تقيم الشابة المغربية إيمان بياض في مدينة ويسلر بمقاطعة بريتيش كولومبيا في الغرب الكندي حيث تعمل في قطاع الفندقة والمطاعم.
وقبل أن تنتقل إلى كندا في عام 2020، كانت تعمل إيمان بياض في أحد المطاعم التابعة للشركة القابضة ’’كُتُبية‘‘ المعروفة في بلدها الأصلي، المغرب، بإنتاج اللحوم وتوزيعها.
وفي الوقت نفسه كانت تحضر للحصول على إجازة جامعية في إدارة المؤسسات. وقبل ذلك درست الشابة المغربية في مجال الحقوق ثمّ فن الطبخ وخدمات المطاعم.
وفي حديث مع راديو كندا الدولي، تقول هذه الشابة المنحدرة من مدينة صافي إنّها درست القانون بطلب من عائلتها لكنّها لم تكن ميّالة لذلك.
ولم تتقبّل أسرتها بسهولة ميولها لفنّ الطبخ وخدمة المطاعم لأنّه كان مرتبطاً في نظرها بالاستغلال الذي تعرّض له بعض أفراد العائلة خلال فترة الاحتلال الفرنسي خاصة وأنهم من السود.
غيّر أبي رأيه في عملي في قطاع المطاعم عندما بدأت أشارك في مسابقات الطبخ وبعض الحصص التلفزيونية في المغرب وأصبح فخوراً بي.
نقلا عن إيمان بياض
وفي عام 2015 تمكنت من التسجيل في مدرسة فرنسية للطبخ لكنّ عائلتها رفضت فكرة انتقالها إلى فرنسا. وفي عام 2017، بدأت بعض المؤسسات الكندية في البحث على عمال مهرة في قطاع السياحة. وتمّ قبولها رغم أنها لم تكن قد أكملت دراستها.
وللمرة الثانية رفضت عائلتها مشروعها للمجيء إلى كندا قبل اتمام دراستها.
وبعد حصولها على شهادتها في فن الطبخ تواصلت مع إحدى الشركات وأجرت مقابلتها للتوظيف في بداية 2020، بضعة أسابيع قبل تفشي جائحة كوفيد-19.
وكان من المقرّر أن تصل إلى مدينة ويسلر في مقاطعة بريتيش كولومبيا في شهر مايو/أيار، لكنّ توقيف الرحلات الجوية عبر العالم والإغلاق الذي كان مفروضاً أدى إلى تأجيل وصولها إلى غاية ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
وكان في استقبالها جويل شوفالييه صاحب وكالة التوظيف (Culinary Recruitment International) المتخصصة في البحث عن عمال مهرة من خارج كندا لِقطاع المطاعم.
وفي حديث مع راديو كندا الدولي، يقول جويل شوفالييه إنّه أنشأ وكالته في نهاية 2018.
وأوضح أنّه أسّس الوكالة ’’في وقت كانت فيه المطاعم والفنادق تجد صعوبة كبيرة في إيجاد عمال مهرة كالطباخين في كندا.‘‘
وتقدّم وكالته خدماتها عبر كامل تراب مقاطعة بريتيش كولومبيا. ’’قمنا أيضا بتوظيف بعض الطباخين في وينيبيغ في مقاطعة مانيتوبا‘‘، كما أضاف.
ولتسريع عملية جلب العمال، لجأت وكالته حينها إلى برنامج هجرة فدرالي مخصص للعمال الناطقين باللغة الفرنسية.
وقام بجولة في عدّة مدارس متخصصة في الفندقة والمطاعم في فرنسا، وبلجيكا وسويسرا للبحث عن طلبة يوشكون على اتمام دراستهم لتوظيفهم.
ولكنّ معظمهم كانوا طلبة أجانب في تلك البلدان أوكانت لهم وعود توظيف وهم غير مهتمين بالعمل في كندا، كما قال. وواصل بحثه إلى أن اكتشف عمالا مهرة في المغرب.
قمنا بتوظيف طباخين وعمال في قطاع الفندقة من المغرب وكانت التجربة جدّ إيجابية.
نقلا عن جويل شوفالييه
وقال إنّه كانت نوع من المجازفة لأنه لم تسبق له تجربة في توظيف عمال من هذا البلد، لكنّه لم يندم على قراره.
ويواصل جويل شوفالييه حاليا في البحث عن عمال من المغرب ووسّع نطاق بحثه إلى بلدان افريقية أخرى ناطقة بالفرنسية مثل الكاميرون، كما أوضح في حديثه.
وسجّلت عمليات التوظيف تباطأً خلال جائحة كوفيد-19. ’’لكننّا استأنفنا التوظيف من المغرب‘‘، كما قال.
وبالنسبة له، فإنّ أهم ميزة وجدها في العمال المغربيين هي أنّهم تدرّبوا حسب المعايير نفسها التي تدرّب عليها عمال القطاع في أوروبا وأمريكا الشمالية.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ المغرب يستقبل عددا هائلا من السياح سنويا، كما قال. ’’عمال قطاع السياحة في المغرب متعودون على العمل مع الفروع المحلية للفنادق العالمية المعروفة.‘‘
ووفقاً له، فإنّ توظيف طباخين من المغرب يُثري حتماً المطبخ الكندي.
بعد فترة من مجيئ طباخين من المغرب [إلى ويسلر] بدأت بعض المطاعم في عرض أطباق مغربية على زبائنها.
نقلا عن جويل شوفالييه
ويحصل العمال الذين يتمّ توظيفهم على رخص عمل مؤقتة صالحة لمدّة عامين. ’’استطاع معظمهم تجديد رخص عملهم وحصلوا بعد ذلك على وثائق الإقامة الدائمة‘‘، كما قال.
ونظرا لارتفاع تكاليف المعيشة خاصة في ما يتعلّق بالإسكان، تتعامل وكالة جويل شوفالييه مع المطاعم والفنادق التي توفّر الإقامة لعمّالها.
وتقول إيمان بياض إن زميلة مغربية قدّمت لها يد المساعدة في الأيام والأشهر الأولى من إقامتها في ويسلر.
وتتذكّر أنّها تفاجأت في بداية عملها في ويسلر حينما لاحظت أنّ الزبائن ليسوا بصعوبة الزبائن الذين تعوّدت عليهم في فنادق ومطاعم المغرب.
وبدأت عملها في الطبخ ثمّ انتقلت إلى صنع الحلويات. وأمضت سنتين في عملها الأول. ثمّ تقدّمت بطلب للإقامة الدائمة وحصلت عليها في ظرف أربعة أشهر، كما أوضحت.
وفي ويسلر التقت بخطيبها الكندي ذي الأصول الإيطالية وهما يحضّران الآن للزواج. وينويان الانتقال إلى فانكوفر في السنوات القادمة ’’للعيش بالقرب من أفراد عائلة [خطيبي]‘‘.
وتنوي أيضا تغيير مجال عملها إلى قطاع البنوك والمحاسبة. وهي تبحث الآن على مدرسة لمزاولة الدراسة في هذا المجال.