لا تزال الجاليات التركية والسورية في المدن والمناطق الكندية تحت وقع الصدمة بعد الزلزال البالغة قوته 7,8 درجات على مقياس ريختر والذي أودى، في حصيلة غير نهائية، بحياة أكثر من 3.700 شخص فجر اليوم في تركيا وسوريا.
في السفارة التركية في أوتاوا لا يهدأ الهاتف: إنها موجة تضامن.
’’نشعر بحزن عميق‘‘، يقول السفير التركي في كندا، كريم أوراس، تعليقاً على الفاجعة التي حلت ببلاده، ’’نفكر بالذين فقدوا حياتهم وبالجرحى‘‘.
’’الجالية التركية في كندا حساسة جداً لما يحدث في الوقت الحالي‘‘ يؤكد أوراس، مضيفاً أنّ السفارة التركية تتلقى عشرات المكالمات منذ صباح اليوم.
هناك طلب قوي من مواطنينا الراغبين في دعم الأعمال التي تقوم بها المحافظات المتضررة من الزلزال.
نقلا عن كريم أوراس، سفير تركيا لدى كندا
’’الأشخاص الذين يرغبون في التبرع سيكونون قادرين على القيام بذلك‘‘، يقول السفير التركي الذي يقدّر عدد الأتراك المقيمين في كندا بـ70 ألف نسمة.
ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع الذي يتضمن طلب مساعدة دولية، يضيف السفير التركي.
’’ما نحتاج إليه هو فرق إنقاذ وفرق طبية‘‘، يوضح السفير التركي، مضيفاً أنّ درجات الحرارة المتدينة تشكل تهديداً آخر للمنكوبين.
يُشار في هذا الصدد إلى أنّ الأمطار والثلوج والبرد تعقّد عمليات الإنقاذ الجارية حالياً لإخراج الأحياء المحاصرين تحت الأنقاض.
من جهتها حاولت رئيسة ’’الجمعية الثقافية السورية‘‘ في جامعة أوتاوا، جُويل مقدسي، الاتصال بأسرتها ما أن سمعت بحدوث الزلزال. ’’لكن ما حدث هو أنه في الوقت نفسه كانت هناك عاصفة ثلجية كبيرة‘‘، تقول مقدسي، ’’فكان من الصعب جداً التواصل معهم‘‘.
وتضيف أنّ الجميع بخير حتى الآن، لكنهم خافوا كثيراً. ’’اعتقدت عائلتي أنها نهاية العالم‘‘.
وفي بلد دمرته حرب أهلية مستمرة منذ 12 عاماً، أصبح كلّ شيء هشاً، تلفت مقدسي.
ومن جهته يَذكر فاطر يوسف، وهو مُنتِج زراعي كندي من أصل سوري، المخاوف نفسها، ويشير إلى أنّ الأحوال الجوية في سوريا ’’مروّعة‘‘. ’’كلّ شيء يتأخر، حتى عمليات الإنقاذ‘‘.
وعندما سمع يوسف خبر الزلزال، في وقت متأخر من ليل الأحد، سارع إلى الاتصال بأسرته التي لا تزال تقيم في سوريا.
’’كنتُ خائفاً حتى الموت، أمضيتُ الليل بأكمله أتابع ما حدث‘‘، يقول يوسف، مبدياً حزنه لرؤية مأساة أُخرى تضرب وطنه الأم الذي ’’يفتقر إلى كلّ شيء‘‘.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)