على الرغم من الجهود التي تبذلها كندا لإبطاء تدفق طالبي اللجوء عبر حدودها، ارتفعت طلبات اللجوء في البلاد.
كما تضاعف عدد طالبي اللجوء الذين يحاولون الدخول عبر مطار مونتريال الدولي خمسة مرات منذ عام 2019.
وكشفت البيانات الصادرة عن سلطة الحدود الكندية أن الأسابيع القليلة الماضية كانت مزدحمة بشكل خاص.
وفي الفترة من 1 إلى 18 سبتمبر، عالج عملاء الحدود في مطار مونتريال بيير إليوت ترودو الدولي (YUL) طلبات 2053 طالب لجوء، بمتوسط 114 يوميا.
وهذا ارتفاع كبير مقارنة بسبتمبر 2022 عندما سُجل 1450 طالب لجوء، و397 طالب لجوء في سبتمبر 2019.
بدورهم، يقول الخبراء إن جزءا من المشكلة يمكن أن يتلخص في التغييرات في اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة بين كندا والولايات المتحدة.
ويتطلب الاتفاق الذي وقع منذ ما يقرب من 20 عاما من طالبي اللجوء التقدم بطلب للحصول على وضع اللاجئ في أول بلد يصلون إليه، وصُممت الاتفاقية لإدارة تدفق طالبي اللجوء في أمريكا الشمالية، على أساس الاعتقاد بأن كندا والولايات المتحدة آمنين للاجئين.
وفي مارس، أغلقت السلطات الثغرة القائمة منذ فترة طويلة في الاتفاقية التي سمحت لطالبي اللجوء بالمرور بحرية بين كندا والولايات المتحدة عند المعابر الحدودية غير الرسمية، مثل طريق روكسهام في كيبيك.
وتنطبق اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة الآن على طول حدود الدولة، سواء في موانئ الدخول الرسمية أم لا.
وأصبح مركز اللاجئين في مونتريال أكثر ازدحاما من أي وقت مضى، وفقا للمدير عبد الله داود.
وقالت محامية الهجرة، ستيفاني فالوا، إن الحشود في مطار مونتريال ترجع إلى التغييرات الجديدة في الاتفاقية.
من جهتها، قالت وكالة خدمات الحدود الكندية (CBSA) لسي تي في إنها “شهدت زيادة في عدد طلبات اللجوء في الأسابيع الأخيرة”، معظمها من المكسيك والهند وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد بلغ عدد النازحين قسرا في عام 2022 ما يقدر بنحو 10 ملايين شخص بسبب الاضطهاد والصراع والعنف.
كما يتفق الخبراء على أن الطلب العالمي على اللجوء من المحتمل أن يكون عاملا رئيسيا في زيادة طالبي اللجوء القادمين عبر مطار مونتريال.
وقال داود لسي تي في: “لم يسبق لنا أن شهدنا هذا العدد من النازحين”.
وفي بيان لها، كتبت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية أن عدد “الوافدين غير النظاميين” إلى كندا، أي عند معابر مثل روكسهام، “انخفض بشكل كبير منذ تطبيق اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة على طول حدود الدولة في مارس 2023”.
لكن مطار مونتريال غير مجهز للتعامل مع هذا الواقع، بحسب الإدارة.
حيث قال إريك فورست، المتحدث باسم مطارات مونتريال: “إن مطار مونتريال ليس مناسبا لاستقبال وإدارة عدد كبير من طالبي اللجوء يوميا ولا ينبغي أن يكون ذلك ضمن صلاحياته”.
ويتفق كل من داود وفالوا على أن كندا يجب أن تستثمر المزيد في البنية التحتية لحدودها، بدلا من التركيز على ردع طالبي اللجوء.
المصدر: مهاجر