ألغى ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘ (CNMC / NCCM) بشكل فجائي اجتماعاً كان مقرراً يوم أمس مع رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو، متهماً الحكومة بالفشل في حماية الفلسطينيين وفي اتخاذ ’’إجراءات ملموسة‘‘ ضد جرائم الكراهية.
’’لم نعد نعتقد أنه من المفيد التحدث مع رئيس الحكومة هذا‘‘، قال الرئيس التنفيذي للمجلس، ستيفن براون، في مؤتمر صحفي، ’لا يوجد شيء جديد يمكننا قوله. لقد قلنا كلّ شيء من قبل‘‘.
ولم يتطرق ترودو بشكل مباشر إلى الموعد المُلغى يوم الاثنين قبل فترة الأسئلة في مجلس العموم، فاقتصرت تعليقاته على اليوم الوطني للعمل ضد الإسلاموفوبيا، المصادف أمس بالتزامن مع الذكرى السنوية للهجوم المسلح على مسجد كيبيك كبير.
وفي وقت لاحق، قال مكتب ترودو، بدوره، إنه ليس لديه ما يضيفه.
وكان من المقرر أن يجتمع براون مع ترودو لمناقشة مسألة مكافحة الكراهية ضد المسلمين، لكنه قال إنه انسحب لأنّ رئيس الحكومة أهمل حتى الآن الوفاء بالوعود التي قطعها للجالية الإسلامية خلال الحملة الانتخابية لعام 2015 التي أتت به إلى السلطة بعد زهاء عشر سنوات من حكم المحافظين.
وتضمنت هذه الالتزامات بذل المزيد من الجهود لمقاضاة جرائم الكراهية وتوفير التمويل الكافي للبرامج والخدمات التي تهدف إلى منع ارتكاب مثل هذه الأفعال، كتركيب كاميرات أمنية في المواقع الدينية على سبيل المثال.
’’أصبح من الواضح أننا لا نحصل سوى على جزء صغير من إصلاح السياسات إلّا عندما تتعرّض حياتنا أو سلامتنا للتدمير‘‘، قال براون، ’’لقد فشلت حكومتنا في المضي قدماً في تشريع جوهري يتعلق بجرائم الكراهية‘‘.
وأضاف براون أنه لا يرى أيّ دليل على أنّ كندا مستعدة للضغط على إسرائيل لتخفيف قصفها لقطاع غزة ولحركة حماس، التي تسبّب هجومها الوحشي على إسرائيل في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بردّ عسكري إسرائيلي مدمّر وواسع النطاق.
يهمّنا أن تتخذ الحكومة إجراءات حقيقية وملموسة للحد من الإسلاموفوبيا في هذا البلد وأن تتخذ إجراءات ملموسة لوقف الأعمال العدائية في الشرق الأوسط.
نقلا عن ستيفن براون، الرئيس التنفيذي لـ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘
واعتبر براون أنّ كندا انفصلت عن العديد من حلفائها الأسبوع الماضي عندما رفضت أن تدعو إسرائيل لاتّباع الأوامر التي أصدرتها محكمة العدل الدولية بهدف منع الإبادة الجماعية للفلسطينيين.
من جهتها، قالت كندا حتى الآن إنها تدعم المحكمة ولكن ليس بالضرورة مقدّمات الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا والتي تتهم فيها إسرائيلَ بارتكاب ’’إبادة جماعية‘‘ بحق سكان قطاع غزة الفلسطيني.
ورفض ترودو الإفصاح عمّا إذا كان هذا الموقف يعني رفض كندا الدعوى أو ما إذا كانت أوتاوا ستحترم حكم المحكمة.
وقال براون إنّ هذا يظهر أنّ الحزب الليبرالي الكندي بقيادة ترودو يدعم العدالة فقط لمجموعات معينة من الناس.
’’لقد عرّضوا للخطر نزاهة النظام الدولي القائم على القواعد ومحكمةَ العدل الدولية من خلال تحديهم مقدمات الدعوى‘‘، أضاف براون.
وتولى ترودو السلطة في خريف عام 2015 بعد أن وعد بإنهاء فترة مثيرة للانقسامات بشكل خاص في السياسة الفدرالية وإدخال نهج أكثر إنسانية إلى الحكومة.
وتزامنت الحملة الانتخابية ذاك العام مع زيادة كبيرة في عدد النازحين إلى أوروبا على خلفية الحرب الأهلية المأساوية في سوريا. وعقب وصولها إلى السلطة، أطلقت حكومة ترودو برنامجاً خاصاً لاستقبال اللاجئين السوريين.
وقال براون إنّ العديد من المسلمين أطلقوا على أطفالهم اسم ترودو بسبب وعده بدعم المساواة والتسامح.
’’هذا الوعد العظيم يبدو الآن مكسوراً وهو ربما غير قابل للإصلاح‘‘، أضاف الرئيس التنفيذي لـ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘.
ويشعر ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘ بالقلق أيضاً إزاء قرار كندا تعليقَ تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الـ’’أونروا‘‘ UNRWA) رداً على مزاعم بأنّ بعض موظفي هذه الوكالة الأممية لعبوا دوراً في هجوم حماس على جنوب إسرائيل إنطلاقاً من قطاع غزة الفلسطيني في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وأمرت كندا بإيقافٍ مؤقت لـ’’أيّ تمويل إضافي‘‘ للوكالة التي كانت الحكومة الليبرالية قد اعتبرت بأنّ لا غنىً عنها لإبقاء الفلسطينيين على قيد الحياة.
واتخذت كندا قرار تعليق تمويل الـ’’أونروا‘‘ في أعقاب قرار مماثل من الولايات المتحدة ودولٍ أُخرى وبعد أن أنهت الوكالة خدمة الموظفين المشتبه في تورطهم في هجوم حماس.
وقال براون إنه من الضروري أن يقوم شخص ما بتسليم المساعدات المنقذة للحياة للفلسطينيين في غزة ودعم الفلسطينيين الذين يواجهون أعمال عنف متزايدة في الضفة الغربية.
وفي هذا الصدد قال أمس وزير التنمية الدولية الفدرالي، أحمد حسين، إنّ كندا ستواصل تقديم التمويل للفلسطينيين من خلال منظمات إنسانية أُخرى، كمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (الـ’’يونيسيف‘‘ UNICEF) ومنظمة ’’أطباء بلا حدود‘‘ ومجموعة ’’التحالف الإنساني‘‘ للجمعيات الخيرية الكندية.
نقلاً عن خبر لوكالة الصحافة الكندية