يقدّم قادة الأحزاب الخمسة الرئيسية في كيبيك وجهات نظر متباينة حول عدد المهاجرين الذين يتعيّن على المقاطعة أن تستقبلهم كل سنة فيما تواجه، أسوةً بسائر المقاطعات الكندية، نقصاً في اليد العاملة.
زعيم الحزب الكيبيكي (PQ) بول سان بيار بلاموندون اقترح خفض عدد المهاجرين الجدد الذين تستقبلهم كيبيك إلى 35.000 سنوياً من أجل حماية اللغة الفرنسية وثقافة المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.
وتأتي خطته في الوقت الذي تحث فيه مجموعات الأعمال في المقاطعة كافة الأحزاب السياسية على قبول المزيد من القادمين الجدد من أجل ملء أكثر من 200.000 وظيفة شاغرة في جميع أنحاء المقاطعة حسب قول هذه المجموعات.
لكنّ سان بيار بلاموندون، الذي يدعو حزبُه لاستقلال كيبيك عن كندا، يرفض الفكرة القائلة بأنّ استقبال المزيد من المهاجرين سيساعد في تخفيف أزمة العمالة، إذ يشير إلى أنّ القادمين الجدد هم أيضاً مستهلكو سلع وخدمات تتطلب بدورها المزيد من العمال.
زعيمة الحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ)، دومينيك أنغلاد، قالت إنّ من الواضح أنّ سان بيار بلاموندون ’’منفصل‘‘ عن الواقع الميداني ولا يستمع لأصحاب الأعمال الذين يكافحون للعثور على عمال.
واقترحت أنغلاد، المنحدرة من أصول هايتية، هدفاً أولياً للهجرة بمستوى 70.000 قادم جديد سنوياً إذا وصل حزبها إلى السلطة في انتخابات 3 تشرين الأول (أكتوبر)، على أن تقوم حكومة ليبرالية برئاستها بالتنسيق لاحقاً مع كلّ منطقة في كيبيك على حدة لتحديد احتياجاتها الحقيقية من المهاجرين.
وشكّل الحزب الليبرالي الكيبيكي المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) الخارجة التي انتُخِبت في تشرين الأول (أكتوبر) 2018، بعد أن كان في السلطة في كيبيك بقيادة فيليب كويار (2014 – 2018) وقبل ذلك بقيادة جان شاريه (2003 – 2012).
أمّا فرانسوا لوغو، زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ)، رئيس الحكومة الخارجة، فقال في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد إنه يعتقد أنّ المقاطعة يمكن أن تدمج حوالي 50.000 مهاجر سنوياً كحدّ أقصى إذا أرادت حماية اللغة الفرنسية.
ولفت لوغو إلى أنّ هذا الرقم يجعل كيبيك أحد الأماكن في العالم التي تستقبل أكبر عدد من المهاجرين قياساً إلى عدد سكانها.
غابريال نادو دوبوا، الناطق المشارك (بمثابة الزعيم المشارك) باسم حزب التضامن الكيبيكي (QS) اليساري التوجّه، قال في البرنامج التلفزيوني نفسه إنه يعتقد أنّ بإمكان المقاطعة أن تستقبل ما بين 60.000 و80.000 مهاجر دائم سنوياً.
من جهته، اقترح زعيم حزب المحافظين الكيبيكي (PCQ)، إريك دوهيم، تقليص عدد المهاجرين الدائمين بشكل تدريجي بالتزامن مع العمل على زيادة الأتمتة في أماكن العمل في كيبيك وزيادة معدل المواليد فيها.
وتراوحت المستويات الرسمية للهجرة الدائمة إلى كيبيك، كما حددتها سلطات المقاطعة في السنوات الأخيرة، بين 40.000 و50.000 سنوياً.
لكنّ كيبيك ستستقبل قرابة 70.000 مهاجر دائم خلال عام 2022 لتعويض النقص المسجَّل خلال جائحة كوفيد-19.
(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)