سيتمّ افتتاح مكتبة مستقلة جديدة تهتم بأعمال المؤلفين من العالم العربي في منتصف الشهر الجاري في حي إيتوبيكو في تورونتو.
وتحمل هذه المكتبة التي أسستها الكاتبة والناشرة الكندية المصرية ريهام طعيمة اسم مكتبة (BookBridge) أي ’’جسر الكتب‘‘.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضحت السيدة طعيمة أن الكتب التي سيتمّ عرضها للبيع متوفرة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية.
وتقول مؤسِّسة المكتبة إن ’’قائمة المؤلفين تضم أيضاً كتاباً عرباً يعيشون في كندا.‘‘ وتدعم المكتبة دار للنشر تحمل نفس الاسم.
[دار نشر] متخصصة أكثر في نشر مؤلفات لكتّاب وأدباء عرب من كندا بثلاث لغات : العربية والإنكليزية والفرنسية.نقلا عن ريهام طعيمة، كاتبة وناشرة
واختارت هذه الأخيرة افتتاح مكتبة في الوقت الذي يتجه الكلّ نحو المكتبات الإلكترونية والمبيعات عبر الإنترنت.
وتوضح أنها بسبب إطلاق نشاطاتها في مجال النشر أثناء جائحة كوفيد-19، لم يكن أمامها خيار سوى التواجد على الإنترنت.
وهي تدرك أن أولئك الذين افتتحوا المكتبات في الثمانينيات يميلون جميعاً إلى البحث عن العملاء عبر الإنترنت، خاصة منذ الجائحة.
ووفقًا لِوكالة الإحصاء الكندية، ’’في عام 2022، تجاوزت مبيعات الكتب الرقمية ومبيعات الكتب المطبوعة عبر الإنترنت في كندا مستويات ما قبل الجائحة.‘‘
القارئ نفسه الذي حُرم من التفاعل البشري بسبب انعزاله خلال الجائحة أصبح الآن يبحث عن كل شيء فيه تجربة إنسانية مباشرة.نقلا عن ريهام طعيمة، كاتبة وناشرة
وتضيف أن نشاط المكتبة لا يقتصر على بيع الكتب فقط.
’’50% من نشاطنا للبيع و50% مخصص للأنشطة الثقافية المتعلقة بالكتب (العروض التقديمية والقراءات العامة وما إلى ذلك)‘‘، بحسب قولها.
القارئ العربي في كندا
وعن سمات القارئ العربي في كندا، توضح ريهام طعيمة، وهي أيضًا مؤسسة معرض الكتاب العربي الكندي، أن الأمر يختلف من مقاطعة إلى أخرى.
القارئ العربي الكندي في أونتاريو حيث الحياة أسرع يختلف عن القارئ في كيبيك. هذا ما يدفعه أحياناً إلى الروايات القصيرة. في حين أنه في كيبيك يهتمّ بالكتب المترجمة إلى الفرنسية أو المزدوجة اللغة.نقلا عن ريهام طعيمة، كاتبة وناشرة
وتوضح أيضًا أن الكتب الأكثر طلباً هي تلك الخاصة بتعلم اللغة العربية، سواء للأطفال أو للكبار.
وأضافت أنّ ’’تعلم اللغة العربية في كندا موجّه لفئات مختلفة من المتلقّين. هناك أبناء المهاجرين والأجانب الذين ليسوا من أصول عربية.‘‘
وتقول إن الدوافع عند هذه الفئة قد تكون تعليمية بسبب الدراسة في الجامعة أو قد تكون الأسباب عاطفية أحيانا حيث تكون الزوجة أو الخطيبة عربية.
ووفقاً لها، ’’ هناك أسباب أخرى تكون عند الأجانب وهي الفضول والشغف. فكلّ ما هو غريب وكل ما هو جديد وكل ما هو مختلف فهو مطلوب.‘‘
باسم خندقجي
وتقول رهام طعيمة إنّ الكتاب الذي حقّق أكبر مبيعات هذا العام في كندا هو رواية ’’قناع بلون السماء‘‘ للأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية باسم خندقجي.
وفازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2024 في نيسان/أبريل الماضي. وتمّ اختيارها من بين مائة وثلاثة وثلاثين رواية ترشحت للجائزة لهذه الدورة باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين تموز/يوليو 2022 وحزيران/يونيو 2023.
وتُعرف هذه الجائزة بجائزة البوكر العربية وتقدّم بتمويل من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبرعاية مؤسسة جائزة البوكر البريطانية.
’’ القناع هو إشارة إلى ’الهوية الزرقاء‘ التي يجدها نور، وهو عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، في جيب معطف قديم، صاحبها إسرائيلي، فيرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية. رواية متعددة الطبقات يميزها بناء الشخصيات، والتجريب واسترجاع التاريخ وذاكرة الأماكن‘‘، كما جاء في بيان الجائزة.
وقال نبيل سليمان، رئيس لجنة التحكيم: ’’يندغم في قناع بلون السماء الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة. روايةٌ تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، حيث يرمح التخييل مفككاً الواقع المعقد المرير، والتشظي الأسري والتهجير والإبادة والعنصرية. كما اشتبكت فيها، وازدهت، جدائل التاريخ والأسطورة والحاضر والعصر، وتوقّد فيها النبض الإنساني الحار ضد التحوين، كما توقدت فيها صبوات الحرية والتحرر من كل ما يشوه البشر، أفراداً ومجتمعات. إنها رواية تعلن الحب والصداقة هويةً للإنسان فوق كل الانتماءات.‘‘
وللإشارة، ففي عام 2005، حكمت محكمة إسرائيلية على باسم الخندقجي، المولود عام 1983 في نابلس، بالسجن مدى الحياة لمشاركته في التخطيط لعملية انتحارية نفذها مراهق يبلغ من العمر 16 عاما وقتل ثلاثة إسرائيليين في عام 2004 في تل أبيب.
راديو كندا الدولي