منذ بدء الحرب في غزة قبل عام تقريباً، دعت الحكومة الكندية بشكل دوري الكنديين الموجودين في لبنان إلى مغادرة البلاد طالما تكون الخيارات التجارية متاحة.
وهذا ما تحاول القيام به عائلة غلاييني اللبنانية، لكن الأمر ليس سهلا.
وتتكون هذه العائلة من الأب والأم وثلاثة أطفال مولودين في كندا تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات.
وبما أنّ الأبناء يحملون الجنسية الكندية توقّع الأب والأم اللذان لا يحملان الجنسية الكندية أنّهما سيحصلان على تأشيرة للسفر إلى كندا بسرعة.
وتمّ رفض طلبهم للتأشيرة العام الماضي. واتصلت العائلة بالسفارة الكندية في لبنان بعد تلقيها بريداً الكترونيا ’’يشجع الكنديين في لبنان على حجز رحلة لمغادرة البلاد الآن، بينما تظل بعض الخيارات التجارية متاحة.‘‘
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، قال محمّد غلاييني إنّ السفارة الكندية في بيروت توقّفت عن التواصل معهم منذ 25 سبتمبر/أيلول.
اخترت أن يولد أولادي في بكندا لأنني كنت أتوقّع أن تحدث مثل هذه الأمور [الحرب]. كندا دولة قوية ودولة محترمة وحكومتها تساعد مواطنيها. نحن نطلب فقط تأشيرة لإخراج أبنائنا الكنديين. لكنّني تفاجأت بما يحدث لي حاليا.نقلا عن محمد غلاييني
وأوضح أنّ الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة ولا يدري إذا سيمكن العودة إلى المدرسة في هذه الظروف.
وتقيم العائلة في حي لا يبعد كثيراّ عن حي الباشورة في بيروت والذي تمّ قصفه أوّل أمس من طرف الطائرات الاسرائيلية.
وقال محمد غلاييني إنّه في كلّ مرّة أقام فيها في كندا لم يطلب أيّ معونة ولم يستفد من أي إعانات حكومية. ’’كنّا نتكفّل بنفقاتنا من حيث السكن والرعاية الصحية.‘‘
وتجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الهجرة الكندية أرسلت موظفين إضافيين إلى لبنان ما قد يسرّع في دراسة ملفات التأشيرات العالقة.
الخيارات المتاحة أمام الكنديين اللبنانيين لمغادرة لبنان
وأتاحت الحكومة الكندية العديد من الخيارات للبنانيين وأكثرها انتشاراً هو حجز تذكرة على متن طائرة الجوية اللبنانية (MEA)، الشركة الوحيدة التي لا تزال تعمل من مطار بيروت.
ويمكنها نقلهم إلى أحد مطارات الدول المجاورة مثل اسطنبول في تركيا أو لارنكا في قبرص.
ويجب عليهم تقديم جواز سفرهم الكندي أو بطاقة الإقامة الدائمة ودفع تذكرة ذهاب فقط بقيمة 330 دولارًا أمريكياً.
وقبل أقل من أسبوع، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إن ما يقرب من 45.000 ألف كندي موجودون في لبنان.
ويقول ماريو غفَري، مستشار الهجرة مقيم في أواتوا، إنّه بإمكان اللبنانيين الخروج عبر منافذ أخرى.
الحكومة الكندية تسهل المغادرة برحلات على التشارتر ولكن من يريد الخروج يمكنه ذلك بالبر عبر الطرق بين لبنان وسوريا والأردن.نقلا عن ماريو غفَري، مستشار في الهجرة
ووفقاً له، هناك حافلات للنقل بين الأردن وسوريا رغم القصف الاسرائيلي على هذا البلد. ويصل معدّل ثمن التذكرة بالباص بين بيروت وعمان إلى 120 دولاراً أميركياً.
وأضاف أنّ هناك أيضا من يختار الذهاب إلى تركيا وهناك من يتنقل عبر البحر إلى قبرص
وحسب وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، استفاد 200 شخص من المقاعد المتاحة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكان 200 آخرون على متن رحلة جوية إلى إسطنبول يوم الثلاثاء الماضي.
وطلب ما يقرب من 4.000 شخص المساعدة من وزارة الشؤون العالمي الكندية وتلقى 1700 مكالمة هاتفية لإجراء الحجز.
العمل في كندا
وفي حالة تمكن عائلة غلاييني من القدوم إلى كندا، فهل سيتمكن الأب من العمل لتوفير احتياجات عائلته ؟
هذا ما ’’يتمناه‘‘ مستشار الهجرة ماريو غفَري. وتقتصر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الكندية في تعليق طرد اللبنانيين الذين صدر في حقّهم قرار إبعاد.
وقد أشارت أمس قناة سي بي سي (القسم الانكليزي لهيئة الإذاعة الكندية) إلى أنه يتم النظر من طرف الحكومة الكندية في تمديد إقامة حاملي جوازات السفر اللبنانية.
أمنيتي أن تعطي الحكومة الكندية لأيّ أب جاء إلى كندا مع أبنائه الكنديين هروبا من الحرب تصريح عمل مفتوح حت يعيل عائلته.نقلا عن ماريو غفَري
’’تصريح عمل على الأقل حتى تهدأ الأمور في لبنان‘‘، كما أضاف.
هل الجميع يريد الرحيل؟
رغم تحذيرات وزارة الخارجية الكندية بعدم السفر إلى لبنان في هذه الظروف إلّا أنّ عائلة أماند أبي راشد قرّرت العودة للعيش في لبنان في بداية شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وأماندا أبي راشد هي مؤثّرة على موقه انستغرام تعنى بشؤون الأم وتربية الأطفال. وسبق لها وأن شاركت في برنامج الرقص مع النجوم في لبنان.
وتقيم حاليا في بلدة مزرعة يشوع التي تبعد بحوالي 17 كم عن بيروت ولم تتعرّض للقصف الإسرائيلي.
وقالت أماندا أبي راشد إنّها اضطرت في حرب 2006 إلى اللجوء مع أهلها إلى محافظة جبل لبنان.
ر
إذا شعرت يوماً ما أن أطفالي يشعرون بعدم الأمان أو يسمعون أصوات [القصف]، ففي تلك اللحظة أقرر المغادرة. لكننا لا نسمع أي شيء هنا. نخاف عندما نشاهد الأخبار، لكن الأطفال لا يشعرون بأي شيء.راديو كندا