مبادرة سماحة السيد عمار الحكيم والتي قام بها بين غبطة البطريرك روفائيل ساكو رئيس الكنيسة الكلدانية والسيد ريان الكلداني الأمين العام لحركة بابليون.
جاء حرصاً على حلّ الخلافات الناشبة بين مكونات النسيج العراقي المتعددة،
وأدى هذا التدخل إلى تهدئة التراشقات الإعلامية وسد الطريق أمام المتصيدين بالماء العكر، وتلطيف الأجواء التي من محصلّتها خير لأبناء شعبنا المتطلع إلى تعاون قادته الروحيين والسياسيين للوصول إلى بر الأمان، سيما الغبن والحيف الذي لحق بشعبنا من جراء التهميش والإعتداءات من قبل الفلول الظلامية، أيام محنة (داعش) ومن لفّ لفهم، وما فعله هذا التنظيم الارهابي الغاشم تجاه المكونات التي قام بالإستيلاء على ممتلكاتهم وأموالهم المنقولة وغير المنقولة. أن وضع الخلافات جانباً هي في مصلحة شعبنا بالدرجة الأساس وبامتياز، وحسب تحليل المتابعين للموضوع ومن جراء هذه الخلافات التي أدت الى قيام فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف رشيد، يوم 8 تموز 2023 مرسوماً جمهورياً بسحب المرسوم الجمهوري رقم (147) لسنة 2013 الخاص بتعيين البطريرك لويس ساكو، بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، ومتولياً على أوقافها. مما أدى هذا القرار الى ترك البطريرك ساكو مقره الرسمي (بغداد) وانتقاله إلى أربيل معترضاً وبشده وخصوصاً ظهوره في عدة قنوات فضائية ومطالباً رئيس الجمهورية العدول عن قراره.
ولكن بعد قيام سماحة السيد عمّار الحكيم بمبادرته الإنسانية بالتنسيق للقاء جمع دولة رئيس الوزراء مع سيادة البطريرك ساكو. توقفت الخلافات والنزاعات عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد اصدار دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمراً ديوانياً بتسمية الكاردينال ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم ومتولياً على أوقاف الكنيسة الكلدانية.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا توجيه بالغ الشكر والامتنان لسماحة السيد عمّار الحكيم للجهود المخلصة المبذولة من قبله لمصلحة كافة أبناء الشعب العراقي بمختلف الانتماءات والاطياف.
وبعد عودة البطريرك إلى بغداد. نتأمل أن تعود المياه إلى مجاريها والعمل من أجل مصلحة شعبنا المغبون. وأن ينال هذا الشعب المغلوب على امره كامل حقوقه كمواطن أصيل في بلده العراق كباقي المكونات وأن يكون الجميع سواسية بالحقوق والواجبات امام القانون كأسنان المشط، ولكن ماذا بعد؟
ما هي مصلحة شعبنا في هذا الخلافات غير المجدية؟ نرجو من قادة شعبنا المحترمين نبذ الخلافات ووضع المصلحة الشخصية جانباً، ووضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار. لأن شعبنا يتطلع دوماً إلى الحرية والعدالة والانعتاق، كمواطنين صالحين يبنون ويساهمون في تطوّر العراق في كافة المجالات، ولهذا هو بحاجة إلى التشجيع والحماية والشعور بالأمان والطمأنينة، ولنا الأمل المنشود والبَناء بأن يترفع قادتنا عن كل المهاترات وكل ما من شأنه أن يؤثر من قريب أو بعيد على مستقبله في أرض الوطن أو في أرض الشتات، فهل يفعل قادتنا ذلك؟
كلنا أمل ورجاء.