فازت المغربية جيهان كنفاوي الخميس الماضي بجائزة الجمهور في المسابقة الدولية ’’أطروحتي في 180 ثانية‘‘ التي نظّمتها الجمعية الفرنكوفونية للمعرفة (Association francophone pour le savoir – Acfas (نافذة جديدة)) في مسرح أوترومون بمونتريال بالتعاون مع جامعة مونتريال.
وشارك في المسابقة 20 طالباً وطالبة من جامعاتِ دولٍ فرنكوفونية أو فرنكوفيلية أي مُحِبّة للغة الفرنسية. ومن بين هذه الدول يمكن ذكر كندا، المغرب، جمهورية الكونغو الديمقراطية ، بلجيكا ، هايتي، لبنان و أيرلندا.
وليست هذه المرّة الأولى التي تُنظّم فيها هذه المسابقة الدولية في كندا. فقد سبق لحمعية (Association francophone pour le savoirAcfas) أن نظّمت نسخة عام 2014 لهذه المنافسة الدولية.
وتسمح المسابقة لطلاب الدكتوراه بتقديم موضوع أطروحتهم بعبارات بسيطة للجمهور العام. ويتعيّن على كلّ متسابق تقديم موضوعه البحثي بطريقة واضحة وموجزة ومقنعة في 180 ثانية أي ثلاث دقائق.
وفي حديث مع راديو كندا الدولي، ذكرت الطالبة جيهان كنفاوي ابنة الـ25 عاماً، صعوبة اختصار عمل أربع سنوات في ثلاث دقائق.
من الصعب اختصار عمل أربع سنوات في 3 دقائق. في الواقع ، ركزت على الأمور الأساسية في أطروحتي حتى أتمكن من نقل الرسالة بطريقة مُبسَّطة. لأنه من بين معايير المسابقة، تبسيط موضوعنا وجعل المعرفة في متناول الجميع.
نقلا عن جيهان كنفاوي
وللقيام بذلك، كانت بحاجة إلى الكثير من الاختزال والتلخيص. ’’لقد كتبت مداخلتي وأعدت كتابتها عدّة مرات حتى اختصرتها في ثلاث دقائق. عليك أن تُلقي موضوعك كأنّك تروي قصة حتى يتمكن الجميع من المتابعة والفهم‘‘، كما أوضحت طالبة السنة الرابعة من الدكتوراه في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس بالمغرب بالإشراف المشترك مع المدرسة الوطنية للزراعة في مكناس.
وتابعت الطالبة تدريباً مع المشاركين الآخرين في جامعة مونتريال للتمكّن من تقنيات التحرير واختصار التقارير.
وقبل مشاركتها في المسابقة الدولية، تدرّبت على هذه التقنيات في المغرب وشاركت في مسابقة مماثلة على مستوى جامعتها.
وفازت في تلك المسابقة ما مكّنها من دخول المسابقة الوطنية في بلدها حيث شارك فيها 24 طالباً وطالبة من 12 جامعة. وفازت في يونيو حزيران الماضي بمسابقة ’’أطروحتي في 180 ثانية’’ في المغرب.
وعن أوّل مشاركة لها في المغرب، تقول جيهان كنفاوي إنّها اتّخذت قرار المشاركة من باب التحدّي. ’’كانت مشاركتي تحدّياً بالنسبة لي. أردت أن أعيش التجربة في المغرب وأن أرى كيف ستسير الأمور.‘‘
وسمح لها هذا الفوز بتمثيل بلدها في المسابقة الدولية التي جمعت الطلبة من دول فرنكوفونية وفرنكوفيلية الخميس الماضي في كندا.
واستُوحيَت هذه المسابقة من تلك التي ابتكرتها جامعة كوينزلاند في أوستراليا في سنة 2008 والتي تحمل اسم (Three Minute Thesis). وتُنظَّم حاليا في جامعات وبلدان مختلفة من العالم.
ولم تخلُ مشاركة جيهان كنفاوي من بعض القلق، كما أوضحت في حديثها مع راديو كندا الدولي.
كان هناك القليل من الضغط، لكنه ضغط إيجابي. بمجرد أن تعرف موضوعك وما ستقوله، فإن الشيء الرئيسي هو نقل الرسالة. هناك القليل من الخوف على خشبة المسرح في الثواني العشر الأُوَل، ولكن بعد ذلك تعتاد على المكان وتواصل.
نقلا عن جيهان كنفاوي
دعم وحبّ الجمهور
وعند الإعلان عن فوزها من طرف ريمي كيريون، رئيس لجنة التحكيم و كبير المستشارين العلميين في مقاطعة كيبيك، قال هذا الأخير إنّ ’’ أجمل جائزة هي جائزة الجمهور.‘‘
وفازت بالجائزة الأولى السينغالية ماني سيك، وحصلت على الجائزة الثانية السويسرية صوفي ريفارا. أمّا الجائزة الثالثة فكانت من نصيب الطالبة مامي هينينتسوا راندريانجاتوفوناريفو من مدغشقر.
ولم يكن من السهل على جيهان كنفاوي الحصول على دعم الجمهور ’’لأنني في بلد ليس بلدي‘‘، كما قالت.
لقد حصلت على دعم كبير من الجمهور المغربي على الرغم من فارق التوقيت. حتى لو لم أفز بالجائزة الأولى، فإن انتصاري الكبير هو أن أحظى بدعم الشعب المغربي.
نقلا عن جيهان كنفاوي
وبدأ تصويت الجمهور في نهاية العروض العشرين واستمر 20 دقيقة. وكان بإمكان كلّ من يرغب في التصويت الوصول إلى رابط تمّ توزيعه في مكان المسابقة وعبر موقع الإنترنت. وشارك في التصويت 3.694 شخصاّ.
وأشرفت شركة (SimpleSondage) على عملية التصويت، وهي شركة لحلول المسح والتصويت الإلكتروني.
وعن رمزية فوزها بجائزة علمية كونها امرأة، قالت جيهان كنفاوي : ’’كوني فتاة بالإضافة إلى أنّي محجّبة قد يُلهِم الفتيات الصغيرات اللائي يُقال أنهنّ لا يهتمِمْن بالعلوم. إلهامهن أمر مهمّ جدًا بالنسبة لي. هدفي هو إلهام الناس ودفعهم لتحفيز أنفسهم على العمل.‘‘
وتختصّ جيهان كنفاوي في الأمراض التي تصيب النباتات. وتحمل أطروحتها عنوان ’’التنقيب عن الحالة الصحية لنبات الكرمة وتشخيصها في المغرب وتطوير طرق بديلة لمكافحة أمراضها‘‘.
وستقدّم أطروحتها للمناقشة في يونيو حزيران المقبل، كما ذكرت في لقائها مع راديو كندا الدولي.
وقالت إنّ ’’موضوع الأطروحة هذا يُعتبَر الأول من نوعه في المغرب والرابع في العالم.‘‘ ويتناول الأمراض (الفطريات) التي تصيب الخشب والتي تهاجم الكروم ’’في المغرب بشكل خاص وفي جميع أنحاء العالم بشكل عام.‘‘
وأوضحت أنّها تعمل على إيجاد ’’طريقة بيولوجية بديلة تعتمد على الزيوت الأساسية أو البكتيريا المفيدة وليس على المبيدات. الكيمياوية للقضاء على هذه الفطريات.‘‘
أنا في المراحل النهائية لإيجاد تركيبة زيتية أساسية يمكن أن تكون متاحة تجاريًا.
نقلا عن جيهان كنفاوي
وللإشارة، ستُنظَّم النسخة القادمة من مسابقة ’’أطروحتي في 180 ثانية‘‘ العام المقبل في العاصمة المغربية، الرباط.