يستفيد رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو من الرؤية التي توفرها قمة مجموعة الدول العشرين التي تنعقد يوميْ غد وبعد غد في جزيرة بالي الإندونيسية لتعزيز المساعدة الكندية لأوكرانيا.
فقد أعلنت أوتاوا عن مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد القوات الروسية التي لا تزال تحتل مساحات واسعة من أراضيها.
وتُضاف هذه المساعدة إلى مساعدة سابقة بقيمة 500 مليون دولار منصوص عليها في ميزانية السنة المالية 2022-2023.
ومنذ بداية الغزو العسكري الروسي الأخير لأوكرانيا، في 24 شباط (فبراير) الفائت، قدّمت كندا للقوات المسلحة الأوكرانية مركبات مدرعة جديدة ومدفعية وذخائر وكاميرات عالية التقنية لتجهيز طائرات بدون طيار وبزات عسكرية شتوية.
وانتهزت حكومة ترودو الفرصة لإضافة 23 مسؤولاً روسياً إلى قائمة العقوبات الكندية. ومن بين المسؤولين المضافين ضباط شرطة ومحققون ومدعون عامون وقضاة ومديرو سجون شاركوا في ’’انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد معارضين روس‘‘.
وبالإضافة إلى تعزيز مساعداتها إلى أوكرانيا، تبذل حكومة ترودو قصارى جهودها لعزل روسيا في قمة مجموعة العشرين.
’’إنها حربٌ تُحدث دماراً فظيعاً ولها تداعيات في كلّ مكان. لقد أوجد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أزمة طاقة وانعداماً للأمن الغذائي وتضخماً في جميع أنحاء العالم‘‘، قال رئيس الحكومة الكندية أمس في ختام قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (’’آسيان‘‘ ASEAN) في العاصمة الكمبودية بنوم بنه.
وفي بالي يعتزم ترودو ووزيرة خارجيته ميلاني جولي تجاهل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
’’بصورة عامة، ليس لديّ اهتمام خاص بالتحدث مباشرة إلى لافروف‘‘، قال ترودو أمس.
’’هدفنا هو عزل روسيا اقتصادياً وسياسياًَ ودبلوماسياً‘‘، قالت الوزيرة جولي يوم السبت عند وصولها إلى آسيا.
وتضع الأزمة الأوكرانية كتلتيْن في مجموعة العشرين في مواجهة بعضهما البعض: دول غربية مثل كندا والولايات المتحدة ودولٌ أُخرى لم تدِن الغزو الروسي لأوكرانيا، مثل الصين والهند.
ما السبيل للوصول إلى بيان نهائي عندما يكون الانقسام كبيراً إلى هذا الحدّ في مؤتمر القمة؟ من وراء الكواليس، سيحاول الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الذي يستضيف القمة، تليين المواقف وإيجاد أرضية مشتركة. وستكون مهمته صعبة.
’’من الصعب توقُّع إنجازات كبيرة‘‘، يعتقد بونوا هاردي شارتران، وهو بروفيسور مساعد في العلوم السياسية في الحرم الجامعي الياباني التابع لجامعة ’’تمبل‘‘ (Temple University) الأميركية.
إذا كانت دول عديدة ترغب في الاتفاق على حلول بشأن الاضطرابات في سلاسل التوريد، فإنّ الاتفاق سيكون أكثر صعوبة بشأن القضايا ذات الطبيعة السياسية بسبب موقف كلّ من الصين وروسيا، يعتقد البروفيسور الكندي.
’’ستكون الدول في تعارض حول القضايا الأيديولوجية والاستراتيجية‘‘، يتوقع البروفيسور هاردي شارتران.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)