فيما تعلن المستويات الحكومية المختلفة عن استثمارات كبيرة في بناء المساكن لتسهيل حصول الناس عليها، يعيق النقص في العمالة الماهرة في قطاع البناء طموحات الباحثين عن مسكن في مقاطعات عدة ومن بينها ألبرتا في غرب البلاد.
فوفقاً لوكالة الإحصاء الكندية، هناك حالياً نقص قدره حوالي 75.000 عامل بدوام كامل في قطاع البناء في البلاد. ومن ضمن هذا العدد هناك ما بين 2.500 و4.000 وظيفة شاغرة في كالغاري وحدها، كما يوضح فرانو كافار، مدير العلاقات الحكومية في جمعية البناء في كالغاري (CCA)، كبرى مدن ألبرتا.
بغضّ النظر عن حجم المبالغ التي يمكن للحكومة أن تستثمرها، إذا لم يكن هناك أحد لبناء المنازل، فلن يكون هناك منازل.
نقلا عن فرانو كافار، مدير العلاقات الحكومية في جمعية البناء في كالغاري
وحسب كافار لم يتسبّب النقص في العمال المهرة بعد بتأخيرات تعرّض مشاريع البناء للخطر، لكنّ الوضع قد يتغيّر.
’’يبلغ معدّل عمر عمّال البناء حالياً 57 عاماً. يمكننا أن نتوقّع أنّ هؤلاء الأشخاص سيتقاعدون من العمل في السنوات العشر المقبلة‘‘، يقول كافار.
ويمكن أن يكون للاستثمارات التي تقوم بها مستويات الحكم المختلفة لتهدئة سوق العقارات تأثيرٌ معاكس حسب بنجامين هيننغر، صاحب شركة ’’غرون‘‘ (Groon) للبناء في كالغاري.
ويعتقد غرون أنه إذا توفرت أموالٌ أكثر لمشاريع البناء فإنّ ذلك سيزيد الضغط على اليد العاملة، ما سيؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج.
موجة من الموظفين الجدد
لكن لعميد معهد جنوب ألبرتا للتكنولوجيا (SAIT) في كالغاري، جيم سوتنر، نظرة أكثر إيجابية. فوفقاً له، ارتفعت منذ عام 2021 معدلات التسجيل في البرامج المتعلقة بمهن البناء. وللسنة الثانية على التوالي يفتح المعهد المزيد من الأماكن في برامج التدريب.
ويعزو سوتنر هذا الحماس المتجدد إلى أكثر من سبب، من أبرزها أنّ معدل توظيف الخريجين في مهن البناء يتراوح بين 90% و100%.
لكنّ هيننغر يعتقد أنّ هؤلاء العمال الجدد يحتاجون أيضاً إلى تدريب ميداني، ما يتسبّب بتكاليف مالية وتأخيرات. ’’إذا كان لديك عدد كبير جداً من المتدربين مقارنة بعدد العمال المهرة، فإن ذلك يقلل من جودة العمل ويستوجب إعادة (بعض) العمل‘‘، يقول صاحب شركة ’’غرون‘‘ للبناء.
وارتفع الضغط الديمغرافي على كالغاري بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. ويقول مدير العلاقات الحكومية في جمعية البناء في كالغاري، فرانو كافار، إنّ 40.000 شخص ينتقلون إلى المدينة للسكن فيها كلّ عام.
ويلفت كافار إلى أنّ ’’هذه أرقام العام الماضي، وهي أعلى بمقدار 20.000 إلى 25.000 نسمة أكثر ممّا تستقبله المدينة عادةً‘‘.
نقلاً عن موقع راديو كندا،