لسنوات كان الخبراء يحذرون من موجة تقاعد تلوح في الافق مع تقدم المواليد أولئك الذين ولدوا بين عامي 1946 و 1964 وأكبر جيل في كندا من حيث الحجم في السن حيث بدأوا في الخروج من القوى العاملة بشكل جماعي.
كما يتجه معدل نمو القوى العاملة في كندا الى الانخفاض منذ عام 2000 ولكن هذا الاتجاه قد اشتد في السنوات الاخيرة حيث كانت هذه الموجة الرمادية تلوح في الافق منذ فترة.
ووفقا لاحصاءات كندا بين عامي 2016 و 2021 دخل أكثر من 1.4 مليون كندي في صفوف أولئك الذين تبلغ أعمارهم 55 عاما أو أكبر، ففي العام الماضي وحده كان واحد من كل خمسة كنديين في سن العمل تتراوح اعمارهم بين 55 و 64 عاما وهو رقم قياسي في تاريخ التعداد الكندي.
كذلك تشكو الشركات من جميع الاحجام وفي كل صناعة وفي كل مقاطعة من نقص العمالة اعتبارا من الربع الثاني من عام 2022 اذ كان هناك اكثر من مليون وظيفة شاغرة في كندا وهو أعلى رقم فصلي مسجل هذه ليست مصادفة بينما تسبب جائحة كوفيد-19 في اضطراب اسواق العمل، فقد تحمل الكثير من اللوم عن النقص المستمر في العمالة. لكن معدل المشاركة في القوى العاملة في كندا حاليا أقل بقليل من حيث كان سابقا للوباء.
في الواقع عاد الكنديون من الشباب ومتوسطي العمر الى القوى العاملة بمستويات قريبة او اعلى بكثير من تلك التي لوحظت في عام 2019، كما اشار تقرير Soctiabank.
ايضا قال نفس التقرير ان الانخفاض في المشاركة الاجمالية للقوى العاملة الموجودة بالفعل يرجع بالكامل الى خروج الكنديين الذي تبلغ اعمارهم 60 عاما او اكثر منها.
وهذا يعني ان الجذر الحقيقي للمشكلة الحالية هو شيخوخة السكان في كندا ولها اثار واسعة على اقتصاد البلاد في نفس الصدد، قال رافائيل جوميز مدير مركز العلاقات الصناعية والموارد البشرية بجامعة تورونتو، ان حتى الزيادة الكبيرة في الهجرة لن تكون كافية لوقف المد القادم.
سيبلغ جيل طفرة المواليد الاخير في كندا 65 عاما في 2030 وبمجرد خروج هذه المجموعة من القوى العاملة تماما فإن السكان في سن العمل الذي يتراوح بين 15 و 64 عاما سيشكلون نسبة أصغر من اجمالي سكان كندا.
المصدر: عرب كندا نيوز