تتوقع الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) حدوث ظاهرة El Niño في غضون الأشهر القليلة المقبلة، مع وجود فرصة بنسبة 90 في المئة لاستمرارها في فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
ظاهرة El Niño هي ارتفاع غير عادي في درجة حرارة المحيط الهادئ يمكن أن يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة العالمية، ويمكن أن يؤثر أيضا على أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم.
وقال Jon Gottschalck، رئيس فرع التنبؤ التشغيلي للمناخ في مركز التنبؤات المناخية NOAA: “في الوقت الحالي، فإن معظم الملاحظات والتنبؤات النموذجية تقودنا إلى حدوث ظاهرة El Niño مع دخول أشهر الصيف أو منتصف الصيف”.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون El Niño المتوقعة معتدلة، أو يمكن أن تكون قوية مثل تلك التي حدثت في 1997-1998 و2015-2016، وكلاهما سجل بعضا من أعلى درجات الحرارة العالمية المسجلة على الإطلاق.
ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب زيادة ثاني أكسيد الكربون في غلافنا الجوي، فإن علماء مناخ وعلماء أرصاد جوية يستمرون في رصد ظاهرة El Niño المحتملة، خاصة أننا خرجنا من ظاهرة “La Niña الثلاثية”، التي هي في الأساس عكس ظاهرة El Niño – حيث تبرد المنطقة في المحيط الهادئ.
ويمكن لظاهرة El Niño القوية أو “الفائقة” أن ترفع درجات الحرارة العالمية أكثر من 1.2 درجة مئوية الحالية للاحترار.
ماذا يمكن أن نتوقع في كندا؟
عادة، تؤثر ظاهرة El Niño على كندا في الشتاء والربيع، مما يؤدي إلى درجات حرارة أكثر اعتدالا، لا سيما في شمال غرب وغرب ووسط كندا، في حين أنه لا يؤثر عادة على شرق كندا، إلا أنه يمكن أن يقلل من عدد الأعاصير.
وأصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) يوم الخميس توقعاتها للأعاصير وتوقعت فرصة بنسبة 40 في المئة بأن يكون موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي شبه طبيعي، وهو خبر سار بالنسبة إلى أتلانتك كندا، وقالوا في مؤتمر صحفي إن ظاهرة El Niño تمثل 33 في المئة إلى 38 في المئة من التغييرات المناخية في حوض المحيط الأطلسي، ومع ذلك، يمكن أن تؤثر عوامل أخرى، مثل الرياح الموسمية الأفريقية، على هذه التوقعات.
وخلال ظاهرة El Niño، تميل درجة الحرارة السنوية في كندا أيضا إلى أن تكون أكثر اعتدالا.
ففي الفترة من 2015 إلى 2016، التي أتت بظاهرة El Niño الفائقة، كان الشتاء (ديسمبر ويناير وفبراير) أكثر دفئا من 1 درجة مئوية إلى 5 درجات مئوية عن المعتاد في جميع المقاطعات والأقاليم، وعلى الأخص في يوكون، والبراري الوسطى وكيبيك.
وعلى الصعيد العالمي، كان عام 2016 هو الأكثر دفئا على الإطلاق.
وإذا استقرأنا البيانات، خلال العقود القليلة الماضية، سنرى أنه في أحداث ظاهرة El Niño القوية – مثل أحداث El Niño الفائقة – يمتد الدفء ونوع الجفاف إلى حد كبير ليصل إلى أونتاريو.
وسيشهد غرب ووسط كندا الممتدة إلى أونتاريو عموما شتاء جافا وشتاء معتدلا بشكل غير عادي يمتد عادة إلى فصل الربيع.
ومن المهم ملاحظة أن درجة الحرارة العالمية ترتفع بمساعدة El Niño أو بدونها.
والتحدي الأكبر للتنبؤ في كندا يتعلق بنوع ظاهرة El Niño.
فإذا كانت ظاهرة El Niño كلاسيكية وقوية مثل 2015-2016، فيمكن القول إنه من المؤكد إلى حد ما أننا سنواجه شتاء جافا ومعتدلا هنا في كندا، أما إذا انتهى بنا المطاف بواحد من هذه الأنواع من ظواهر El Niño التي تحدث في وسط المحيط الهادئ، أو ما يسميه اليابانيون El Niño Modoki، فإن التأثيرات في الطقس الكندي تكون أقل تأكيدا.