وصل إلى تركيا أمس الأربعاء فريق انقاذ كندي مؤلف من 10 أشخاص للمشاركة في عمليات الإنقاذ الجارية في منطقة الزلزال في جنوب تركيا. وكان عرض الفريق الكندي من مدينة برنابي القريبة من فانكوفر في بريتيش كولومبيا المساعدة بشكل مستقل وطوعي.
وعلّق القنصل التركي في مدينة فانكوفر في المقاطعة المطلة على الهادئ تايلان توكماك بالقول: ’’إنه سباق مع الزمن للعثور على ناجين في البرد القارس.‘‘
وأكد توكماك وصولَ فريق الإنقاذ الكندي إلى منطقة أديامان في جنوب تركيا، متوقعا أن يكونوا باشروا بالفعل بالعمل في الساعات الأولى من اليوم الخميس بالتوقيت المحلي. يساعد الفريق في إنقاذ الضحايا المدفونين تحت المباني، منضما إلى فرق أخرى من أكثر من 20 دولة بالإضافة إلى عشرات الآلاف من أفراد الطوارئ المحليين الموجودين على الأرض في سوريا وتركيا.
ونقل قنصل تركيا العام في فانكوفر أن الكنديين الأتراك في بريتيش كولومبيا يقولون له إنهم يشعرون بالفخر حقا لأنه حتى الآن، فإن فريق البحث والإنقاذ الوحيد من كندا المشارك في عمليات الإنقاذ في تركيا هو من مدينة برنابي.
قال توكماك إنه على اتصال منتظم مع فريق الإنقاذ الكندي المكون في الغالب من رجال إطفاء من سكان مدينة برنابي. وفي آخر مرة تحدث إليهم فيها، كانوا في اجتماع تنسيقي مع فرق إنقاذ أخرى والتي في غالبيتها تضم أشخاصا من بلدان مختلفة.
ارتفعت اليوم حصيلة ضحايا الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، إلى أكثر من 20 ألف قتيل في تركيا وسوريا، والحصيلة إلى ازدياد كل يوم. كما أسفر الزلزال عن إصابة آلاف الأشخاص بجروح واحداث أضرار مادية جسيمة وتدمير آلاف المباني في تركيا وسوريا.
يقول سكوت مورشيسون على رأس فريق الإنقاذ الكندي ’’من المهم بالنسبة لنا أن نذهب للمساعدة حيثما نستطيع. نحن رجال إطفاء، من طبيعتنا فقط أن نذهب إلى هناك ونساعد بأي وسيلة ممكنة […] إنها مَهمة صعبة، لكننا نعتقد أنها مُهمة للغاية.‘‘
يوضح مورشيسون إن الخطة الحالية هي أن يبقى الفريق في تركيا لمدة أسبوع تقريبًا، لكنهم على استعداد للبقاء لمدة تصل إلى 10 أيام.
غادر فريق الإنقاذ البلاد حاملاً معه معدات إنقاذ وخيامًا وإمدادات أخرى تتيح للأعضاء تحقيق الاكتفاء الذاتي.
من جهته، قال القنصل التركي إن عمليات البحث لا زالت جارية للعثور على أشخاص قد يكونون على قيد الحياة تحت الأنقاض وسط الشتاء والطقس البارد.
يُذكر المتحدث أن بلاده شهدت زلازل كبيرة في الماضي، مشيرا إلى أنه ’’حتى بعد سبعة أيام، من الممكن الوصول إلى الناجين، لكن الفرصة تتضاءل كل يوم.‘‘
وكانت الحكومة الكندية قد أعلنت أمس عن إرسال فريق لتقييم الكوارث إلى تركيا، يتألف من مسؤولين عسكريين مسؤولين عسكريين وآخرين من وزارة الشؤون العالمية في الحكومة الفدرالية. وسيحدد الفريق كيف يمكن لكندا المساهمة في جهود الإغاثة من الزلزال.
وقال القنصل التركي في فانكوفر بأن فريق التقييم الفيدرالي سيساعد في مرحلة إعادة الإعمار، وبأن أنقرة تقدر أي مساعدة يمكن أن تحصل عليها.
مساعدات عينية للمنكوبين
في هذا الوقت،ينشط أهل مدينة فانكوفر وبشكل خاص أبناء الجاليتين التركية والسورية من أجل جمع التبرعات لأهاليهم في البلد الأم المتضررين من الزلزال.
’’الوقت هو عدونا‘‘، يقول المتطوع الكندي التركي كانصوي جوروكاك.
يشير المتحدث إلى ’’أن جهود الإنقاذ في القرى الصغيرة صعبة بسبب البنية التحتية للطرق المتضررة أو المدمرة، ناهيك عن الطقس البارد الذي يجعل الحياة صعبة على الناجين.‘‘
من جهتها، تقول الكندية السورية في فانكوفر ريام الصفدي: ’’إن الأولوية هي العثور على الأحياء ومعالجة الجرحى.‘‘ وتوضح المتحدثة أنه في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا كان هناك آلاف النازحين الذين لا يعرفون إلى أين يلجأون.
قامت ريام الصفدي، التي اعتادت على تنظيم حملات الإمدادات الطبية لمساعدة سوريا ودول أخرى، بتقديم ثلاث حقائب من الإمدادات الطبية لفريق البحث والإنقاذ الحضري في برنابي.
وكان توافد كانصوي جوروكاك ومتطوعون آخرون من الجالية التركية في فانكوفر إلى مستودع في المنطقة الصناعية في فانكوفر يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع لجمع التبرعات للمتضررين من الزلزال.
جمع المتطوعون الطعام والملابس والبطانيات والخيام والحفاضات، وترسل هذه التبرعات العينية مجانًا إلى تركيا على متن رحلة مباشرة للخطوط الجوية التركية بين فانكوفر واسطنبول كل يومين.
(المصدر: الصحافة الكندية، راديو كندا، سي بي سي، ترجمة وإعداد كوليت ضرغام)