولى في الصالون. وقد أنهت الصيف الماضي دورة تدريبية في الخزف استمرت ثلاث سنوات.وهي خرّيجة جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) في اختصاص الفنون المرئية والإعلامية.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، ذكرت أنّ ابداعاتها كانت تفتقر للجانب الملموس. ’’أردت أن تكون ابداعاتي مفيدة. و بدا لي أن الخزف يمثل توازناً بين الجانب الإبداعي والجانب النفعي‘‘، كما قالت هذه الشابة التي وُلدت في كيبيك لأبوين مغربيين.
وأوضحت أنّ لأصولها المغربية أثراً كبيراً في عملية الابداع عندها.
’’أزور المغرب كثيراً. والخزف جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية. هناك الكثير من الزليج. عندما نتجوّل في الأسواق نكتشف الكثير من الحرف اليدوية‘‘، كما تقول.
وتعرض ليلي فردوس في كشكها أدوات المائدة المصنوعة من الخزف. وأوضحت أنها تود في المستقبل ’’العمل على الزليج الذي يمكن دمجه في الجانب الزخرفي للمطبخ وحول المدفأة، على سبيل المثال.‘‘
وعن حضورها في الصالون، تقول ذلك يسمح لها بالتعريف بمنتجاتها.
حضوري في الصالون يمنحني ظهوراً وقُرباً من العملاء ويمكّنني من التبادل مع الحرفيين الآخرين. إنه الجانب الإنساني.
نقلا عن ليلى فردوس
وأضافت أنّ ‘‘الناس يحبّون شراء المنتجات اليدوية المحلية لهدايا موسم الأعياد.‘‘
ومن جانبه عرض ريشار الحاج مجوهرات حرفية من انتاجه. وهو من مواليد كيبيك لأم كيبيكية وأب مصري من أصل لبناني.
وذكر أنّه بالإضافة لتكوينه كحرفي مجوهرات، فقد تلقى تدريباً كنجّار أثاث. وسمح له ذلك بصناعة مجوهرات حرفية من الخشب والمواد المختلفة والفضة.
’’لقد طورت أسلوب عمل يختلف قليلاً عما نراه عادة‘‘، أكّد ريشار الحاج.
ويقول هذا الأخير إنّه تعلّم مهنته من أبيه الذي كان صائغاً قبل الهجرة إلى كندا وكان لديه ورشته الخاصة في القاهرة.
’’بفضل والدي تعرفت على صناعة المجوهرات. لكنني اخترت الجانب الفني بدلاً من الجانب التصنيعي‘‘، كما أضاف.
ولبيع منتجاته، يستخدم ريشار الحاج الإنترنت وهو أيضاً عضو في مجموعة من الحرفيين لديهم دكّان مشترك في الحي القديم في مونتريال.
ويعتبر هذا الحرفي أنّ وجوده في الصالون مهمّ.
يسمح لنا الصالون بمقابلة الناس ومعرفة ما يرغبون فيه. كما أنّه محفز للمبيعات خاصة وأنّه يُنظَّم قبل عيد الميلاد .
نقلا عن ريشار الحاج