فيما يؤثّر النقص في الموظفين على القطاع الصحي، يُطلب المزيد من عناصر الاطفاء المتطوعين في المناطق الواقعة خارج المراكز الحضرية الرئيسية في مقاطعة بريتيش كولومبيا، إذ يُدعون إلى اتخاذ تدابير طبية.
هذه هي حال دنيس كريغ في مدينة بيتشلاند (Peachland) الصغيرة الواقعة على مسافة نحو نصف ساعة بالسيارة إلى الجنوب من كيلونا، ثالثة كبريات مدن هذه المقاطعة المطلة على المحيط الهادي.
ويخدم كريغ منذ أكثر من 20 سنة في فوج الإطفاء في مدينته التي تُعدّ أكثر بقليل من خمسة آلاف نسمة.
ويضمّ الفوج 34 إطفائياً متطوعاً ويستجيب منذ فترة طويلة لاتصالات الإسعافات الأولية، لكنه نادراً ما تلقى اتصالات كثيرة لتلبية احتياجات طبية، كما هي الحال اليوم.
ووفقاً لرئيس الفوج، كانت تقريباً نصف الاتصالات الـ352 المتلقاة عام 2021 متعلقة بالحصول على مساعدة طبية.
هذا أمر مقلق لأنّ اطفائيّينا يستجيبون لهذه الاتصالات، لكنّهم قد لا يعودون متاحين في حال أُبلغنا عن اندلاع حرائق.
نقلا عن دنيس كريغ، رئيس فوج إطفاء بيتشلاند في بريتيش كولومبيا
ويضيف كريغ أنه خلال بعض التدخلات التي قام بها فوْجُه لدواعٍ طبية، استغرقت خدمات الإسعاف أحياناً من 20 إلى 30 دقيقة قبل وصولها إلى المكان المطلوب وتوليها المسؤولية.
وأمام هذا النقص في الموظفين الذي يطال القطاع الصحي في العديد من المناطق، ومن ضمنه خدمات الطوارئ وسيارات الإسعاف، تميل بعض المدن والبلدات إلى إعارة أفراد الإطفاء لديها، فيما البعض الآخر لا يفعل ذلك.
’’نحن ملتزمون بأن نكون إطفائيين قبل كل شيء، وليس مسعفين‘‘، يؤكد توم مو، رئيس فوج الإطفاء في بلدة كاش كريك (Cache Creek) إلى الشمال من بلدة ليتون (Lytton) التي التهمتها حرائق الغابات الصيف الماضي.
وفي العاميْن الماضييْن غادر ستة إطفائيين فوجه بسبب الاحتراق النفسي المهني.
ومن جهته، يعتقد رئيس رابطة رؤساء أفواج الإطفاء في بريتيش كولومبيا، دان ديربي، أنّ التحديات الأخيرة المتعلقة بأزمة الجرعات الزائدة من أشباه الأفيونيات (opioids) وبجائحة كوفيد-19 تمارس ضغطاً على فرق الإطفاء التي تواجه أيضاً مواسم كبيرة من حرائق الغابات.
من جهتها تقرّ وزارة الصحة في بريتيش كولومبيا بأنّ فرق الإطفائيين المتطوعين تُدعى بشكل متزايد للاستجابة لحالات الطوارئ الطبية.
وتضيف الوزارة أنّ توظيف عمّال في خدمات الطوارئ الصحية في بريتيش كولومبيا (BCEHS)، لاسيما في المجتمعات الريفية، يشكل لها أولوية.
(نقلاً عن تقرير على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)