في أيلول (سبتمبر) 2021 وصلت جيسيكا كالين إلى دبيْ في رحلة تستغرق ستة أيام، لكنّ حقيبة أمتعتها لم تصل إلى هناك إلا بعد يوميْن.
عرضت شركة الخطوط الجوية الكندية (Air Canada) تعويضاً بقيمة 500 دولار على كالين، لكنّ هذه الأخيرة لم ترضَ بهذا المبلغ ورفعت دعوى أمام محكمة القرار المدني (CRT) في مقاطعة بريتيش كولومبيا التي تقيم فيها مطالبة بمزيد من المال لتغطية نفقاتها الناجمة عن التأخير في وصول حقيبتها إلى دبيْ.
والأسبوع الماضي حكمت المحكمة لصالح كالين.
يُعدّ التأخير في وصول الأمتعة من بين الأمور التي تُشعر المسافرين بالإحباط في المطارات في جميع أنحاء كندا حيث تقوم شركات الطيران بتوسيع نطاق عملياتها لتلبية الطلب المرتفع على السفر بعد رفع الكثير من القيود المتصلة بجائحة كوفيد-19.
وفي الدعوى التي قدّمتها للمحكمة، جادلت كالين بأنها تستحق 2120,67 دولاراً مقابل جميع الأغراض التي ادّعت أنها اضطرت لشرائها في دبيْ بينما كانت تنتظر أمتعتها.
ونظراً لأنّ شركة الخطوط الجوية الكندية كانت قد دفعت لها تعويضاً بقيمة 500 دولار، طلبت كالين الفرق بين المبلغيْن، أي 1620,67 دولاراً.
وكانت كالين، عندما علمت أنّ أمتعتها قد تأخرت، قد اشترت أغراضاً بأكثر من 2000 دولار، بما في ذلك أربعة أزواج من الأحذية وستة ملابس سفلية وخمسة ملابس علوية وبدلة سباحة وحمّالتا صدر وزوجان من الملابس الداخلية وحزمة من الجوارب وأدوات نظافة، وفقاً لحكم المحكمة المكتوب.
قالت كالين للمحكمة إنها كانت بحاجة إلى هذه الملابس لأنّ رحلتها تضمنت مؤتمر عمل وعشاء عمل في مطعمٍ راقٍ وتدريباتٍ في صالة ألعاب رياضية.
من جهتها جادلت شركة الخطوط الجوية الكندية بأنّ هذه النفقات كانت مفرطة، وهذا ما وافقت عليه عضوة المحكمة شيلي لوبيز إلى حدّ ما.
’’أجد أنه من المعقول أن تكون السيدة كالين قد اشترت بعض الملابس والأحذية المختلفة نظراً إلى الأنشطة التي كانت، دون شك، قد جدولتها‘‘، كتبت لوبيز.
لكن ’’حتى مع الأنشطة المختلفة، أجد أنّ السيدة كالين لم تشرح بشكلٍ كافٍ لماذا احتاجت إلى أربعة أزواج من الأحذية (بالإضافة إلى ما ارتدته على متن الطائرة) وستة ملابس سفلية وخمسة ملابس علوية، حتى لو اضطرت إلى تغيير ملابسها خلال يوم واحد‘‘، أضافت لوبيز.
وفي المحصلة وجدت لوبيز أنّ الخطوط الجوية الكندية مدينة لكالين بتعويض إضافي، فأمرت كبرى شركات الطيران الكندية بدفع 700 دولار لكالين علاوة على الـ500 دولار التي كانت قد دفعتها لها.
للركاب الحقّ بتعويض
ورحّب غابور لوكاكس، وهو خبير في مجال حقوق المسافرين الجويين، بقرار المحكمة.
’’يُظهر (القرار) أنّ الركاب الذي يتوجهون إلى محكمة القرار المدني سيحصلون على العدالة‘‘، قال لوكاكس، مضيفاً أنّ المسافرين، وبكل بساطة، لا يحتاجون إلى قبول مجرّد أيّ مبلغ تقدمه شركة الطيران في البداية وتعتبره معقولاً.
يُشار إلى أنه، في كندا، إذا تأخرت الأمتعة يمكن للمسافر الجوي أن يطالب بتعويض يصل إلى حوالي 2200 دولار.
لكنّ المفتاح، حسب لوكاكس، هو أن يوضح المسافر أنّ مشترياته الناجمة عن التأخير في استلامه أمتعته كانت مبرَّرة.
هذا القرار يشير للمسافر أنه عندما تتأخر أمتعتك فهذا ليس سبباً للذهاب في فورة تسوق
نقلا عن غابور لوكاكس، خبير في حقوق المسافرين الجويين
إذا تمكن المسافر من أن يثبت لمحكمة القرار المدني أنّ جميع الأغراض المشتراة كانت ضرورية، فمن المعقول تماماً توقُّع الحد الأقصى للتعويض، حسب لوكاكس.
وبالتالي يشجّع لوكاكس المسافرين الجويين الذين يفقدون أمتعتهم على الاحتفاظ بكافة إيصالاتهم وكذلك بالوثائق المتعلقة بكيفية استخدام الأغراض التي اشتروها.
(نقلاً عن تقرير لجويل بالارد على موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)