أطلقت الحكومة الفدرالية أول استراتيجية لها للتكيف مع التغيرات المناخية. ووفقاً لما علمه راديو كندا، ستستثمر أوتاوا مبلغاً إضافياً قدره 1,6 مليار دولار لجعل كندا أكثر مرونة.
واختار وزير الحماية المدنية، بيل بلير، ووزيرة اللغتيْن الرسميّتيْن والمسؤولةُ عن وكالة الترويج الاقتصادي للمقاطعات الأطلسية (ACOA / APECA)، جينيت بوتيبا تايلور، السفر إلى جزيرة الأمير إدوارد للكشف عن هذه الاستراتيجية.
وكسائر المقاطعات الأطلسية، تحاول الجزيرة، وهي أصغر مقاطعات كندا، التعافي من ’’فيونا‘‘.
فهذه العاصفة ما بعد الاستوائية التي ضربت ساحل المحيط الأطلسي أواخر أيلول (سبتمبر) الفائت، تسببت بأضرار قدّر مكتب التأمين الكندي (BAC / IBC) قيمتها بـ660 مليون دولار، ما يجعلها أغلى عاصفة ضربت حتى الآن مناطق كندا الأطلسية.
ومن المتوقع أن تصبح الأحداث المناخية القاسية أكثر تواتراً مع مرور الزمن. وتقدّر الحكومة أنه بحلول عام 2030 ستتسبب الكوارث الطبيعية بخسائر تصل إلى 15,4 مليار دولار سنوياً.
وتُعَدّ الفيضانات من بين أغلى الأحداث المناخية المتطرفة، فهي تمثّل خسائر قدرها 2,9 مليار دولار سنوياً، وهذا فقط للأضرار التي تلحق بالمساكن.
معايير بناء جديدة
وللحدّ من الأضرار وخفض الفاتورة، سيتم تطبيق معايير بناء جديدة. وسيتم، في هذا الإطار، وضع دليل لجعل المباني الجديدة أكثر مقاومة للفيضانات وحرائق الغابات.
وهذا الإجراء لوحده سيجعل من الممكن توفير ما يصل إلى 4,7 مليارات دولار سنوياً، وفقاً للحكومة.
وتأمل الحكومة في أن يتبنى نصف الكنديين إجراءات لتكييف منازلهم مع المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية بحلول عام 2025.
أخيراً، في غضون ثلاث سنوات، تهدف الحكومة، في 65% من الحالات، إلى تأمين تمويل إضافي للمقاطعات التي تطلب المساعدة في أعقاب وقوع كارثة طبيعية. وكل ذلك لتطبيق إجراءات التأهب والاستجابة والتعافي من أجل مواجهة الكوارث الطبيعية في المستقبل.
محادثات مع المقاطعات
في المجموع، تقترح حكومة جوستان ترودو الليبرالية 84 إجراءً لتحسين قدرة كندا على التكيف مع التغيرات المناخية.
وأجرى وزير البيئة والتغيرات المناخية الفدرالي، ستيفن غيلبو، استشارات في جميع أنحاء كندا لوضع استراتيجيته لمواجهة التغيرات المناخية، لكنّ الوثيقة التي تمّ الكشف عنها اليوم ليست مكتملة تماماً.
فالمقاطعات والبلديات ومنظمات السكان الأصليين لم تعطِ بعد موافقتها النهائية. وستواصل الحكومة الفدرالية المحادثات مع هذه الأطراف خلال الأشهر الثلاثة المقبلة كي تضمن أنّ استراتيجيتها تلبّي احتياجات الجميع.
(نقلاً عن تقرير لفاليري غاماش على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)