خضع الرؤساء التنفيذيون لوسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع لاستجواب في مجلس الشيوخ خلال جلسة استماع حول المخاطر التي تشكلها تلك المنصات على الأطفال، بما في ذلك الجرائم الجنسية والمقاطع التي تشجع على الانتحار والتنمر والإدمان وغير ذلك الكثير.
اجتمع أعضاء مجلس الشيوخ معاً للاتفاق حول الآلية التي تعالج ذلك، ولكن ليس من الواضح بعد ما إذا كان هذا كافياً لتمرير تشريعات مثل قانون سلامة الأطفال على الإنترنت أو غيره من التدابير المقترحة التي تهدف إلى حماية الأطفال من الأضرار عبر الإنترنت.
يمكن القول أن إتخاذ هذه الإجراءات قد يستغرق وقتاً طويلاً، وإلى أن يتم ذلك إليك بعض النصائح لكي تبقي أطفالك في آمان على وسائل التواصل الاجتماعي:
بدايةً توجد هناك بالفعل قاعدة تحظر على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً استخدام المنصات التي تعلن لهم دون موافقة الوالدين، وهي قانون حماية خصوصية الأطفال عبر الإنترنت الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2000.
يذكر أن الهدف من هذا القانون كان حماية خصوصية الأطفال عبر الإنترنت من خلال مطالبة مواقع الويب والخدمات عبر الإنترنت بالكشف عن سياسات خصوصية واضحة والحصول على موافقة الوالدين قبل جمع المعلومات الشخصية عن أطفالهم، ولكن الزمن تغير ولم تعد الخصوصية على الإنترنت هي الاهتمام الوحيد عندما يتعلق الأمر بالأطفال، حيث يوجد هناك تنمر أو خطر الإصابة باضطرابات الأكل أو أفكار انتحارية أو ما هو أسوأ.
تقول Christine Elgersma، خبيرة وسائل التواصل الاجتماعي في منظمة Common Sense Media، أن القوانين المقترحة حالياً تتضمن حظراً شاملاً على الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً عندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعي، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود طريقة سهلة للتحقق من عمر الشخص عند الاشتراك في التطبيقات والخدمات عبر الإنترنت.
من الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص لجأوا إلى منع أطفالهم تماماً من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أن هذا القرار هو قرار شخصي، يقول بعض الخبراء إن هذا قد يؤدي إلى عزل الأطفال عن الأنشطة والمناقشات مع الأصدقاء التي تتم على وسائل التواصل الاجتماعي أو خدمات الدردشة.
تقترح Elgersma أن يتصفح الآباء وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم مع أطفالهم قبل أن يبلغوا سناً يسمح لهم بالاتصال بالإنترنت وإجراء مناقشات مفتوحة حول ما يرونه وحول كيفية التعامل مع المواقف التي تواجههم.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً فيجب على الآباء التعامل معهم بفضول واهتمام، ويقترح الخبراء طرح الأسئلة عليهم حول ما يفعلونه على هواتفهم ومعرفة ما يرغب الطفل في مشاركته.
يقول الخبراء إن معظم الآباء يأخذون هواتف أطفالهم طوال الليل للحد من تصفحهم لها، وهي استراتيجية تميل إلى النجاح لأن الأطفال يحتاجون إلى استراحة من الشاشة، ولكن على الآباء أن يشرحوا لأطفالهم ما يفعلونه هم عندما يكون هاتفهم في متناول يدهم حتى يفهم الطفل أنهم لا يتصفحون المواقع بلا هدف، وأن يخبرونهم بأنهم يقومون بالتحقق من البريد الإلكتروني الخاص بالعمل أو أنهم يبحثون عن وصفة لتناول العشاء أو غير ذلك.
هناك حل آخر يتمثل في استخدام الضوابط الأبوية والتي توفر تدقيقاً متزايداً بشأن سلامة الأطفال، على سبيل المثال كشفت Meta العام الماضي عن أدوات الإشراف الأبوي والتي تتيح للوالدين وضع حدود زمنية، ومعرفة من يتابعه طفلهم أو من يتابعه، وتسمح لهم بتتبع مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل على انستغرام، ولكن كما هو الحال مع الأدوات المماثلة على منصات أخرى، فإن هذه الميزة اختيارية ويجب على الأطفال والآباء الموافقة على استخدامها.
لابد من الإشارة إلى أن هذه الميزات مفيدة للعائلات التي تشارك بالفعل في حياة أطفالها وأنشطتهم عبر الإنترنت، ولكن الخبراء يقولون أن هذا ليس هو الواقع بالنسبة لكثير من الناس.