’’سنقدّم لأوكرانيا ما هو ضروري لها كي تتمكن من الانتصار على روسيا‘‘، قال رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو اليوم رداً على سؤال عمّا إذا كانت كندا مستعدة لإرسال دبابات قتال رئيسية إلى أوكرانيا.
وطُرح السؤال على ترودو فيما كان يعقد مؤتمراً صحفياً في ساسكاتون في غرب كندا لدعم قطاع المعادن النادرة وبعد أن نشرت صحيفة ’’ذي غلوب أند ميل‘‘ الكندية الواسعة الانتشار مقالاً صباح اليوم جاء فيه أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يحثّ كندا على تزويد بلاده ببعضٍ من دباباتها الـ82 من طراز ’’ليوبارد 2‘‘.
وأكّد ترودو أنّ حكومته تعتزم ’’النظر في كافة الطلبات‘‘ المقدَّمة من أوكرانيا، لكنه ذكّر أيضاً بأنّ هناك ’’خطوات يجب اتّباعها‘‘.
وفي الواقع هناك عقبة كبيرة يمكن أن تمنع كندا من إرسال دبابات ’’ليوبارد 2‘‘ إلى أوكرانيا.
فألمانيا، الدولة المصنّعة للـ’’ليوبارد 2‘‘، لا تسمح للدول التي اشترت منها هذه الدبابات الثقيلة بأن تصدّرها بدورها إلى دولة ثالثة.
وسبق للمستشار الألماني (رئيس الحكومة) أولاف شولتز أن قال في هذا الصدد إنه يخشى تصعيد الصراع في أوكرانيا.
لكن ليس مستحيلاً أن تغيّر ألمانيا موقفها في الأيام المقبلة بضغط من حلفائها الغربيين.
وصباح اليوم حثّ رئيس الحكومة البولندية، ماتيوز موراوسكي، خلال زيارته ألمانيا سلطات برلين على تزويد أوكرانيا بكل ما تحتاج إليه من أسلحة، بما فيها دبابات قتال رئيسية.
وفي وقت لاحق اليوم ارتفعت أصواتٌ أُخرى داعمة لهذا التوجه، فقال وزير الدفاع الفنلندي ميكو سافولا إنّ بلاده تنتظر موافقة ألمانيا في هذا المجال.
وفي لندن زاد وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، من الضغط على برلين.
’’كلّ الأمر يعتمد حالياً على قرارات الحكومة الألمانية، ليس فقط بشأن ما إذا كان الألمان سيقدّمون (دبابات) ’ليوبارد 2‘ خاصة بهم، لكن ما إذا كانوا سيُعطون الإذن للآخرين أم لا. وأدعو زملائي الألمان إلى القيام بذلك‘‘، قال والاس.
وكانت المملكة المتحدة قد وعدت يوم السبت بإرسال 14 دبابة قتال رئيسية من طراز ’’تشالنجر 2‘‘ إلى أوكرانيا ’’في الأسابيع المقبلة‘‘، لتصبح بذلك أول دولة غربية تعلن عن إرسال دبابات ثقيلة غربية الصنع إلى أوكرانيا.
وإذا كان رئيس الحكومة الكندية قد أظهر انفتاحاً اليوم في موضوع إرسال دبابات ’’ليوبارد 2‘‘ إلى أوكرانيا، إلّا أنه، خلافاً لنظيره البولندي ووزيريْ الدفاع الفنلندي والبريطاني، لم يدعُ المستشار الألماني إلى تغيير سياسته فيما يتعلق بهذه المعدات العسكرية.
وكان ترودو قد أعلن الأسبوع الماضي أنّ كندا ستشتري من الولايات المتحدة نظام دفاع جوي صاروخي متقدّم من طراز ’’ناسامس‘‘ (NASAMS) لتقدّمه إلى أوكرانيا.
ويُضاف نظام الدفاع الجوي هذا إلى 39 مركبة مدرعة جديدة ومدافع هاوتزر وكاميرات عالية التقنية لتجهيز طائرات بدون طيار وذخائر وبزات عسكرية شتوية قدمتها كندا حتى الآن لأوكرانيا لصد الغزو العسكري الروسي المتواصل منذ 24 شباط (فبراير) 2022 لأراضيها.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)