’’يستحق الناس في مونتريال أن يشعروا بالأمان في مجتمعهم‘‘، قال اليوم وزير السلامة العامة الفدرالي ماركو منديتشينو تعليقاً على موجة العنف المسلح التي تتعرض لها كبرى مدن مقاطعة كيبيك وثانية كبريات مدن كندا.
ووعد الوزير منديتشينو، خلال مؤتمر صحفي في ميراميشي في مقاطعة نيو/نوفو برونزويك، بمواصلة ’’التعاون الوثيق‘‘ مع نظيرته في حكومة كيبيك الخارجة، جونفييف غيلبو، ومع عمدة مونتريال، فاليري بلانت، لمعالجة هذه القضية.
’’نحن من صميم القلب مع أهل مونتريال. أعلم أن هناك الكثير من الناس الذين يشعرون بالقلق حالياً‘‘، قال منديتشينو في بداية كلمته.
ويأتي كلام وزير السلامة العامة في حكومة جوستان ترودو الليبرالية بعد يوميْن من وقوع جريمتيْ قتل في مونتريال في وضح النهار.
فيوم الثلاثاء أُصيب رجل في سنّ الرابعة والأربعين، اسمه ماكسيم لونوار، بالرصاص في موقف سيارات تابع لمركز تجاري في مدينة مون رويال في قلب جزيرة مونتريال قرابة الواحدة من بعد الظهر، وما لبث أن فارق الحياة في المستشفى الذي نُقل إليه.
وبعد نحو نصف ساعة أصيب رجل في الخمسين من عمره يُدعى دييغو فيوريتا بعدة طلقات نارية في مطعم بيتزا في وسط مونتريال، ولم يلبث هو الآخر أن فارق الحياة في المستشفى الذي نُقل إليه.
وأثنى الوزير منديتشينو على المبادرات التي طرحتها حكومة ترودو لمكافحة انتشار الأسلحة النارية، مثل مشروع القانون ’’سي-21‘‘ (C-21) الذي ينصّ على تجميد بيع الأسلحة اليدوية وشرائها ونقلها واستيرادها على صعيد كلّ كندا.
وقدّمت الحكومة الفدرالية دخول حظر الاستيراد حيز التنفيذ إلى الأسبوع الماضي.
وفي ميراميشي أعلن وزير السلامة العامة الفدرالي منح قرابة مليون دولار لبلدية المدينة كي توزّع منحاً على منظمات محلية تنشط لمنع العنف المسلح.
وذكّر الوزير منديتشينو بأنّ حكومته قدّمت أكثر من 40 مليون دولار لحكومة كيبيك لدعمها في مكافحة العنف المسلح.
العنف المسلح في مونتريال يتحوّل إلى قضية انتخابية
وفي الوقت الذي تتجه فيه كل الأنظار إلى السلطات العامة لوقف أعمال العنف المسلح المنتشرة في مونتريال الكبرى، انتقد الحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ) وحزب التضامن الكيبيكي (QS) الحكومةَ الخارجة برئاسة فرانسوا لوغو متهميْن إياها بعدم إيلائها معالجة العنف المسلح في مونتريال الأولوية التي تستحقها.
ففي مؤتمر صحفي عقدته اليوم أمام مطعم البيتزا الذي سقط فيه دييغو فيوريتا يوم الثلاثاء، قالت زعيمة الحزب الليبرالي الكيبيكي، دومينيك أنغلاد، إنّ رئيس حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) فرانسوا لوغو ’’يتألق بغيابه‘‘ في وقت يجب أن تكون ’’سلامة الكيبيكيين والكيبيكيات الأولوية المطلقة‘‘.
حان الوقت لأن تنتهي اللامبالاة تجاه مونتريال. نحن بحاجة إلى رئيسة حكومة تأخذ قضية العنف المسلح في منطقة مونتريال الكبرى على محمل الجد.
نقلا عن مقتطف من بيان صادر عن زعيمة الحزب الليبرالي الكيبيكي دومينيك أنغلاد عقب مؤتمرها الصحفي في مونتريال اليوم
ويشكل الحزب الليبرالي الكيبيكي المعارَضة الرسمية في الجمعية الوطنية الخارجة التي انتُخبت قبل أربع سنوات.
كما أبدى حزب التضامن الكيبيكي، اليساري التوجه وثاني أحزاب المعارضة في الجمعية الوطنية، ’’قلقاً من ملاحظته أنّ الجريمة المنظمة تشعر، وبشكل متزايد، براحة في التصرف مع إفلات من العقاب، في أيّ مكان وفي أيّ وقت في مونتريال‘‘.
وندّد زعيم حزب المحافظين في كيبيك (PCQ) إريك دوهيم بـ’’القوى السياسية‘‘ التي تدعو منذ سنوات إلى تخفيض تمويل الشرطة، وحتى في بعض الأحيان إلى نزع سلاحها، مضيفاً أنّ حزبه يقترح زيادة عديد جهاز شرطة مونتريال بـ400 عنصر.
من جهتها، دافعت وزيرة السلامة العامة في الحكومة الكيبيكية الخارجة، جونفييف غيلبو، عن خطة ’’سنتور‘‘ (Centaure) التي أطلقتها قبل نحو سنة لمكافحة العنف المسلح والاتجار غير الشرعي بالأسلحة والتي كلفت 140 مليون دولار.
ورداً على سؤال من راديو كندا حول فعالية خطتها، قالت الوزيرة غيلبو إنه على الرغم ممّا يتصوره البعض، فإنّ ’’سنتور‘‘ أثمرت حتى الآن 493 عملية توقيف ومصادرة ما يقرب من 500 قطعة سلاح ناري.
يُشار إلى أنّ مقاطعة كيبيك على موعد مع انتخابات عامة في 3 تشرين الأول (أكتوبر) وأنّ الحملة الانتخابية فيها تنطلق بصورة رسمية هذا الأحد، الموافق فيه 28 آب (أغسطس).
(نقلاً عن تقريريْن لراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)