نَظّم في بداية الشهر الماضي مركز الجالية العربية في تورونتو (ACCT) بالتعاون مع جمعية تنمية الفنون المرئية والفنون المسرحية للسكان الأصليين (ANDPVA) ورشة فنية لتصميم فسيفساء وأساور تتضمن عناصر من الثقافة العربية وثقافة الأمم الأوَل.
وأقيمت الورشة في تورونتو في إطار تجمّع ’’ريكونيكت 2023‘‘ (Reconnecte2023) وهو أحد أكبر التجمّعات للمؤسسات المجتمعية في كندا يُنظَّم كل سنتين من طرف تجمّع المؤسسات المجتمعية الكندية (Community Foundations of Canada) ومؤسسة تورونتو (Toronto Foundation).
ونُظِّمت الورشة تحت عنوان ’’ بناء الصداقة عبر الفن‘‘ (Building Friendship Through Art). وأشرفت عليها ثلاث فنانات. اثنتان من أصول عربية، الفنانة التشكيلية فاتن طوباسي وفنانة الحرف اليدوية راندا الجعفراوي وواحدة من السكان الأصليين وهي فنانة الزخرفة الخرزية ناومي سميث من أمة ’’تشيبواس‘‘ (Chippewas of Nawash First Nation in Neyaashiinimiing).
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، قالت ديما العمد، المديرة التنفيذية لمركز الجالية العربية في تورونتو، إنّها عندما هاجرت إلى كندا منذ حوالي 20 سنة لم تكن تعلم أيّ شيء عن القضايا المتعلقة بالسكان الأصليين.
ولكنّ الأمور تختلف اليوم حيت أنّ المركز الذي تديره يعرّف الوافدين الجدد بهذه القضايا.
’’نحن كمؤسسة، نعرّف القادمين الجدد بالمجتمع الكندي وتاريخ كندا. ونوضح لهم أننا كمستوطنين جدد على هذه الأرض [كندا]، يجب أن نحترم أولئك الذين كانوا هنا قبلنا ونعرف أنّهم عانوا ويعانون حتى لا نشارك في معاناتهم‘‘، كما قالت السيدة العمد، وهي من أصول فلسطينية.
ويعود أوّل نشاط للمركز خاص بالسكان الأصليين إلى حوالي أربع سنوات وكان متعلّقا بالطبخ. ’’قمنا بدمج مطبخ الشرق الأوسط بمطبخ السكان الأصليين كمدخل للتعارف‘‘، كما قالت ديما العمد.
وجاءت فكرة الورشة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أن حصل مركز الجالية العربية في تورونتو و جمعية تنمية الفنون المرئية والفنون المسرحية للسكان الأصليين و ثلاث جمعيات أخرى على تمويل من مؤسسة تورونتو (Toronto Foundation).
سمحت الورشة بإلقاء الضوء على التعاون الذي يمكن أن يقوم بين مؤسسة تخدم الوافدين الجدد من الجالية العربية وأخرى تخدم السكان الأصليين. هذا التعاون الذي مزج بين الثقافة العربية وثقافة السكان الأصليين. ومكّنتنا الورشة من الذهاب أبعد من الطبخ في التعرف على ثقافتهم.
نقلا عن ديما العمد
وأضافت أنّه لم يكن ممكناً فهم ’’فلسفة السكان الأصليين والأمور الروحانية والشفاء‘‘ دون المشاركة في عملية تصميم كإنشاء الفسيفساء وصناعة الأساور.
وتقول السيدة العمد أنّ المركز الذي تديره أدمج التعريف بثقافة السكان الأصليين في البرامج التي يقدّمها للوافدين الجدد من الجالية العربية أو غيرهم.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، قالت ميلي كناب، المديرة التنفيذية لجمعية تنمية الفنون المرئية والفنون المسرحية للسكان الأصليين (ANDPVA) إنّ جمعيتها ’’تخلق فرصاً للشفاء من خلال الفنون لفنانين من السكان الأصليين، وكبار السن وحافظي المعرفة والناجين ومن لا مأوى لهم.‘‘
وتعدّ هذه الجمعية أقدم منظمة لخدمة فنون السكان الأصليين في كندا. ’’وتعمل على زيادة المشاركة المدنية والثقة وفهم شعوب السكان الأصليين‘‘، كما جاء على موقعها على الانترنت.
ووفقا للسيدة كناب التي هي من السكان الأصليين من مجموعة الأنيشنابيه (Anishinaabe)، بدأ التعاون بين جمعيتها ومركز الجالية العربية في تورونتو بعد التقائها بديما العمد، مديرة المركز العربي التي عبّرت لها عن اهتمامها بخلق شراكة بينهما بدعم من مؤسسة تورونتو.
وعن الهدف من مشاركة جمعيتها في هذا العمل المشترك، أوضحت أنّ المغزى منه هو التعريف بثقافة السكان الأصللين للوافدين الجدد.
نتطلع إلى أن ننشر من نحن تاريخيا. نرحب بالوافدين الجدد بطريقة تجعلنا نعرف من هم ومن أين أتوا بطريقة تعزز قدراتهم وقدراتنا.
نقلا عن ميلي كناب
وقالت إنّ المشاركين من الجالية العربية كانوا على دراية ببعض قضايا السكان الأصليين. وفاجأها بعضهم بعلمهم لبعض المفردات من لغة السكان الأصليين ككلمة ’’ميغوايتش’’ (Miigwech) التي تعني شكراً.
وقالت إنها اكتشفت من خلال الورشة أوجه تشابه بين ثقافة السكان الأصليين والثقافة العربية.
’’طبع الودّ والترحاب لقاءَنا. تواصلنا عبر الطعام وأعتقد أن هذه هي الطريقة التي تعمل بها كلا الثقافتين. نجتمع حول الطعام عندما نلتقي ونُطعم الناس عندما نستقبلهم‘‘، كما أوضحت.
وتزامنت الورشة مع التحضير للجولة التي قادت الدمية العملاقة ’’أمل‘‘ إلى كندا في منطقة تورونتو.
و ترمز الدمية ’’أمل‘‘ التي يبلغ طولها 3,5 م للأطفال السوريين اللاجئين وهي تمثّل طفلة عمرها 10سنوات.
وحاك المشاركون في الورشة سواراً من الحجم الكبير تم تقديمه للدمية أمال أثناء جولتها في ميسيساغا يوم 10 يونيو/حزيران.
ومنذ يوليو/تموز 2021، سافرت الدمية ’’أمل‘‘ عبر 13 بلداً إلى 90 مدينة في تركيا وأوروبا وكذلك نيويورك.
واستقبل ’’أمل‘‘ أكثر من مليون شخص عبر الشوارع، بمن فيهم مئات الفنانين ومن المجتمع المدني والقادة الدينيين، بالإضافة إلى عشرات الملايين عبر الإنترنت.
وتشكّل جولتها ’’مهرجانات فنية تلفت الانتباه إلى الأعداد الهائلة من الأطفال الفارين من الحرب والعنف والاضطهاد‘‘، كما أوضح منظمو جولتها في كندا.