تعتزم الحكومة الكندية تنفيذ تهديدها المتعلق بمصادرة أصول الأوليغارشية الروسية في البلاد. وقد بدأت بالفعل الإجراءات لمصادرة وتصفية الأصول التي يحتفظ بها في كندا الملياردير الروسي رجل الأعمال رومان أبراموفيتش، الذي يوصف بأنه قريب من نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أعلنت الحكومة الكندية، اليوم الاثنين، مصادرة أصول بقيمة 26 مليون دولار أمريكي تابعة لشركة ’’جرانيت كابيتال‘‘، المملوكة لرجل الأعمال الروسي البارز أبراموفيتش، علما أن هذه الأصول مودعة في حساب مصرفي في كندا. وأوضحت أوتاوا أن ذلك ’’جزء من العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا‘‘.
وتعدّ المرة الأولى التي تستخدم فيها أوتاوا (نافذة جديدة) هذه الصلاحيات الجديدة الممنوحة بموجب قانون أقره البرلمان الكندي في حزيران/يونيو من هذا العام، يسمح بمصادرة الأصول الروسية المجمدة وتحويلها إلى أوكرانيا لاستخدامها في جهود التعافي من آثار الحرب. وتتيح هذه الآلية التشريعية الجديدة مصادرة أصول الأفراد والشركات المدرجة في قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات من قبل كندا.
وفي مؤتمر صحفي عقدته اليوم، صرّحت وزيرة الخارجية في الحكومة الاتحادية الكندية ميلاني جولي، أنه سيتم استخدام المبالغ ذات الصلة بعد مصادرتها للمساعدة في إعادة إعمار أوكرانيا .
هدفنا الذي كان ولا يزال هو ممارسة الكثير من الضغط على النظام الروسي.
نقلا عن ميلاني جولي، وزيرة خارجية كندا
وبذلك تصبح كندا أول دولة في مجموعة السبع التي تنفذ مثل هذا الإجراء.
تقول الوزيرة ميلاني جولي:’’نحن الدولة الأولى في هذه المجموعة التي تصادر الأصول وتبادر إلى تصفيتها. وهي مبادرة تميزنا آملين في أن تلهم دولا أخرى لكي تحذو حذونا‘‘.
عزل المقربين من بوتين
تَذكر وزيرة الخارجية الكندية بأن شرطة الخيالة الملكية الكندية هي التي حددت، بشكل مستقل، السيد أبراموفيتش كأول هدف للتشريع الكندي الجديد. لكن هذه ليست سوى الخطوة الأولى في العملية، لأن مصادرة الأصول يجب أن تأذن بها المحكمة.
وتكون الحكومة الكندية بذلك قد انتظرت نحو 300 يوم قبل البدء بشن هجوم ضد ثروات المقربين من النظام الروسي، الذين كانوا يُعتبرون دائمًا وسطاء للحرب في أوكرانيا.
عند سؤالها عن سبب الانتظار كل هذه المدة، توضح ميلاني جولي بأن القانون الذي يمنح هذه الصلاحيات لأوتاوا لم يُعتمد إلا مؤخرًا. وأضافت بأن شرطة الخيالة الملكية الكندية ’’تتمتع الآن بسلطة المضي قدماً في مصادرة هذه الأصول، وربما التصفية‘‘.
’’هدفنا هو الضغط على النظام الروسي‘‘ (نافذة جديدة)، كما تقول الوزيرة الكندية، مؤكدة أن أوتاوا تصرّ على الاستمرار في ضمان عزل الأوليغارشية الروسية والأشخاص المقربين من بوتين، ’’لأنه يجب أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم‘‘.
علاقات مع الغرب الكندي
جمع رومان أبراموفيتش ثروته في قطاع النفط والغاز إبان سقوط الاتحاد السوفيتي. ومنذ ذلك الحين، يمتلك رجل الأعمال الروسي البارز أصولًا في العديد من القطاعات الصناعية، بما في ذلك الصلب. من بين شركات أخرى، يمتلك 28٪ من أسهم Evraz، وهي شركة ذات حضور قوي في غرب كندا.
وتعتبره العديد من الدول مقربًا من فلاديمير بوتين، الأمر الذي نفاه الملياردير الروسي تكرارا في الماضي. وقد فرضت كندا عقوبات عليه منذ شهر آذار/مارس الماضي بعد بدء الغزو الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022.
اشتهر أبراموفيتش بامتلاكه لنادى تشيلسي لكرة القدم في إنجلترا لما يقرب من 20 عامًا. وفي ظل عقوبات الحكومة البريطانية، أعلن الملياردير الروسي عن نيته بيع النادي في أيار/مايو 2022.
بالإضافة إلى كونه مواطنًا روسيًا، يحمل رومان إبراموفيتش الجنسيتين الإسرائيلية والبرتغالية.
تقدر مجلة فوربس ثروة أبراموفيتش بنحو 8.7 مليار دولار، وهي تشهد تراجعا حادا منذ غزو روسيا لأوكرانيا. إذ قدرت فوربس ثروته في عام 2021 بنحو 15 مليار دولار.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، سي بي سي، ترجمة وإعداد كوليت ضرغام)