تعتبر العلاقة الأسرية واحدة من أجمل العلاقات وأكثرها مكافأة في حياتنا، لكنها أيضا كثيرة التعقيد.
وفي تأمل حقيقي لواحدة من أهم نقاط العلاقة بين الوالدين والأطفال، ترتبط شخصية ومستقبل أطفالنا ارتباطا وثيقا بمواقفنا كآباء.
وقال علماء نفس وتربية، إنه ”عندما نرزق بطفل، فإننا نرغب بتقديم كل الخير له، وأفضل ما في وسعنا، مع سعينا المتواصل لتوفير كل الفرص والسعادة له التي ربما لم نكن نحظى بها عندما كنا في عمره“.
وأضافوا: ”أننا نظل نترقب وصول الأطفال بكثير من المثالية، ونريد أن نتصرف بأفضل طريقة حتى يكبروا بصحة جيدة، وينفتحوا ويتطوروا في مساراتهم الحياتية، ويتمتعوا بطباع جيدة“.
ومع ذلك فإن الشيء الذي ندركه مع مرور الوقت، هو أن الحب لا يتجلى دائما في الابتسامات والإذن الصاغية“، وفق دراسة العلماء التي نشرها موقع ”Esprit science metaphysiques“.
وترى الدراسة أن ”حبنا لأطفالنا والاهتمام بمستقبلهم يعني أيضا تأنيبهم عند الضرورة، وتعليمهم تقدير كل ما لديهم. كما يعني حبهم أيضا السماح لهم بالغضب والاشمئزاز منا لفترة من الوقت“.
وأشارت إلى أن ”ممارسة دورنا كآباء ومبدعين يعني أيضا المهمة المعقدة للغاية في بعض الأحيان المتمثلة في قول (لا) لهم، وإظهار أن الأشياء لن تسير دائما بالطريقة التي يريدونها“.
وقال العلماء: ”نحن نسعى لفتح جميع الأبواب لأطفالنا والتعامل مع أخطائهم حتى يتمكنوا ببساطة من الاستمتاع بالأشياء الجيدة في الحياة، فمن مسؤوليتنا أيضا تصحيح زلاتهم وتوجيههم في الاتجاه الصحيح“.
وبينوا أن ”شخصية أطفالنا ومستقبلهم مفهومان مرتبطان بقوّة بموقفنا نحن كآباء، وباستعدادنا لتولي جميع أجزاء هذا الدور حتى يكون لديهم أفضل مستقبل ممكن“.
واعتبروا أن ”هذا يجعلنا نفكر في معرفة ما إذا كان من الطبيعي أن يقبل الآباء أي موقف من أطفالهم، لتبرير حبهم لهم“.
ووفق الموقع، فإن من النصائح التي يجدر ذكرها من بين كل التي نسمعها كآباء، هي أن حب أطفالك يعني أيضًا أن تتعلم قول ”لا“ لِما يجب أن ترفضه“.
وتابع: ”هذه الحقيقة بالتأكيد قراءة مهمة جدًا لأي شخص لديه أطفال. لأن الشخص الذي يحب شخصٌ يرفض أيضًا الأشياء الخاطئة. لهذا السبب يجب ألا يكون لدى الوالدين نمط تفكير مثل ”لأنني أحبك لا أملك إلا أن أقبل منك كل شيء““.
وذكر أنه ”في الواقع، يجب على من يفضلون قول ”لأنني أحبك لا أملك إلا أن أقبل منك كل شيء“، أن يطبقوا العكس تماما، فلأنهم يحبون أطفالهم فإنهم لا يتسامحون مع سلوكيات معيّنة“.
وأكد أن ”معرفة كيفية قول ”لا“، تعني السعي لجعلهم أفضل بقلب طيب، وهذا يتيح لهم أيضا عدم فقدان جوهرهم بمحاولة تقمص شخصية ليست شخصيتهم“.
وبحسب الدراسة، فإن ”الميل إلى إعطاء الأطفال دائما كل ما يريدون، وليس ما يحتاجون إليه، وقبول كل ما يأتي منهم، يؤذيهم في المستقبل؛ لأن العالم ليس من اللطف السخي حتى يكشف لهم عن الحقائق“.
واختتمت الدراسة قائلة، إن ”حب الأطفال ورعايتهم لا يعني التصرف بدافع اللياقة والانسجام والانحناء دائمًا أمام رغباتهم، بل يجب أن نفهم أنه في كثير من الأحيان، إذا منعناهم من اتباع مسار معيّن، فإننا بذلك نفتح لهم أبواب مسارات أفضل وأكثر نماء وإشباعا لشخصيتهم“.
ورأت أن ”الأمل يظل معلقًا على الآباء في أن يسترشدوا دائما بالضمير والمسؤولية العاطفية في تربية أطفالهم، وإن فعلوا كسبوا وكسب أطفالهم“.