زار حوالي 8.500 شخص صالون العمل والتعليم المستمر الذي أُقيم يومي 4 و 5 أكتوبر تشرين الأول الجاري في قصر المؤتمرات في مونتريال.
وبعد نسختين افتراضيتين بسبب جائحة كوفيد-19، عاد ’’المعرض إلى مستويات إقبالٍ كتلك التي عرفها قبل الجائحة وهذا في خِضمّ أزمة نقص العمالة. هذا إنجاز رائع‘‘، كما يوضح إيريك بوتييه، مؤسس ورئيس شركة ’’إيفينمان كاريير‘‘ (Événement Carrières) التي نظّمت الصالون.
وحضر ما لا يقل عن 280 عارضا النسخة الـ23 لهذا الصالون الذي ينقسم لعدّة أجنحة : التدريب وتعليم الكبار والهجرة والمساعدة على التوظيف. وخُصِّص قسم للوظائف في قطاع تكنولوجيا المعلومات والهندسة.
وبالنسبة لإيريك بوتييه، فإن نقص العمالة يجعل صالونه أكثر أهمّية. ’’في ظرف يتميّز بنقص اليد العاملة، يكون الصالون أكثر أهمّية من أي وقت مضى لكلٍّ من صاحب العمل والباحث عن العمل.‘‘
ويعتقد إيريك بوتييه أن تنظيم المعرض ’’ليس مجازفة، لأنّه يلبي حاجة موثَّقة.‘‘
بعد عامين من جائحة كوفيد-19 والتي فرضت علينا الصيغة الافتراضية، يريد الناس الالتقاء وجهًا لوجه.
نقلا عن إيريك بوتييه، مؤسس ورئيس صالون العمل
ويوضح هذا الأخير أن المعرض حاليّاً هو الوسيلة الوحيدة الموجودة في السوق لمقابلة الناس مباشرة. ’’لا توجد طريقة أخرى.‘‘
ووفقا له ، فإن “عملية التوظيف هي لقاء إنساني. إنها ليست مجرد سيرة ذاتية ترسلها بنقرة واحدة وتنتهي في بنك سير ذاتية في قاعدة بيانات.‘‘
ويستشهد ببعض أسماء الشركات التي كان بإمكان الزوار لقاء أقسامها للتوظيف. ’’يمكن أن يلتقي الزوار بأخصائيي الموارد البشرية في ’بومباردييه‘ (Bombardier)، و’سي جي آي‘ (CGI)، و’ديلوات‘ (Deloitte) . الكلّ متواجد هنا ويمكن الدردشة معهم. هذه هي قوة الصالون.‘‘
وحسب قوله، سيمكّن الصالون من توفير أكثر من ألف منصب عمل لزائريه.
سيتمكّن ما بين 1200 و 1500 زائر من الخروج من الصالون بوظيفة خلال هذين اليومين.
نقلا عن إيريك بوتييه
ووفقًا لتقرير نشرته وزارة العمل في كيبيك في عام 2019، فإنّ التقديرات تشير إلى ’’شغور أكثر من 1,4 مليون وظيفة في مقاطعة كيبيك بين عامي 2017 و 2026.‘‘
وعلى المستوى الكندي، ارتفع عدد الوظائف الشاغرة بنسبة 3,2٪ في يونيو حزيران الماضي لتصل إلى أكثر من مليون وظيفة للشهر الثالث على التوالي، وفقًا لهيئة الإحصاء الكندية.
وقالت هذه الأخيرة حينها إن أرباب العمل الكنديين يبحثون عن 1.037.900 عامل. وبلغ هذا العدد 1.005.700 في مايو أيار.
وحسب إيريك بوتييه، يكمن الحلّ لنقص العمالة في الهجرة.
وأوضح أنّه ’’وفقًا لمسح داخلي شمل 280 عارضًا، قالت 84٪ من الشركات التي شاركت في الاستطلاع إنها ترغب في توظيف المزيد من الوافدين الجدد لسد النقص في العمالة.‘‘
وأكّد على أهمّية الوافدين الجدد لهذه الشركات. ’’المهاجرون يشكّلون ورقة رابحة.‘‘
وفي الانتخابات العامة الأخيرة في كيبيك التي نُظِّمت في بداية الشهر الجاري، تحوّلت مستويات الهجرة إلى رهان انتخابي. وتناحرت مختلف الأحزاب المتسابقة على عدد المهاجرين الذي يتعيّن على المقاطعة استقبالهم سنويّاً.
وفي مايو أيار الماضي، طالب مجلس أصحاب الأعمال في مقاطعة كيبيك (CPQ) باستقبال 100.000 مهاجر سنويًا.
ويمثّل هذا العدد ضعف العتبة السنوية الحالية التي حدّدتها حكومة كيبيك قبل الانتخابات. وحافظت عليه في برنامجها الانتخابي قبل إعادة انتخابها.
البحث عن عمل من مركز قوّة
يتعيّن على أصحاب العمل أن يُبدِعوا لاجتذاب الموظفين بسبب ندرتهم. ’’على صاحب العمل أن يُسوّق لنفسه ويقول لماذا يجب أن يعمل هذا المرشح عنده ‘‘، كما أوضح إيريك بوتييه.
ووفقا له، فقد ’’انقلب الواقع. يتم تقديم العديد من عروض العمل للمرشح في إطار صالون مثلنا وحتى عبر قنوات أخرى. ويمكن له الاختيار بناءً على ظروف العمل والتحديات وما إلى ذلك.‘‘
والقطاعات الأكثر احتياجًا للموظفين هي تكنولوجيا المعلومات والخدمات الصحية والاجتماعية وتجارة التجزئة.
وقد حضر المعرض أكثر من 30 تاجر تجزئة. وتمّ تصميم جناح البيع بالتجزئة مع مجلس تجارة التجزئة في كيبيك (CQCD).
وذكّر بعودة قطاع صناعة الطيران إلى الصالون، والذي لديه أيضًا الكثير من الاحتياجات. ’’جميع القطاعات في حاجة ماسّة إلى العمالة.‘‘
والتقى راديو كندا الدولي مع بعض زوار الصالون من بينهم أشرف عكرمي وهو من مدينة لونغوي في الضاحية الجنوبية لمونتريال.
’’أتيت إلى الصالون لأنني أبحث عن عمل. وكنت قد قدّمت بعض طلباتي للعمل عبر الإنترنت. لم أجد وظيفة بعد ، على الرغم من أنني تلقيت بعض الردود‘‘، كما قال هذا الحاصل على درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر من كندا.
وغيّر أشرف عكرمي مؤخّراً مجال عمله من الهندسة الكهربائية إلى علوم الكمبيوتر.
ويقول إنه يتفهم سبب عدم تمكنه من العثور على وظيفة في مجال تكنولوجيا المعلومات حتى الآن. ’’ليس لدي أي خبرة عمل في هذا المجال حتى الآن. عملت في الهندسة الكهربائية في كندا في السابق.‘‘
وهاجر أشرف عكرمي إلى كندا في عام 2013 آتيا من تونس ليلتحق بشقيقه الذي وصل قبله.
ومن جانبها، تقول مروة التي فضّلت عدم ذكر اسم عائلتها، إنها تبحث عن عمل في مجال تكنولوجيا المعلومات أيضاً. ’’هناك الكثير من العروض. لقد أودعت جميع سيري الذاتية التي أحضرتها معي وسأنتظر بعد ذلك.‘‘
تعيش مروى في مونتريال منذ أكثر من عشر سنوات بعد أن هاجرت من تونس. وصلت إلى كندا كطالبة دولية.
وقد عملت في السنوات الأخيرة في كندا في مجال علم المناعة. وبعد تغيير مهنتها، حصلت على شهادة في تكنولوجيا المعلومات.
وتقول إنها تأمل في الحصول على وظيفة. ’’الموظِّفون متفتّحون. والحديث معهم يمنح الأمل.‘‘