أعلنت شركة Hertz لتأجير السيارات مؤخراً أنها ستبيع حوالي 20 ألف سيارة من السيارات الكهربائية الموجودة في أسطولها، وستقوم باستبدالها بسيارات جديدة تعمل بالبنزين، ويعود ذلك إلى كثرة حوادث الاصطدام، إضافةً إلى أن تكاليف إصلاح السيارة الكهربائية أعلى بكثير من إصلاح السيارة التي تعمل بالوقود.
وقد كشفت الأبحاث التي أجرتها شركة LexisNexis أنه عندما يتحول السائقون من السيارات التي تعمل بالبنزين إلى السيارات الكهربائية، فإنهم يميلون إلى الاصطدام بشكل أكبر، كما يميل السائقون إلى الاصطدام بدرجة أكبر عند التحول إلى السيارات التي تعمل بالغاز أيضاً، ولكن الزيادة تكون أكثر وضوحاً مع السيارات الكهربائية.
وفقاً لشركة LexisNexis تكون الزيادة في الحوادث أعلى خلال السنة الأولى بعد حصول السائقين على السيارة الكهربائية الجديدة، ولكنها تتضاءل مع اعتياد الناس على قيادة الطراز الجديد.
من الجدير بالذكر أن سيارات Tesla شكلت 80% من أسطول السيارات الكهربائية التابع لشركة Hertz، وهي أيضاً تشكل الأغلبية بين السيارات الكهربائية المملوكة للقطاع الخاص، نظراً لأنها تشكل غالبية السيارات الكهربائية الجديدة المباعة في الولايات المتحدة.
هذا الأمر قد يشير إلى وجود شيء ما في سيارات Tesla يتسبب في حوادث تصادم أكثر من السيارات الأخرى، ولكن باحثي LexisNexis لاحظوا اتجاهات مماثلة في الصين حيث يوجد عدد أكبر بكثير من السيارات الكهربائية التي ليست من طراز Tesla.
في السياق نفسه كشفت أبحاث شركة LexisNexis أن الحوداث تكون أكثر تكراراً لدى الأسر التي لديها طرازات تعمل بالغاز والكهرباء، مما يشير إلى أن التحول بانتظام من نموذج إلى آخر يؤدي إلى تفاقم المشكلات.
تجدر الإشارة إلى أنه في العديد من النواحي لا يوجد فرق كبير بين قيادة سيارة تعمل بالاحتراق الداخلي ونموذج كهربائي مثل سيارة Tesla، حيث يوجد في كلاهما دواسة فرامل وأخرى للوقود وعجلة للقيادة، ولكن مع ذلك هناك بعض الاختلافات الرئيسية بين قيادة Tesla وتلك التي تعمل بالبنزين.
على سبيل المثال، لا تحتوي سيارات Tesla على زر “ابدأ” لتشغيل السيارة وإيقاف تشغيلها، وبدلاً من ذلك بمجرد جلوس السائق في السيارة يتم تشغيلها على الفور وتكون جاهزة للقيادة وعندما يخرج السائق تتوقف السيارة عن العمل من تلقاء نفسها، ونظراً لأنها سيارة كهربائية فهذا يعني عدم وجود صوت أو اهتزاز للمحرك مما يجعل من الصعب أحياناً تمييز الفرق بين التشغيل والإيقاف.
والأهم من ذلك هو أن سيارات Tesla تميل إلى أن تكون سريعة بفضل محركاتها الكهربائية القوية، حيث يمكنها التسارع بسرعة أكبر بكثير من المركبات التقليدية التي تعمل بالبنزين، مثلاً يمكن لسيارة Tesla Model 3 أن تنطلق من صفر إلى 60 ميلاً في الساعة خلال 3.1 ثانية، بينما تستغرق سيارة BMW 330i حوالي 4.1 ثانية للوصول إلى هذه السرعة.
لا بد من الإشارة أخيراً إلى أنه في أعمال التأمين، هناك علاقة وثيقة بين القدرة الحصانية ومطالبات التأمين، حيث أن السيارات السريعة تصطدم بالأشياء وتضربها بقوة أكبر، مما يؤدي إلى حوادث أكثر وأكثر خطورة.
وبالإضافة إلى السرعة عادةً ماتكون السيارات الكهربائية أثقل من التي تعمل بالوقود بسبب البطاريات الكبيرة والكثيفة، وهذا يؤدي إلى مزيد من الضرر في السيارات التي تصطدم بها السيارة الكهربائية مما يؤدي إلى ارتفاع مطالبات التأمين.