مهما مضى عليها من وقت سيبقى تاريخ 31 يوليو 1987 محفورًا في أذهان سكان إدمونتون باسم “Black Friday”.
يروي سكان المدينة أنه في الساعة 3 من مساء ذلك اليوم تشكلت وبشكل مفاجئ سحابة قمعية كبيرة سوداء جنوب شرق إدمونتون، وهبطت باتجاه الأرض محدثة دمارًا كبيرًا لمسافة 37 كيلومتر شرقي المدينة.
يروي بعض الشهود أنهم سمعوا في تلك الأثناء هديرًا قويًا أشبه بصوت قطار الشحن، ناتج عن نشوء رياح عاتية بلغت سرعتها 400 كيلومتر في الساعة ضربت المباني وقذفت بالسيارات في الطرقات وكأنها ألعاب بيد طفل صغير.
استمر الإعصار مدة ساعة كاملة تسبب فيها بمقتل 27 شخص، وإصابة 600 آخرين، وتدمير 300 منزل، حيث قُدرت الأضرار بمبلغ 181 مليون دولار. حيث صُنف حينها إعصار Black Friday ضمن ثاني أقوى فئة تصنف الأعاصير وفقها.
الغريب بالأمر أنه قبل هذا اليوم المشؤوم شهدت مدينة إدمونتون وخلال الأيام الثلاثة التي سبقته أمطارًا غزيرة جدًا بلغت حوالي 300 ملم.
ترافقت بارتفاع منسوب أربعة أنهار رئيسية في المنطقة، كما هطلت حبات برد كبيرة الحجم على غربي المدينة.
تركز التدمير جراء الإعصار بشكل كبير في مناطق Clareview و مجمع Strathcona Industrial وحديقة Evergreen mobile home في حين أعرب السكان عن الشعور المريع الذي مروا به خلال اختبائهم في الطوابق السفلية، بينما يدمر الإعصار الأجزاء العلوية من منازلهم.
وفي خضم تلك الذكريات المؤلمة، لا تخلو الحياة من بعض القصص التي يعتبرها البعض معجزة بحد ذاتها.
حيث انتزعت الرياح العاتية طفلة من بين يدي جدها في حديقة Evergreen mobile home تدعى كريستين واختفت تمامًا، قبل أن يجدها أحد الأشخاص ويسلمها إلى الشرطة التي أعادتها إلى والدتها.
دفعت هذه الكارثة السلطات في مقاطعة ألبرتا إلى إنشاء وكالة إدارة الطوارئ عام 1988 وإصلاح نظام الإنذار والاستجابة للكوارث.