هطلت الأمطار يوم الجمعة على أجزاء من غرب كندا، بعدما دمرت حرائق الغابات بعضا من أجمل المناظر الطبيعية في البلاد والعالم.
واندلع حريقان انتشرا بسرعات تزيد عن 60 ميلا في الساعة في جبال روكي الكندية يوم الأربعاء، مما أدى إلى إحراق مدينة جاسبر “Jasper”، على طول نهر Athabasca في ألبرتا، وتدمير ما يقرب من ثلث هياكلها.
من جانبهم، أكد المسؤولون إجلاء أكثر من 25,000 من السكان والزائرين هذا الأسبوع من المدينة السياحية والمنتزه الوطني المحيط بجاسبر.
كما قال المسؤولون إن الأمطار وانخفاض درجات الحرارة ساعدا في إخماد الحريق إلى حد ما يوم الخميس، لكن الحريق ظل مشتعلا، وواصل رجال الإطفاء مكافحته في المدينة، وانتقلوا من مبنى إلى آخر يوم الخميس، وفقا لـ Parks Canada.
بدورها، قالت رئيسة حكومة ألبرتا، دانييل سميث: “لا يمكن إنكار أن هذا هو أسوأ كابوس لأي مجتمع.. لأجيال عديدة، كانت جاسبر والحديقة المحيطة بها مصدر فخر مع بعض من أجمل المناظر الطبيعية في العالم بأسره”.
ومن بين 1113 مبنى في بلدة جاسبر، دُمر 358 منها في حريق هذا الأسبوع، وفقا لتحديث صدر يوم الجمعة من فريق قيادة الحوادث المشرف على جهود مكافحة الحرائق.
وتقدر مساحة الحريق بحوالي 88000 فدان، وقال رجال الإطفاء إنهم تمكنوا من حماية المرافق الحيوية في المدينة، بما في ذلك المستشفى ومباني خدمات الطوارئ والمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية ومركز الأنشطة ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي.
كما ألحق الحريق أضرارا بعدد من الجسور في جميع أنحاء المنتزه الوطني، بما في ذلك جسر Moberly وجسر Old Fort Point، ومن المقرر تقييم الجسور على طريق Icefields Parkway الشهير في المنطقة بحثا عن أضرار هيكلية، وقال مسؤولو المتنزهات إن ذلك من شأنه أن يبطئ الوصول إلى بحيرة Maligne الخلابة جنوب شرق المدينة.
ولفت المسؤولون يوم الخميس إلى أن الضرر الهيكلي الأكثر أهمية حدث على الجانب الجنوبي الغربي من المدينة.
ودمرت النيران كنيسة St. Mary وSt. George Anglican في جاسبر.
ووصف عمدة جاسبر، ريتشارد أيرلاند، الحريق بأنه “تحد غير مسبوق.. الدمار والخسارة التي يواجهها ويشعر بها العديد منكم لا يمكن وصفها وفهمها”.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة جاسبر تمثل وجهة سياحية لأولئك الذين يزورون جبال روكي وحديقة جاسبر الوطنية، وبحسب موقع المدينة على الإنترنت، تعد الحديقة موقعا للتراث العالمي حيث يمر عبر بواباتها أكثر من 2 مليون زائر سنويا، ويسافر السياح على طريق Icefields Parkway بين منتزهي جاسبر وبانف الوطنيين ويزورون شلالات Athabasca ونهر Athabasca الجليدي.
كما تعد الحديقة واحدة من كنوز كندا الوطنية، حيث تبلغ مساحتها أكثر من 2.7 مليون فدان وهي الأكبر في جبال روكي الكندية، ويعيش هناك حوالي 70 نوعا من الثدييات، وفقا لـ National Geographic، بما في ذلك الدببة الرمادية والموظ والأيائل.
مهاجر