افتُتِح الخميس الماضي معرض الفنانة والمصوّرة الفوتوغرافية نادين تراك في نادي أتواتر (Club Atwater) في مونتريال.
’’عندما يلتقي الفنّ بالنور‘‘ (When art meets light) هو العنوان الذي اختارته الفنانة لهذا المعرض الذي يجمع أعمالها التي أنجزتها أثناء أزمة جائحة كوفيد-19.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي خلال افتتاح معرضها، أوضحت الفنانة ذات الأصل اللبناني أن جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية في بلدها الأصلي دفعتها إلى عزل نفسها من أجل الإبداع.
وتقول إن الفنان يحاول أيضًا مساعدة أهله والقيام بشيء ما، لكن الإغلاق يحوّله إلى ’’مجرّد متفرّج‘‘ على ضيق الناس دون أن يكون قادراً على فعل أي شيء.
عندما يعزل الفنان نفسه وهو لا يتحكّم في ما يحدث في العالم، فإنه يلجأ إلى الفن.
نقلا عن نادين تراك
وهذا هو أول معرض لها بعد الجائحة.
وتقول نادين تراك إنها وجدت نفسها في منزلها خلال كلّ هذا الوقت ’’تواجه صالات العرض الكبيرة التي لديها ميزانيات تسويقية ضخمة‘‘، فلم تتمكّن من عرض إبداعاتها.
وتقول إنها تفضل الاتصال المباشر بالناس والمشاركة في الأحداث حضوريّاً على البيع على الإنترنت.
وتعترف بأنها لم تكن قادرة على اقتحام المجال الرقمي على الرغم من أنها متمكّنة منه عندما يتعلّق الأمر بتعديل الصور التي تلتقطها عدسة كاميرتها.
وأوضحت أنها ’’انتظرت وأنتجت خلال هذين العامين‘‘. وأضفى ذلك إلى ولادة معرضها ’’عندما يلتقي الفن بالنور.‘‘
وتقوم نادين تراك بتحويل صورها من خلال إضفاء الضوء عليها وفقاً لإلهامها.
’’عندما تنظر إلى مشهد ما، فإنّ العين ستنظر إلى الأضواء التي تبهرها. لكنّك عندما تنظر إلى الصورة المسطَّحة سيصيبك إحباط لأنّ النور لن يُبهر عينيْك. لذا، أحاول إعادة خلق ما نشعر به وما تراه أعيننا على أنه تباين‘‘، كما تقول.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المعرض يحتوي أيضاً على إبداعات أنتجتها الفنانة سابقاً.
وعن اختيار مواضيع أعمالها، تقول نادين تراك إنّ “المواضيع تفرض نفسها بنفسها. عندما أفتح جهاز الكمبيوتر الخاص بي أو آخذ كاميرتي، لا أعرف إلى أين أنا متوجّهة. كأنني أخوض مغامرة.‘‘
وتعتقد أن هناك نوعين من الفنانين. هناك من لديه رؤية في ذهنه ويحاول محاكاة ما يدور فيه حرفيّاً.
وهناك من يبدأ عمله دون معرفة مسبقة إلى أين سيصل، تمامًا مثل الرسام الذي يرمي الطلاء ويرى ما يصدر منه، ثمّ يقول ’’ هذا ما كنت أبحث عنه.‘‘
أتْبع حدسي ومشاعري وأبدأ المغامرة. أدخل نفقاً وأرى كيف سيكون. بعد ذلك، أحتفظ بالعمل أو أرميه بعيداً أو أضعه جانباً وأعود إليه لاحقاً.
نقلا عن نادين تراك
وتعرّف هذه الأخيرة نفسها على أنها رسامة صور. ’’ ألتقط صوري وأرسم عليها. أعالجها لتبدو مثل اللوحات حتى يتساءل المرء ما إذا كانت صورة أم لوحة‘‘، كما تقول.
وتضيف أنّ الضوء والانعكاسات والتباينات ’’تسمح بإظهار المشاعر.‘‘
ويمكن لمن يقتني بعض لوحاتها التحكّم في ألوانها وضوْئها عبر تطبيق يتمّ تحميله على هاتف ذكي. ’’أعطيهم اللوحة القاعدية ويخلقون الأجواء التي يريدونها من خلال التطبيق ‘‘، كما تقول.
وأنجزت اللوحات الأخرى على المعدن. ’’في هذه الحالة يعكس المعدن الضوء‘‘، كما أضافت.
عبر لوحة ’’المحادثة‘‘ (The conversation)، تهتمّ نادين تراك بالذكاء الاصطناعي.
وتتمثّل في صورة سلبية للصحراء ’’نقيض التكنولوجيا‘‘. ونلاحظ دمعة صغيرة على خدّ الروبوت وهو ينظر إلى ما يحدث بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتقول نادين تراك إنّ ’’الروبوت هو من يذرف الدموع، لأننا لم نعد نفهم. لم نعد نعرف ماذا نفعل. لقد طوّر الروبوت مشاعره.‘‘
لوحة ’’مونتريال تذهب إلى مؤسسة القنب الكيبيكية’’ (Montréal va à la SQDC) هي صورة لوسط مدينة مونتريال.
وقالت المصوِّرة : ’’أنا أعيش في حيّ غريفينتاون في مونتريال وعندما أصعد إلى سقف منزلي لأدخن الحشيش وأنظر إلى مونتريال، أرى هذه الألوان. كنت أرغب في إعادة خلق نفس الرؤية التي كانت لديّ أثناء العزل في أوج أزمة كوفيد-19.‘‘
مع لوحة ’’هوكي بالبوا‘‘ (Hockey Balboa)، أرادت نادين تراك إظهار القوة من خلال المعدن. وذكرت أنّها تهديها لابنها الذي يمارس هذه الرياضة.
وليست هذه اللوحة الوحيدة المتعلقة بالهوكي حيث يبدأ المعرض عند مدخل نادي أتواتر بلوحة لاعب هوكي.
وتوضح المصوّرة الفوتوغرافية أنها ’’تنوي تصوير جميع لاعبي الهوكي الكنديين المعروفين.‘‘ وستستعمل تقنية الكروم السائل.
ومن بين جميع اللوحات المعروضة، تقول إن اللوحة المفضلة لديها هي لوحة ’’الحب‘‘ (Amour) (نافذة جديدة). ’’هذه اللوحة تُظهر أنه حتى لو كُسرتَ من الداخل، فسيظل الضوء يدخل من خلال الشقوق ليخلق شيئاً جميلاً.‘