تتطلب الزيادة الجامحة في التضخم والارتفاع في أسعار البنزين في كيبيك مستوى دخل مرتفع يسمح بعيش كريم من دون فقر.
هذا على الأقل ما كشفه معهد الأبحاث والمعلومات الاجتماعية الاقتصادية (نافذة جديدة) (IRIS) في مدينة مونتريال، اليوم الخميس في دراسته السنوية الثامنة حول الدخل القابل للحياة في كيبيك. وهو مفهوم طوره المعهد لتحديد تكلفة العيش بكرامة، دون خوف من الوقوع في براثن الفقر عند أول فرصة.
تقول الباحثة في المعهد المونتريالي جوليا بوسكا ’’إن الدخل القابل للحياة هو مقياس للخروج من الفقر والسماح بعيش كريم. نحن نأخذ في الاعتبار النفقات اللازمة للوصول إلى مستوى معيّن من المعيشة بما في ذلك السكن والنقل والطعام، ولكننا ندرج أيضًا هامشًا للمناورة لنكون قادرين على اتخاذ الخيارات ومواجهة ظروف غير متوقعة‘‘.
كما كان يفعل منذ عدة سنوات، أنشأ معهد الأبحاث دخلاً قابلاً للتطبيق لثلاثة أنواع من الأسر في سبع مناطق عبر مقاطعة كيبيك.
وخلص إلى نتيجة أنه لكي يتم تحقيق مستوى لائق من العيش بدون فقر في كيبيك في عام 2022، تحتاج الأسرة المكونة من شخص واحد إلى دخل بعد الضرائب والتحويلات، يتراوح بين 138 25 دولاراً و 814 34 دولاراً، حسب المكان الذي يعيش فيه.
غلاء تكلفة استخدام السيارة
مع أسعار البنزين التي تجاوزت 2 دولار لكل لتر في عدة مناطق في كيبيك، فإن امتلاك سيارة هو أكثر تكلفة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق.
توضح جوليا بوسكا (نافذة جديدة) ’’لقد زادت تكاليف الطاقة مما أدى إلى زيادة مستوى الدخل القابل للحياة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المدن حيث يوجد اعتماد كبير على المركبات‘‘.
هذا دون الأخذ في الاعتبار الزيادات في الأسعار التي تؤثر على المنتجات الاستهلاكية الأخرى. وقد وصلت نسبة التضخم إلى 6.7٪ في آذار / مارس الفائت في كندا، وهو أمر غير مسبوق منذ أكثر من 30 عامًا.
وفقًا لـ IRIS ، فإن تأثير سعر البنزين على الدخل المعيشي يميل لصالح إنشاء استثمارات إضافية في النقل العام.
لا يزال تطوير النقل العام إجراءً فعالاً لمكافحة تكاليف المعيشة، لا سيما في المدن حيث لم يتطور هذا القطاع كما يجب.
نقلا عن جوليا باسكا الباحثة في معهد IRIS
يعرب الباحثون في المعهد عن اعتقادهم بأن دراستهم حول الدخل القابل للحياة تظهر أنه من المستحيل أن يعيش شخص واحد بشكل لائق مع الدخل الذي توّفره له المساعدة الاجتماعية (673 10$)، أو التضامن الاجتماعي (017 15$) أو المساعدة الاجتماعية الطويلة الأمد وقيمتها 161 18 دولاراً.
شيك بقيمة 500 دولار
لا يسمح الشيك بقيمة 500$ الذي منحته حكومة كيبيك مرة واحدة للأشخاص الذين يصل دخلهم إلى 000 100 دولار سنويا لمواجهة آثار التضخم في البلاد، لا يسمح للأشخاص الذين حصلوا عليه بتوفير مستوى قابل للعيش لائق وكريم.
وتردف المتحدثة جوليا بوسكا قائلة ’’إذا كانت حكومة كيبيك تريد حقًا محاربة الفقر، فسيتعين عليها زيادة هذه المساعدة بشكل كبير‘‘.
زيادة الحد الأدنى للأجور
ارتفع الحد الأدنى للأجور في كيبيك مؤخرا من 13.50 دولارًا إلى 14.25 دولارًا للساعة الواحدة في كيبيك، لكنه مع ذلك لا يسمح بالوصول إلى دخل سنوي يزيد عن 174 24 دولارًا.
لكي يستطيع أصحاب الدخل المنخفض العيش بكرامة، يقدر معهد الأبحاث والمعلومات الاجتماعية الاقتصادية بأن الحد الأدنى للأجور يجب أن يصل إلى 18 دولارًا على الأقل في الساعة.
ومع ذلك، لن يكون هذا كافياً لتغطية نفقات الفرد في المدن التي يكون فيها الدخل القابل للحياة أعلى.
تجدر الإشارة إلى أن معهد الأبحاث والمعلومات الاجتماعية الاقتصادية، الواقع مقرّه في كبرى مدن مقاطعة كيبيك وعاصمتها الاقتصادية، هو مركز بحثي غير ربحي، مستقل وتقدّمي تأسس عام 2000، كما يقول موقعه الإلكتروني.وكيبيك هي ثانية كبريات مقاطعات كندا العشر من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، بعد أونتاريو.